سواليف – مع بدء حجاج بيت الله الحرام رمي الجمرات الاثنين، يكون عام هجري قد مر على التدافع الاسوأ في تاريخ الحج. لم يفارق الحادث ذاكرة البوركيني قاسم كواندا الذي لم يدرك كيف بقي على قيد الحياة.
صباح 24 ايلول/سبتمبر 2015، قضى زهاء 2300 شخص في تدافع مشعر منى. اصيب كواندا، الا انه كان من بين الذين قدرت لهم النجاة من مأساة صبيحة اول ايام عيد الاضحى العام الماضي. اما هذه السنة، فتؤدي زوجته المناسك، وتقف اليوم حيث وقف زوجها قبل عام.
ويعمل الرجل الخمسيني مديرا لشركة نقل وتجهيزات في البلد الواقع بغرب افريقيا، وفي ما يأتي شهادته التي ادلى بها لوكالة فرانس برس قبيل بدء مناسك الحج هذه السنة.
“كنت هناك مع ثلاثة اشخاص آخرين، صديقان وامام المسجد المحلي الذي سبق له القدوم الى مكة ثلاث مرات. مات الثلاثة”. “بقيت انا على قيد الحياة. لا اعرف كيف. الله وحده يعرف كيف”.
“كنا نسير الى موقع رمي الجمرات عندما بدأنا نسمع صيحات وصراخا من جهة الشرق. حوصرنا بين المتوجهين الى الجمرات والعائدين منها على الجهة الشرقية” بين الثامنة والتاسعة صباحا.
“اردنا ان نلتجىء في مبنى قيل انه مستوصف، الا انهم (الموجودون في داخله) اوصدوا الابواب لان الناس ارادت الدخول”.
“كل ما اذكره انني دست على جثة لاتمكن من الوصول الى سطح المبنى. اتت الشرطة لاجلائنا قرابة الساعة 1200 او 1300. كان الطقس حارا جدا (…) كنت مشلول الحركة لانني اعاني من مشاكل عصبية والربو. اثناء الصعود الى السطح تعرضت لجروح في ذراعيّ ورجليّ الا انني الآن بصحة جيدة، وان كنت لا ازال احمل الندوب”.
“عندما نزلت من على السطح كانت الجثث في كل مكان. كل الشوارع كانت مغطاة بالجثث”.
“الله اعلم كيف بقيت على قيد الحياة، وعندما عدت الى بوركينا، عقدت العزم على انه اذا منحني الله القدرة، سأرسل زوجتي الى الحج طالما انها لا تزال شابة”.
“اعطيتها اوامر صارمة. اوصيتها باتباع التوجيهات الرسمية وليس الناس الذين يقولون انهم ذهبوا الى هناك مرات عدة وباتوا يعرفون المكان جيدا (…) اذا تمكنت خلال السنوات المقبلة، سأرسل اقارب آخرين ليؤدوا الفريضة ويكسبوا حسناتها، ولست خائفا من الذهاب (بنفسه) مجددا لان الاعمار بيد الله”.
أ ف ب