نحن الوجع يا وطني / سليم محمد البدور

نحن الوجع يا وطني

حُلم لك بقامة السحب طال انتظارك ليمطر يوما ما،قفزة في العمر،تسابق غير مسبوق نحو البياض في الشٓعر،السنوات تلهث بنا ونعبر واياها بثقل احلامنا الميته على ظهورنا،وكلمة الحمد لله لم تغادر شفاهنا .
اسئلة مريرة وتلح بشده كلما حاولت تجاهلها،وأدرت وجهي مرارا ومراراً لتغادرني أو لتُسكن طيفاً وشبحاً؛تحاصرني في زاوية ضيقة حتى بدأت ألعنُ فيثاغورس وعلم الزوايا، الوتر يصفعني والمجاور يفجعني بصديق يساويني عمرا أو يكبرني وربما ينقصني بسنوات قليلة .

ماذا حققت من احلامك ايها الشاب الأردني ؟
كم هي فجيعة الوطن بشبابه وأمله الخائب على الدوام ؟
لِمَ كل هذا التجاهل من اصحاب القرار ؟
لِم قادنا الحرمان لسخافات التكنولوجيا لنفرغ اهاتنا مع غرباء ؟
وكيف ستقنع يا وطني أن السخافة سياسة ليضربون بطموحاتنا وافكارنا عرض الحائط ؟
وكيف نجحوا ليقنعوا شابا أن تسحيل بنطاله خير له من أن يحشو عقله ؟

ليتهم تأملوا شيبنا،وانفاسنا اللاهثة،ليتهم خرجوا من دائرتهم المغلقه ليلمحوا قانون الزوايا الذي علق به اغلبية الشباب ياوطني .

مقالات ذات صلة

الشباب أمل الأمه ونصرتها، وقوتها ،وطهرها؛ وحُلم الوطن ،ورؤاه .
واليوم نحن نقع في الفخ،ونغوص في وحل التفاهة،ليتك يا وطني تتيح لهم المساحة لقراءة الفاتحه على جيل شوهوه،مسخوه،وقادوه نحو الرذيلة،والكفر بدوره .

أتعبناك ياوطني جراء الترقب الطويل،واذقناك لوعة الأنتظار سرنا بخطين متوازيين لن نلتقي بتطلعاتك فينا يوما،تعلمت المستحيل بنا ومعنا،ولكن كيف بوسعه من تكيف مع مهارة القفز عن الأحلام التي غادرته مع العمر اللاهث أن يتعلم ثقافة البناء ؟
كيف بمقدورنا أن ننهض بك ونحن عاجزين عن رفع قامتنا لنتقِ مواجهة حتمية مع انفسنا لعجزنا عن سؤال سيطرح علينا قطعاً.
ماذا حلمت وماذا اصبحت ؟
وكيف سنقنع المرايا أننا لسنا نحن،اننا اجساد تأكل لتعيش ونركض وراء السُخفِ كي لا نصاب بنوبة قلبية،لم نكن سوى اجساداً هاربة من كل شيء .

لم يٓعد لدينا إلا الفتات نحاول التقاطه،قانعين بفكرة التقاسم ولكننا بما نملك من القليل المتاح لم نلتقط شيئاً.
موجوع انت ياوطني ،وألمك هو نحن وخيبتنا هو أننا لم يُتح لنا لنكون كما تطمح .
تجاهل متواصل،وغض للبصر عنا كأننا لم نكن أو كأننا شبح يظهر حين ينامون ،لكن سباتهم استمر عمراً لعلهم يصحون ليسأل أحدهم كم لبثنا ونجيبهم اجيالاً أو بعض أجيال .

عذراً يا وطني اوجعناك مِراراً،وعذراً لأحلامنا التي ارهقناها معنا وعجزنا عن تحويلها حقيقة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى