نجاح تلقائي

نجاح تلقائي
يوسف غيشان

ما أن تم حسم النقاش في مسألة موعد الانتخابات النيابية حتى بدأت حملة الترشيحات تتخذ شكلا رسميا وشعبيا، وبدأت التحالفات والتنازعات تظهر على السطح الساخن. من جهتي أتمنى من كل قلبي ان ينجحوا جميعا بلا استثناء، فلا أحد يحب الفشل، والإخوة والأخوات الذين طرحوا أنفسهم للبرلمان هم من أبناء هذا الوطن، وغايتهم خدمته وصيانة حقوق المواطن والدفاع عن لقمة عيشه، وفرض الديمقراطية ووقف رفع الأسعار، ومكافحة الكورونا والفساد …كما سيأتي في اللافتات التي تمنع أشعة الشمس عن الوصول إلى جباه المواطنين المتعبة من النظر إلى الأعلى لغايات الفضول فقط لا غير.
فلنترك الأمنيات جانبا، ونطالب الحكومة الأردنية بإعلان فوز جميع المرشحين فوزا تلقائيا. لا تخافوا من مضاعفات الفوز، فكل شيء يمكن علاج نتائجه عدا الفشل.
يمكن مثلا افتتاح معسكر لما يقارب الألف نائب ووضع كراسي قش للجلوس عليها، وتقسيم مكافآت النواب الحاليين على النواب الجدد. اعتقدا نهم سيوافقون ما داموا قد حصلوا على شرف النيابة، إضافة إلى ان معظمهم ان لم يكن جميعهم من المقتدرين الذين لا يهمهم الراتب بقدر ما يهم بعضهم المركز.
المواطن ربحان في هكذا ترتيب، لأنه يصعب اختفاء ما يقارب الألف نائب، فأينما ذهب المواطن فسوف يتدعثر بنائب ما، ويطلب منه خدمة ما، ولا شك ان النائب سيوافق، لأنه زهقان وحابب يمارس سلطاته في التعيين أو حل المشاكل الفردية. والحكومة ربحانه لأنها سوف توفر مصاريف هائلة على عملية إدارة الانتخابات.
كثرة النواب لن تؤدي إلى المشاغبات، بل لها فوائد جمة، لأنها تلغي الاحتقانات الحزبية والمناطقية والتنافس بين الأقارب والأصدقاء وبين الذكور والإناث… وغيرها من التنافسات التي لا تحمد عقباها. ما دام الجميع ناجح تلقائيا والكل سواسية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى