.سحابة رماد

[review]الأربعاء 21-4-2010

ألاف المسافرين علقوا في صالات الترانزيت،رحلات طيران ألغيت ، زعماء عدّلوا برامج زياراتهم، موت مؤجل في بولندا، سفراء وقناصل عادوا بحقائبهم الى فنادقهم، عصافير غيرت وجهتها الملاحية…كل ذلك من اجل سحابة رماد…

"شخير"بركان نائم أيقظ العالم!!…
**
منذ ستين عاماً وأنا عالق في "ترانزيت" القرارات الدولية ، اسمع خطى المجتمعين ولا تفتح لي بوابة ، موتي معجّل ، وحقيبتي فندقي، بيدي "بوردنج الترانسفير" ، واجلس على مقعد الوجع الدائم ، لا أحد يسألني ، لا أحد يحدثني عن موعد العودة.. كلما هاج محرّك طائرة خلف الأسوار أو صفر سنونو..رفعت رأسي من خلف زجاج الوقت مبتهجاً.. منذ ستين عاماً وأنا انتظر زئير القمم ، فتموء قربي الخيبة ويحتك بي ظلها..
**
انا المسافر الذي لا يسافر، وانا المواطن الذي لا "يواطن" ، منذ ستين عاماً وانا أتكوّر على كرسي الانتظار ، تمر من أمامي أمم شقراء بيضاء سمراء صفراء يجرّون حقائب الحضارة ،يقلعون على متن الوطن..وأنا ابقى احتضن جثة "حقيقتي" ، احلم بمستطيل أرض يضم جسدي وأحلم بكفن..

أنا سحابة رماد المتوسط..فاخشوني ان تكثف غبار وجعي وأمطركم حمماً..
**
أنا القضية..

مقالات ذات صلة

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى