نزوح الآلاف من مدنيي الغوطة مع تقدم النظام / فيديو

سواليف

تصاعد القتال والقصف العنيف من النظام السوري، الخميس، على مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وقتل العديد من المدنيين جراء غارات النظام، ويأتي كل ذلك مع دخول الأزمة السورية عامها الثامن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن ما يربو على ثلاثة آلاف مدني نزحوا من مدينة حمورية في الغوطة الشرقية إلى أراض خاضعة لسيطرة النظام مع تقدم قواته اليوم الخميس.

وأصدر المدنيون نداءات استغاثة من مدينة حمورية التي يتقدم بها النظام السوري ميدانيا، محذرين من مجازر وإبادة جماعية تهدد خمسة آلاف بقيوا داخل المدينة.

وشهدت الغوطة انفجارات عنيفة منذ ليل الأربعاء، ناجمة عن قصف جوي وبري مكثفين تسببا في سقوط عشرات القتلى والجرحى، هم 64 على الأقل، بينهم 9 أطفال و7 نساء، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 238 جريحا مدنيا، بحسب إحصائية للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتدور معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، ومقاتلي فيلق الرحمن من جانب آخر، على محاور في محيط وأطراف مدينة حمورية، في محاولة من قوات النظام السيطرة عليها، وتوسعة نطاق تواجدها داخل الغوطة المحاصرة، التي قطعتها قبل أيام إلى ثلاثة جيوب.

والجيوب الثلاثة تتبع لكل من جيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الرحمن، وتمكنت قوات النظام من تحقيق تقدم في محيط مدينة حمورية والسيطرة على مبان ومزارع، وسط استهدافات مكثفة ومتبادلة، في محاولة من فيلق الرحمن صد الهجوم، وفق المرصد السوري.

وجرت عمليات إجلاء لعشرات المدنيين، من مدينة دوما الخاضعة لسيطرة جيش الإسلام عبر مخيم الوافدين إلى مراكز إيواء في مناطق تسيطر عليها قوات النظام في ريف دمشق.

وبحسب آخر الإحصائيات، فإن مجموع حصيلة القتلى منذ 18 شباط/ فبراير الماضي ارتفعت إلى 1246 مدنيا، بينهم 252 طفلا، و171 امرأة، خلال تصعيد النظام السوري وحلفائه عمليات القصف الجوي والمدفعي على مدن وبلدات دوما وحرستا وعربين وزملكا وحمورية وجسرين وكفربطنا ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية المحاصرة.

وتسبب القصف خلال هذه الفترة التي استكملت أسبوعين منذ انطلاقتها، في إصابة أكثر من 4770 مدنيا بينهم مئات الأطفال والنساء بجراح متفاوتة الخطورة، فيما تعرض البعض لإعاقات دائمة.

ولا تزال جثامين عشرات المدنيين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي المدفعي والصاروخي من قوات النظام على الغوطة الشرقية.

دخول قافلة مساعدات

ودخلت قافلة مساعدات غذائية جديدة صباح الخميس إلى الغوطة الشرقية المحاصرة من قوات النظام، التي تعاني من نقص فادح في المواد الغذائية والطبية، بحسب ما أفادت به اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وقال المسؤول الإعلامي في اللجنة بافل كشيشيك: “دخلت القافلة الغوطة وتتوجه إلى دوما الآن”، في إشارة إلى اكبر مدينة في المنطقة خاضعة لسيطرة فصيل “جيش الإسلام” المعارض.

وتضم القافلة 25 شاحنة مخصصة لـ26100 شخص، بحسب المصدر ذاته.

ويأتي ذلك في اليوم الثالث لعملية إخراج مدنيين من الجيب الخاضع لسيطرة جيش الإسلام إلى مراكز إيواء في مناطق سيطرة قوات النظام، برعاية وإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

وتم نقل عشرات المدنيين إلى هذه المراكز بعد حملة قصف وغارات جوية امتدت أسابيع نفذتها قوات النظام بدعم روسي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية المحاصرة منذ سنوات خلفت مئات القتلى وزادت من معاناة المدنيين العالقين فيها.

ويتواصل القصف رغم “هدنة” يومية مفترضة يتم خلالها إخراج مدنيين عبر ممر إنساني.

أربعة أشهر

استكملت اليوم الخميس عمليات تصعيد القصف الجوي والمدفعي على غوطة دمشق المحاصرة، شهرها الرابع على التوالي، منذ بدء تصعيد النظام السوري في الـ 14 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017، الذي تصاعد منذ أسبوعين في 18 شباط/ آذار الماضي، ضد مدن وبلدت الغوطة الشرقية وارتكابه عشرات المجازر.

وبسحب المرصد السوري، يتصاعد الوضع الإنساني المأساوي في الغوطة الشرقية التي يحاصرها النظام، ما أدى إلى ترد الواقع الصحي والطبي والغذائي لأسوء حالاته، ويزداد سوءا أكثر من نتيجة استبدال فك الحصار بإطباقه وتقسيم الغوطة، واستبدال إرسال المساعدات بالقصف الجوي والبري بالصواريخ والقنابل والقذائف إلى داخل الغوطة المجوعة.

ورصد حتى الآن من الخسائر البشرية منذ 14 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 ما يقرب على 1992 مدنيا بينهم 426 طفلا، و286 امرأة، في مدن وبلدات الغوطة الشرقية.

ووثق المرصد السوري إصابة أكثر من 7042 شخصا بينهم مئات الأطفال والمواطنات، في القصف الجوي والبري الذي استهدف غوطة دمشق الشرقية، منذ التاريخ ذاته.

ورصد كذلك قصفا بأكثر من 6180 غارة وبرميلا متفجرا من الطائرات الحربية والمروحية التابعة للنظام والروسية، وأكثر من 11120 قذيفة صاروخية ومدفعية وصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض، استهدفت مدن وبلدات غوطة دمشق الشرقية، وتسببت في دمار كبير بالبنية التحتية وفي ممتلكات مواطنين.

ولا يزال عشرات المواطنين مفقودين تحت أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الجوي والمدفعي على غوطة دمشق الشرقية على مدار 4 أشهر متتالية، وتسبب هذا القصف في تصاعد المأساة الإنسانية في الغوطة المحاصرة منذ سنوات، مع استهداف المشافي والمرافق الخدمية والمحال التجارية.

“إرداة وقف الإبادة غير موجودة”

سياسيا، قال رئيس الائتلاف السوري المعارض الجديد، عبد الرحمن مصطفى، إن الإرادة الدولية، من أجل وقف الإبادة في الغوطة الشرقية، “غير موجودة”، رغم هول المأساة.

وقال مصطفى، الذي تولى رئاسة الائتلاف قبل أيام، خلفا للرئيس المستقيل رياض سيف: “استملت الرئاسة بفترة صعبة تمر بها الثورة والمعارضة، ولدينا موضوع الغوطة الشرقية، وهو الشغل الشاغل”.

وتابع بالقول: “أهلنا بمختلف المناطق، يعانون من أسوأ وضع إنساني، والمأساة معروضة في كل وسائل الإعلام، وتجري أمام مرأى العالم”، لا سيما غوطة دمشق.

ورأى أن المجتمع الدولي “ليس له أدوات، وإرادة دولية، لوقف الإبادة التي يرتكبها النظام كل هذه السنوات”.

وحول مساعي الائتلاف لتجاوز الوضع في الغوطة الشرقية، أشار إلى أن خلية أزمة تتابع الوضع على الأرض باستمرار، وتتوكون من الائتلاف إلى جانب ممثلين عن هيئة التفاوض، الحكومة المؤقتة، المجالس المحلية، الجيش الحر والفعاليات، ومنظمات المجتمع المدني.

وقال إن “أعضاء الخلية، يتولون تقديم مبادرات لوقف القتل في الغوطة، والجيش الحر يتجاوب معها، لكن للأسف القرارات الأممية، لا آليات ولا إرداة حقيقية لتطبيقها، لأن روسيا أصبحت شريكة في القتل”.

وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى