نجاحاتٌ يتيمة …

#نجاحاتٌ #يتيمة
مجد الرواشدة

لا زلت أسمع وصاياها في أذني كلما أخفقت ، ولا زلت أشعر بحنو صوتها في جوف قلبي ، أغيب وتغيب نصوصي ، كي لا يمل الناس من تكرار وجعي بفقدانها لكنني سرعان ما ألملم شتات أبجدتي بحديثي عنها كل حين .

يُذكرني يوم الغد بها ، أذكرها حين كنت بالثانوية العامة وكانت ساعات دراستي قليلة ، كانت دائمة الوصايا : ادرسي ابن فلان ما بنام ، بنت فلان لمبة غرفتها ما بتطفي ، فلانة بتوخذ كورسات خذي ، كانت تجعلني محط مقارنة كي تحفزني .
بقي الحال كذلك حتى ظهرت #نتائج #الثانوية في تمام الساعة التاسعه صباحاً آنذاك لا مواقع ولا أرقام جلوس ، كنا نحصل عليها من موظفي الوزارة العائدين عبر الصحراوي حاملين معهم محصولنا الدراسي إما قمحاً وإما شعيراً .
كانت جالسة مقابلاً لي ، كان الخوف يتوسد حنجرتي حتى أن بحةً بصوتي لامست نطقي لرقم الجلوس ، قالت : لا تخافي ان شاء الله ربنا مابضيع الك تعب ، كانت فرحتها هي أسمى أمنيةً لي في ذاك الوقت .
جاءت نتيجتي عبر احد أقاربي وكانت علاماتي كامله في أغلب المواد وحينها كانت جالسه وقت بدايات مرضها لكن حين حسبت المعدل ( ٩٤.٣) فرحت ونهضت بتلكا قدميها اللتان خدرهما خوفها علي ، لا زلت أذكر ذاك المشهد كما لو أنه الآن .
لقد فعلتها وفرحت أمي الانسانة التي حلمت بأن أكون دوماً الأولى بكل شيء .
غداً كان يوماً خاصاً في بيتنا سواء أكان لنا أحدٌ بالثانوية أم لا ، تفرح للجميع وهاتفها لا يهدأ .

والان بعد مرور عشر سنين من فراقها وبكل نتائج نقضيها لوحدنا.
مخفقين يا أمي في نسيانك مخفقين في كل مواد العزاءات لك .
نحبك كثييراً ونشتاق كثيراً يا بهجة الدار يا ونس الحياة الراحل .
استطعنا أن نكون في الطليعة دوماً …
إلا في رحيلك مخفقين بكل مساقات الحنين … والناجح الوحيد في هذا الكون هو من يملك أماً … فلا رسوب أقسى من أن تحصد النجاحات وأنت يتيم …

مقالات ذات صلة

مبارك لكل الناجحين غداً وعسى المسرات تزور بيوت الجميع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى