روى العديد من #الناجين من #الزلزال_المدمر الذي ضرب عشر ولايات في الجنوب التركي، أهوال اللحظة التي عايشوها، فيما وصفت ناجية تركية المشهد وكأنه #يوم_القيامة.
الناجية التركية سما شنر من أنطاكيا بولاية هتاي، إن الأجواء كانت مثل يوم القيامة، مشيرة إلى أنها عاجزة عن وصف ما حدث.
وأضافت أنها هربت ومعها نجلاها أحمد وأكين، من المنزل، لافتة إلى أنهم كانوا يسمعون أصوات الناس من تحت الأنقاض تطلب المساعدة.
ولفتت إلى أن عددا من المواطنين توفوا أثناء هروبهم بعد انهيار بعض الجدران عليهم، مشيرة إلى أن ابنة خالها “15 عاما” داست على الجثث أثناء الهروب.
وتابعت بأنها وأبناءها مشوا في الشوارع نحو نصف ساعة تحت المطر حتى وصولها إلى منزل أختها، مشيرة إلى أنه بسبب الأنقاض والظلام الدامس بسبب انقطاع الكهرباء ضلوا طريقهم.
وقالت إنها بكت عندما ذهبت أمس الاثنين لرؤية منزلها الذي تدمر، لافتة إلى أن الجدار الذي بجوار سرير ابنها كان سينهدم على رأس ابنها.
وأضافت أنه عقب الزلزال، كانت الناس تصرخ وتبكي وهي تبحث عن أبنائها وأقاربها، لأن الجميع ضل طريقه عن الآخر بسبب الزحمة والظلام.
وذكرت أن أختها إلهام سقور وابنها جان، خرجوا تحت المطر لإنقاذ إحدى جيرانهم وتبلغ من العمر “18 عاما”، وقاموا بكسر الباب لإنقاذها.
وروى المواطن التركي سنن سازجي أوغلو، أنه احتضن أطفاله على الفور، فجأة أصبح الوسط أزرق، ونحن نخرج من تحت الأنقاض وكأنها لحظات #نهاية_العالم.. أتمنى ألا يعيش أحد هذه اللحظات.
وتابع سازجي أوغلو، “ما زلنا تحت تأثير الزلزال، لم أر مثل هذه الهزة في حياتي من قبل، فجأة اهتزت الأرض واستيقظنا في الليل، وكان المبنى على وشك الانهيار علينا.. احتضنت أطفالي وفجأة تحول كل شيء إلى اللون الأزرق، المباني المقابلة والمجاورة انهارت بالكامل”.
وأضاف: “الأجواء كانت وحشية، البعض كان يهرع ويصرخ لا إله إلا الله، والجميع كان يهرب، وبعضنا كان يخرج من تحت الأنقاض، كان مثل نهاية العالم”.
صحيفة “حرييت” نقلت عن ناجين، من ولاية ملاطية، أن ما جرى كان مرعبا للغاية، وكأنه “يوم القيامة”.
الناجي مهتاب أيفلي، ذكر أنه شعر بالرعب الشديد، قائلا: “في تلك اللحظة كنا نظن أننا سنموت وأن الأرض سوف تبتلعنا”.
وتابع: “وقت الزلزال كان طفلي نائما، وأغلقت عليه بقوة وأنا أضمه… وشعرت كأن الزلزال استمر نحو 5 دقائق وليس دقيقة ونصف الدقيقة كما قيل، كان مثل يوم قيامة مصغرة”.
أما يوسف نزاري، فقد ذكر أن منزلهم اهتز في الزلزال الأول، لكنه انهار بالكامل في الزلزال الثاني الذي حدث ظهر الاثنين.. “لقد رحب بنا بشكل جيد في مراكز الإيواء في أنقرة.. إن التشرد شيء سيء، أتمنى الرحمة لمن فقدوا حياتهم، والشفاء العاجل للمصابين”.
الطفل براءات أولوتاش “6 أعوام” قال: “كنت خائفا كثيرا، ومنزلنا تدمر، ونمنا في ذلك اليوم في البرد وتعرضت للبرد، لا أريد أن تتكرر التجربة”.
الشاب يوسف طه توتال، ذكر أنه أثناء محاولته النزول من الشرفة أثناء الزلزال سقط على الأرض وأصيب بكسر في ظهره وتلف في عموده الفقري.
وأضاف يوسف لموقع “ilkha” التركي، أن المبنى كان يهتز بشدة، وحاول النزول عبر الشرفة لأنه كان يعتقد بأنه لن يستطيع الخروج، وبينما كان يتدلى منها وضع قدمه على لافتة متجر كان يغطيها الثلج فانزلق وسقط على ظهره.
وتابع بأن الزلزال الثاني حدث وهو في المستشفى بعد خروجه من العملية التي استمرت 5 ساعات، مشيرا إلى أنه كان ينظر إلى المباني وهي تنهار، وقام والده بنقله إلى مستشفى آخر على الفور بسيارته الخاصة.
الناجي أورهان جودل، ذكر أنه ظن بأن نهاية العالم قد حانت، مشيرا إلى أن منزله دمر بالكامل فيما أصيبت ابنته بكسر بذراعها.
وأضاف: “لم نعرف ماذا نفعل، وبشكل ما رمينا بأنفسنا إلى الخارج، وعملت على إنقاذ أطفالي”.
أما رضا أتاهان من إقليم هاتاي بجنوب تركيا زوجته وابنته على متن حافلة تقلهما إلى مكان آمن على بعد 300 كيلومتر، ثم عاد إلى منزله المتضرر من الزلزال حتى يتمكن من حراسة متعلقات أسرته.
وبينما كانت أسرته في طريقها إلى سكن جامعي تستخدمه الحكومة في حالات الطوارئ، قال أتاهان “لا أعلق آمالا عريضة على هذه الحياة ولكن حياة أطفالنا مهمة”. ويأمل أتاهان أن تبعد هذه الخطوة أسرته عن الفوضى والمصاعب التي سيتعرض لها إقليم هاتاي في الأشهر المقبلة.
وستنضم الزوجة والابنة إلى أكثر من 158 ألف شخص تركوا مساحات شاسعة في جنوب تركيا التي دمرها الزلزال، حسبما أفادت بيانات حكومية.
وقال حمزة بكري (22 عاما)، وهو سوري الأصل من إدلب ويعيش في هاتاي منذ 12 عاما، إنه يتجه غربا إلى أسبرطة في جنوب تركيا.
وقال بكري “لقد انهار منزلنا بالكامل. مات العديد من أقاربنا، ولا يزال بعضهم تحت الأنقاض. ذهبت عائلتي إلى أسبرطة، وأنا متوجه إلى هناك أيضا، ولن نعود إلى هاتاي”.
وأضاف “الأمر صعب للغاية … سنبدأ من الصفر، بدون متعلقات أو عمل”.
وتعيش فاطمة يتير في سيارة منذ وقوع الزلزال.
وقالت “ليس لدينا ماء ولا كهرباء. نحن بائسون. نشعر بالارتباك والتعب. نفكر في الذهاب إلى أنقرة. ابني هناك ويعمل في مستشفى. سنبقى هناك لفترة من الوقت”.
على الجانب الآخر، يقول أتاهان إنه لن يغادر أنطاكية على الرغم من أن الزلزال ضرب جدران منزله، مما جعله غير آمن.
وقال “سأبقى هنا لحماية منزلنا وممتلكاتنا ومدخراتنا التي جمعناها خلال 30 عاما”.
“لن أغادر مسقط رأسي. لقد أرسلت طفلتي بعيدا حرصا على حياتها. أنا أنتمي لهذا المكان. أحب مدينتي، ولن أغادرها حتى لو استغرق الأمر ثلاث أو أربع سنوات لإعادة بنائها”.
وفي سوريا تروي أم كنعان، كيف أيقظت أبناءها الثلاثة ونقلتهم إلى خزانة صغيرة في غرفة نومها ليلوذوا بها جميعا إلى جانب مجموعة من الصور والوثائق العائلية.
وسوى الزلزال مبناهم السكني الكائن بمدينة جبلة السورية الساحلية بالأرض مما أدى إلى مقتل جميع جيرانهم تقريبا. ونجت الأم وأطفالها الثلاثة، الذين كانت شقتهم في الطابق الرابع، ومعهم حقيبة ذكرياتهم الثمينة.
كانت أم كنعان وطفلتها الصغيرة مندستين داخل مساحة في الخزانة لا يزيد عرضها على متر واحد، بينما كانت ابنتها الكبرى وابنها الثالث في زاوية بين الخزانة وسريرها، مستخدمين الوسائد لحماية نفسيهما عندما انهار المبنى.
وقالت إنها ظلت مصدومة وتتساءل “معقولة البناية اتهدت؟ هل هذا حلم؟”، ثم حاولت التحرك ولم تستطع. وقالت إن “قدرة إلهية” جعلتها تترك هذه المساحة الصغيرة داخل خزانتها خاوية.
ونجا زوجها الذي يعمل ضابطا بالجيش إذ لم يكن في منزله عندما وقع الزلزال.
وكانت الأم وأطفالها محاصرين تحت الأنقاض، طلبوا المساعدة من رجال الإنقاذ الذين أزالوا الحطام من فوقهم.
وقالت “صاروا يحاولوا يسحبوا السطح عن الخزانة والحمد لله طلعوا الولاد بخير وطلعوني أنا والصغيرة بخير”، مضيفة أنها ظلت ممسكة بالحقيبة وأخرجتها معها.
وتحول منزلهم إلى أنقاض ودُمر كل أثاثهم وممتلكاتهم، فاتجهوا إلى منزل أحد الأقارب ومعهم حقيبة الذكريات، آخر ممتلكاتهم.
قالت أم كنعان إنها شعرت بعدم الارتياح في الساعات التي سبقت الزلزال، فأعدت الحقيبة في اليوم السابق، وملأتها بشهادات الأسرة وبطاقات الهوية وشهادة زواجها، فضلا عن ألبومات الصور والمقاطع المصورة لحفل زواجها.
وقالت، وهي تقاوم دموعها بينما تتصفح ألبوما من الصور وتخرج ألبوم فيديو لحفل زفافها، إنها كانت تعيش في هذا المنزل منذ نحو ثماني سنوات ولم تفكر مطلقا في تخزين الأشياء بهذه الطريقة من قبل.
ومتذكّرة اللحظة التي خرجت فيها من تحت الأنقاض بحقيبة، قالت إنها شعرت “بالنصر”.
وأضافت “أكتر من هيك ما كان بدي عن جد. هاي الذكريات بتعني لي كل شيء”.
أما الناجية تولاي بارلاكجون وهي أم تركية لثلاثة أطفال فتضع ابنها صالح في عربة تسوق مليئة بالأغطية وتدفعها أمام مبان منهارة صوب خيمة يحتمون بها في محاولة لرفع معنويات أطفالها .
وقالت وهي تداعب صالح البالغ من العمر ثلاث سنوات وتعانق ابنا أكبر “يحب عربة التسوق. إنها تشبه عربة الأطفال. نحاول تجاوز الأمر هكذا”.
وأضافت بوجه بدا عليه الإرهاق “الله يعيننا. أتمنى أن تنتهي هذه الأيام ونعود إلى المنزل”.
وفي إقليم هاتاي بجنوب تركيا، تجلس بارلاكجون (38 عاما) برفقة شقيقتها ووالدتها خارج الخيمة وتطهو الحساء في الشارع على موقد. وتستخدم أختها هاتفها كمرآة لمسح وجهها.
تقول بارلاكجون “يقضي الأطفال الوقت مع بعضهم البعض ومع أبناء عمومتهم. إنه أمر صعب عليهم حقا. إنهم يبكون كل يوم. نحاول أن نكون أقوياء من أجلهم”.
وقالت مستشفيات إنها تعالج الآن أعدادا متزايدة من المرضى الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة إثر تعرضهم لإصابات عقب الزلزال مباشرة.
ولا يزال منزل بارلاكجون قائما.
وقالت “معظم متعلقاتنا تضررت. بعضها تدمر ولكن الحمد لله أن المنزل في حالة جيدة. ببطء وشيئا فشيئا سننظفه”.
والولايات التي تضررت جراء الزلزال الأول الذي كان في الساعة الـ04:17 من فجر الاثنين وبلغت قوته 7.7 درجات، والثاني الذي كان في الساعة الـ13:24 من مساء الاثنين، هي كهرمان مرعش وهتاي وكليس وديار بكر وأضنة وعثمانية وشانلي أورفا وأديامان، وملاطية، وغازي عنتاب.
وتواصل فرق الإنقاذ لليوم التاسع على التوالي جهود البحث عن ناجين تحت أنقاض المنازل التي انهارت جراء الزلزال في الولايات العشر.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الزلزال تسبب بمقتل 35 ألفا و418 شخصا، فيما يتلقى 13 ألفا و208 العلاج في المستشفيات.