نبض غزة …!

#نبض_غزة …!

بقلم م. عبدالرحمن “محمدوليد” بدران

منذ أيام ونحن نسمع بخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي احتلال مدينة غزة وتهجير مئات الآلاف من أهلها بتحويلها إلى “دردسن” جديدة بعد أن يفعل بها الاحتلال كما فعل الحلفاء الأمريكيين والبريطانيين بمدينة دردسن الألمانية في نهاية الحرب العالمية الثانية بقصفها من خلال أكثر من 1000 قاذفة بحوالي 4000 طن من المتفجرات شديدة الانفجار مخلفة ما يزيد عن 25 ألف من الضحايا، وكل هذا بحثاً من الاحتلال عن تسجيل أي انتصار يستطيع تسويقه أمام جمهوره بعد فشل عامين في تحرير رهائنه المحتجزين في غزة حتى الآن، وقبل ذلك سمعنا رئيس وزراء الكيان المحتل وهو يعود لترديد أوهامه التي يحلم بها على مسامع جمهوره بارتباطه بخطط توسيع دولته حتى ولو حساب دول عربية قائمة مثل الأردن ومصر، وليس فقط أراضي الشعب الفلسطيني المسروقة منذ أكثر من 70 عاماً أمام أنظار العالم، وهنا يتوجب على كل واحد منا التوقف طويلاً عند مثل هذه التصريحات التي ما كانت لتخرج بهذه الرعونة إلا بعدما وجد هذا الاحتلال أنه في عالم تحكمه شريعة الغاب، لا احترام فيه لا لقوانين دولية ولا معايير إنسانية ولا لأي اتفاقيات دولية، خصوصاً عندما نرى بأنه استهدف بتصريحه دولاً يفترض ارتباطه معها بمعاهدات سلام ليؤكد للعالم أجمع أنه أبعد ما يكون عن احترام أي عهود او مواثيق او حقوق لبشر أو حتى حجر.

واليوم يبدأ الاحتلال وحتى ربما قبل كتابة هذه السطور في تنفيذ خطته باحتلال مدينة غزة وطرد ساكنيها الذين يبلغون مئات الآلاف، ساعياً لإنهاء الأمر بأسرع وقت ممكن وأقل خسائر في صفوفه، لكنه نسي بأنه حتى في المدن التي سواها بالتراب مازال يواجه مقاومة من شعبها حتى بعد كل هذه الأشهر الطويلة، ذلك ليس لأن شعب غزة يمتلكون الدبابات والطائرات والصواريخ التي تمكنهم من الصمود كل هذه المدة، ولكن لأنهم يمتلكون شيئاً أبعد ما يكون فهم النتنياهو وأقرانه من جوقة التطرف، وهو الإيمان والعقيدة والتشبث بالأرض حتى آخر نفس.

مقالات ذات صلة

وقد رأينا كيف جاء الرد الأردني على مثل تلك التصريحات التي لا تدل إلا تخبط الاحتلال وضياع بوصلته، بإعلان عودة خدمة العلم في الجيش الأردني، كرسالة واضحة بأن شباب الأردن جاهزين دائماً للدفاع عن أرضهم متى ما دعت الحاجة لذلك، وقادرين على تمريغ أنف نتنياهو ومن معه في التراب في كرامة جديدة تعيد تفاصيل معركة الكرامة إلى أذهانهم من جديد، تماماً كأقرانهم المصريين القادرين على إعادة كابوس حرب أكتوبر لعقول كل القائمين على إجرام الاحتلال وتطرفه، ولتذكير هذا الاحتلال بأنه حتى ولو نجح في تسوية غزة بكل من فيها بالتراب سيبقى نبض غزة ينبض في قلب كل حر في هذا العالم، سواء في عالمنا العربي أو خارجه، وسواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو حتى ملحداً يؤمن بمبدأ حرية الإنسان في العيش فوق تراب وطنه بحرية وعزة وكرامة، وسيبقى نبض غزة رغم أنف الاحتلال ملهماً للأجيال القادمة بصمودها ووقوفها في وجه كل هذا الجبروت والطغيان والاجرام، وحدها تقول كل هذه الأشهر للعالم بأسره بأن نبضها وان انقطع فوق ترابها سيبقى ينبض فوق كل تراب يسير عليه حر في هذا العالم، وستبقى أيقونة للحرية والكرامة بكل ما قدمت من تضحيات وصبر وقصص أسطورية.

لكم الله يا أهل غزة، يا من علمتم العالم كيف يكون الصبر والصمود في أعظم صوره، أزاح الله كربكم وأعانكم على مبتلاكم وضاعف لكم الأجر والثواب، وجعل لكم فرجاً عاجلاً من كل هم ألم بكم وأبدله بابتسامة فرح تعلو محياكم، أنتم وكل الكرام الأعزاء الأحرار من أهل فلسطين المحتلة الجريحة.    

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى