
( صبّح صبّح ) ؟!!
كان الكتاب الأخضر للقذافي فيه رؤية عميقة وحل لكل مشاكل الكون ، بما معناه حين تبحث فيه عن علاج (المغص) تجده بكل عبقرية يقول لك : (علاج المغص دواء المغص) ، وحين تبحث فيه عن (الحمل) يقول لك : (إن الحمل يكون فقط للمرأة) ، وحين تبحث فيه عن أساب البطالة يقول لك : ( إن أهم أسبابها هو عدم توافر الوظائف ) ، وحين تريد أن تعرف ماهي أهم أسباب الطلاق يقول لك : إن الطلاق سببه الزواج ، وحين تريد أن تعرف رؤية الكتاب للديمقراطية فتجد انه يقول لك : للناخب الليبي كامل الحرية في اختيار القذافي ، وحين تبحث فيه عن الفرق بين الرجل والمرأة يجيبك الكتاب بكل دهاء : الرجل ذكر ، والمرأة أنثى!!
ما كاد الربيع العربي يعتق رقابنا بمن هم بمثل هذه العبقرية الفذة ، حتى جاء من لايختلف عن عقليتهم .. فالنظام المصري بدل أن يسترد أموال مصر المنهوبة ، ويعيد اللحمة الوطنية حتى تستقر الأوضاع وتصبح مصر جاذبة للاستثمار ، وبدل ان يكون ملهما للشباب لتحفيز طاقاتهم .. يرى ان حل مشكلة الاقتصاد هي ( صبّح على مصر بجنيه ) .
إذا رؤية ( صبّح ) الفذة لاتختلف شيئا عن رؤية الكتاب الاخضر ، فعلاج نقص تدفق المياه في النيل بعد اقامة الاثيوبيين للسد قد يكون حلها بنظر النظام ( صبّح ) على النيل بكاسة ماء ، وعلاج مشكلة البطالة ستكون ( صبّح ) على العاطل وتقاسم معه الوظيفة ، وعلاج مشكلة المواصلات ستكون ( صبّح ) على الواقف بطريقك وخليه يركب معك بالعربية !!
أفكار النظام المصري للخروج من مختلفات الازمات التي تعصف بمصر لا تختلف شيئا عن أفكار الكتاب الاخضر ، فالكتاب الأخضر يرى أن مشاكل العرب لايتأثر بها سوى العرب ، وأفكار النظام المصري ترى أن حل مشاكل مصر هو الخلاص من مصر ؟!!