ناشد أخوان ومجلس النواب / رائد عبدالرحمن حجازي

ناشد أخوان ومجلس النواب

كلما لاحت لي زيارة قسرية للعاصمة عمان لا بد من توجهي لوسط البلد لأتجول ماشياً بين المحال التجارية والشعبية بمختلف أنواعها وأشكالها لأسترجع بعض الذكريات , مثل تناول كأس عصير بارد وشراء بعض المكسرات أو حتى شراء جاكيت وبنطال من محلات البالة في سقف السيل شغل أعياد ومناسبات رسمية . لأتفاجأ بوجود باكيتات من ناشد أخوان معروضة في أحد المحلات عندها ازدادت ضربات قلبي بمعدل الضعف وغمرتني الفرحة , كيف لا وها أنا على موعد مع صفط الناشد الذي لم ولن أنسى طعم حباته وأشكالها وألوانها منذ أكثر من أربعة عقود .
بدكوا الصحيح كنت ساشتري كل الأصفاط (الباكيتات) المعروضة لدى المحل ولكن خوفاً من أن أُتهم بالهبل اكتفيت بواحد على أن أعود وأشتري غيره فيما بعد واشتريت صفط وحضنته متوجهاً للبيت بسرعة البرق . لكن للأسف أُصبت بالصدمة والذهول عندما فتحت الغطاء العلوي للصفط فقد كانت
الصدمة الأولى : وهي أن أشكال الحبات وأغلفتها لم تكن كما كانت قديماً .
أما الصدمة الثانية : عندما شاهدت معظم حبات الصفط على نكهة الكيوي.
وأما الصدمة الثالثة : كانت عندما تذوقت إحدى الحبات والتي كانت مفضلة لدي أيام الطفولة لأتفاجأ بأن الطعم أيضاً قد تغير .
مما سبق استنتجت بأن هناك من يحاول إحياء الماضي ولكن للأسف لا يهتم بالتفاصيل والتي بدونها لا طعم ولا لون ولا نكهة للماضي وذكرياته .
أستغرب وأنا أُتابع مناقشات ومداولات النواب تحت القبة تحضيراً للتصويت على طرح الثقة في الحكومة , فمعظمهم وليس الجميع كانوا بالأمس يتهددون ويتوعدون بين قواعدهم الشعبية بأن لا يسمحوا لأحد بالتغول على المواطن المسكين وعلى قوته وأبسط حقوقه في العيش العادي وليس العيش الكريم , مع أن الحكومة أعلنت مسبقاً بانها في صدد إطلاق حزمة من الإجراءات الاقتصادية الصعبة سواءً في رفع الدعم عن كثير من السلع والمواد وزيادة أسعار مواد أُخرى وخصوصاً في مجالي الطاقة والنقل فها هم معظم النواب يعلنونها وبالفم المليان بأنهم مع الثقة لهذه الحكومة .
يعني إن غابت عنكو باكيت ناشد مش أصلي .
رائد عبدالرحمن حجازي
untitled

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى