سواليف_عبد المجيد المجالي
“يولد الإبداع من رحم الوجع ” ! ربما أن هذه العبارة أدق ما يوصف حال خالد عثمان الذي أطلق مبادرة إبداعية حملت عنوان “نحن معكم” لمساعدة أطفال التوحد في الأردن وتوجيه أهاليهم نحو الطريقة المثلى للتعامل مع أبنائهم المصابين بهذا الإضطراب،فمعاناة إبن خالد عثمان الطفل الذي يبلغ السادسة من العمر من هذا الإضطراب دفعت والده للتفكير بطريقة تخفف عن الأهالي التكاليف الباهظة التي يصرفونها على أبنائهم المتوحدين .
يقول خالد عثمان الذي أطلق المبادرة الإسبوع الماضي من محافظة معان أن معاناة إبنه مع إضطراب التوحد بدأت قبل حوالي ثلاث سنوات ولم يكن قبل ذلك يعلم شيئاً عن طبيعة هذا الإضطراب ومعاناة المتوحد وأسرته معه ،لكنه خلال السنوات الثلاث قاسى ويلات هذا الإضطراب عن قرب وتعرض خلالهن لأبشع طرق الإستغلال المادي ما بين عرض إبنه على الأطباء ودفع ثمن الكشفيات والمراجعات الصور والتعامل مع مراكز تعليم النطق التي لم يجد فيها أي فائدة تذكر .
ويضيف عثمان لسواليف أنه توجه للمراكز المتخصصة بإضطراب التوحد التي تطلب 700 دينار شهرياً في الحد الأدنى نظير تسجيل الطفل المتوحد وحين وجد هذا المبلغ أكبر من قدرته المادية حاول أن يستثمر بعض المال في مشروع يكفل مصاريف علاج الطفل والقسط الذي يدفعه شهرياً للمراكز المتخصصة ، إلا أن هذا المشروع لم يكتب له النجاح .
وتابع: “حين ضاقت بي سبل العيش صرت أتوجه للدوائر الرسمية والمجلس الأعلى لشؤون المعاقين ، وهذا الأخير وافق بعد جهد جهيد على تغطية حوالي 70% من مصاريف علاج إبني وتعليمه الخاص في المراكز المتخصصة إلا أنني رغم ذلك صرت أجد صعوبة بالغة في تأمين نسبة مصاريف العلاج المطلوبة مني ، فقد تراكمت علي الديون ولم يعد مصدر دخلي الوحيد يكفي أسرتي ويعيننا على مواجهة متطلبات الحياة ”
وأردف : من هنا جاءت فكرة مبادرة “نحن معكم” لمساعدة أطفال التوحد وأهاليهم فبدأت للترويج لها عبر مواقع التواصل الإجتماعي وكانت الإستجابة كبيرة جداً من محافظات عمان وإربد ومادبا بعكس الزرقاء التي كنا ننوي أن نتخذها مقراً للمبادرة إلا أن معظم الذين إنضموا لنا أصروا أن تكون العاصمة عمان هي المقر فلم نجد بداً من الموافقة .
وعن طبيعة المبادرة يقول عثمان : ” تتركز المبادرة في 3 نقاط رئيسية : الأولى إعطاء محاضرات لأهالي المصابين بإضطراب التوحد، والثانية إعطاء دورات للأمهات ، والثالثة إعطاء دورات لأخصائي إضطراب التوحد سيما وأن المبادرة تضم أطباء نفسيين وأساتذة جامعيين متخصصين في مرض التوحد وأخصائي توحد، مؤكداً أن المحاضرات والدورات كلها مجانية .
ووجه خالد عثمان نداء عبر سواليف إلى كل الأسر التي لديها أطفال يعانون من إضطراب التوحد وإلى كل الإعلاميين ومنظمات المجتمع المدني ومحبي العمل التطوعي بالإنضمام إلى المبادرة ودعمها لا سيما وأن نسبة الأطفال الذين يشخصون بالتوحد سنويا أصبحت اكبر من نسبة الأطفال الذين يشخصون بأمراض السرطان وسكري الأطفال والايدز مجتمعة وأن انتشار التوحد ارتفع بنسبة 600 % في غضون عقدين و تسارع انتشاره اليوم أكثر من أي وقت مضى.
رابط صفحة المبادرة على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D9%86%D8%AD%D9%86-%D9%85%D8%B9%D9%83%D9%85-607526552719877/?fref=ts