نحن أكثر من مجتمع كراهية
بقلم د. ذوقان عبيدات
منذ صدور كتاب سعد جمعة: #مجتمع #الكراهية في الستينات من القرن الماضي. حدثت تطورات مهمة في مجتمع الكراهية حيث أضيفت مواصفات أخرى مثل مجتمع الانغلاق ومجتمع التزمت، ومجتمع الرفض ومجتمع التطرف،… الخ
حدثت تطورات عديدة كان سعد جمعة يتحدث عن منافسة سياسية، وأحقاد سياسية ومؤامرات اللعب السياسي، ولم يعرف بالتأكيد ان مجتمعنا سيتحول إلى:
- مجتمع #القيود #الحديدية التي تقيد يد #المواطن وقدمه بقيود أو سلاسل حديدية من التزمت والتعصب وازدراء الآخر، والاستعلاء، والتفاخر بهوية غير جامعة .
- مجتمع صار يفرض قيودا في التحية، ويرفض كلمة صباح الخير باعتبارها شرا مطلقا. ومن الطبيعي أن لا يرد عليك كثيرون إذا قلت لهم صباح الخير .!! ومن المفارقات أنهم يريدون : تحية #السلام في الوقت الذي يرفضون فيه السلام والوئام وحق الاحترام مع مواطنين شركاء لهم.
- مجتمع صار يفرض قيودا على اللباس والشكل والحركة ويحدد لنا سلوكا مقبولا وغير مقبول في شؤون الحياة كافة.
- مجتمع يسأل إذا ما يحق له مشاركة مواطن في أفراحه وأحزانه .
- مجتمع يطلق أسلحة قاتلة على عدو وهمي يطالب بإدخال التفكير الناقد إلى المناهج ، حرصا على عدم انسياق الأجيال وراء إشاعات أو أفكار متطرفة .
- مجتمع يرفض الغاء التمييز ضد المرأة، بل وقتلها لأسباب غير مقبولة، ربما بالحرمان من الإرث أو عدم حصولها على معدل عال !!
كثيرة هي التغيرات التي شملت مجتمعنا. وأنا لا أتحدث عن رأي أقلية أو أغلبية بل عن الروح الجمعية للمجتمع التي تجيز كل السلوكات السابقة، وهذا يعني أن مجتمعنا ليس مجتمع كراهية فحسب، بل مجتمع مختطف لفئة لا تؤمن باستخدام العقل ولا ببهجة الحياة!!
بيننا من يتحسر على أيام الستينات : شكلا وموضوعا ومضمونا، بل ليتنا بقينا عند حدود مجتمع الكراهية كما وصفه سعد جمعة، ترى لو بقي جمعة معنا ورأى مجتمعنا بماذا سيصفه؟ إن مجتمع الكراهية يرتبط بالدسائس السياسية التي نراها دائما عند تشكيل مجلس أو لجنة، ولكن مجتمعنا تعدى ذلك ليكره المواطنة والعقل والتفكير وبهجة الحياة !
إن أي إصلاح يجب أن يبدأ بتحرير المجتمع من مختطفيه.
ملاحظة بريئة : معظم الدول العربية والإسلامية تدرس التفكير الناقد والمنطق والفلسفة في مدارسها! إنهم في السعودية واليمن يفعلون ذلك !!