نرقص لنعيش / وائل مكاحلة

(مع الإعتذار للشرفاء المذكورين في المقال)
.
.
تحت شعار ” الرقص ودوره في النضال من أجل التحرير “.. تدعوكم قيادة سرية رام الله الأولى للمشاركة في “مؤتمر الرقص والمجتمع”، والذي سيقام على هامش “مهرجان رام الله للرقص المعاصر”، كما ستعقد حلقات نقاش دورية نعرض من خلالها أسباب توجه المقاومة للفنون العالمية، بإعتبارها لغة دولية تساهم في إيصال رسالتنا للعالم أجمع..

“الرقص لغة يفهمها الجميع” !!

نعم فقد تمكنت شعوب عدة – في الماضي – من إيصال رسائل التحرير من خلال الرقص، فقد رقص فارس خوري – سابقا – على كرسي المندوب السامي الفرنسي في مبنى الأمم المتحدة.. فنالت سوريا إستقلالها، ورقص بن بله ورفيقه بو مدين في أروقة الإليزيه.. فنالت الجزائر إستقلالها، كما ورقص الملك فاروق أيضا مع ثلة من راقصاته – وعلى رأسهن تحية كاريوكا – رقصة “والنبي لأهشه.. هالعصفور”.. فلم تلبث مصر أن نالت إستقلالها وفوقه بوسة، كما ولن ننسى رقصات تشي جيفارا وفيديل كاسترو التي أمتعانا بها على شواطئ خليج الخنازير، ورقصات ماو تسي تونغ وغاندي ولومومبا وووووو……. وغيرهم !!

كل هؤلاء رقصوا وكانت “النقطة” سببا في إعادة بناء بلدانهم التي هدمها الإستعمار…!!

هناك تجارب حديثة أيضا.. فقد كان لشفاه إلهام شاهين وخصر فيفي عبده الفضل في تخليص مصر من نظام فاشي جديد أولا، وفي كتابة دستور آخر يتماشى مع روح العصر وحب الحياة ثانيا، حتى على الصعيد الإجتماعي.. لن ننسى أن شفاه إلهام شاهين التي صبغت ميكروفونات الخطب السياسية بأحمر الشفاه، أعطتها لقب “الشريفة”، ولا أن خصر فيفي عبده ضمن لها جنة تحت أقدامها، بإعتبارها “أما فاضلة”..

لا ننكر أننا مررنا بما يشبه “المراهقة الثورية” في أوائل الطريق وفاتحة المسير، فجرنا وقتلنا وحاربنا وإختطفنا.. لا بل لقد وصل بنا الأمر لقتل رجالنا أنفسهم، ناجي العلي وعصام سرطاوي وغيرهم، قتلنا أيضا كل من شعرنا بأنه لا يمثل القضية.. هل تذكرون يوسف السباعي الكاتب الرومنسي المعروف الذي ألقاه قدره في طريقنا ليكون وزيرا في حكومة ؟..

لكن لا بد من لحظة نقف فيها مع أنفسنا في منتصف الطريق، لنرصد موقعنا على خارطة الأمم !!.. الكل يرقص.. بعضهم يرقص على نغمات الرصاص، وبعضهم على وقع الموسيقى، رقصنا هو الأجدى والأهم.. لأنه يأتي على وقع المدافع الموجهة لصدورنا، والخطط الرامية لدحرنا وتصفيتنا…!!

عموما.. سندعو الجميع معنا للرقص على جراحات شعبنا، سيقف المايسترو “سام” وأمامه وثيقة أوسلو ليشير لنا بعصاه محددا خطوات الرقص.. وسيتحزم الجميع بالأوشحة الوطنية، وستنزل علينا “النقطة” – كالرز – لتحيينا، وسننبذ كل وسائل العنف التي لم تعد تطعم خبزا أو جاتو !!.. سننزل إلى الشوارع لإجبار الشعب على حمل الصاجات بين أصابعهم بدل السكاكين، وسنرسل مبعوثين إلى غزة لنخبرهم أن الحياة أجمل من أن نضيعها في النضال والقتال، سنخبرهم أن الحياة أبقى.. وأن مهند وفادي وهديل وبيان قضوا بلا طائل !!.. لو رقصوا معنا فوق أطلال منظمة التحرير النافقة، لكان أحفظ لأرواحهم…!!

دائما هناك فرق.. بين أن تزغرد لك أمك وأنت ترقص، أو أن تزغرد لك لأنك إفتديت كرامة أمة برقبتك التي تتقد شرفا…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى