“ناتو عربي أمريكي”.. ورطة للأردن / عمر عياصرة

“ناتو عربي أمريكي”.. ورطة للأردن
أمريكا تحشد بقوة لتشكيل تحالف امني عسكري، يضم دول الخليج العربي، ومصر والاردن، بهدف التصدي لإيران، وانشاء شبكة دفاع صاروخية ومكافحة الارهاب كذلك.
ورود اسم الاردن يحتاج الى نظر عميق وتأن في التعامل مع هكذا “ناتو جديد”، فلا مصلحة لنا بالدخول في حرب اقليمية قد لا تبقي ولا تذر.
تاريخيا، الاردن حليف مقرب من الولايات المتحدة الاميركية، تعاونا ولا نزال معها عسكريا بشكل واضح، فالمساعدات تأتي للجيش من واشنطن، ونحن قدمنا بالتنسيق معهم الكثير في موضوع مكافحة الارهاب.
اذا قصة التحالف بيننا ليست بالجديدة، لكن “الناتو المطروح” تبدو فيه اشياء جديدة، تخالف روح التحالف التاريخي، وربما تزج بنا في مواجهات وحروب ليست حروبنا ولا علاقة لنا بها.
الدول المدعوة للحلف، لا تملك موارد بشرية حقيقة الا نحن ومصر، وهذا مدعاة للقلق اكثر، ولا سيما ان قصة التحالف سخنت بعد اغلاقات وتوترات البحر الاحمر، وكأن الصورة تقول حربا وجيوشا لحماية التجارة العالمية.
هل لنا مصلحة في ذلك، الاجابة المؤكدة والمغموسة بمصالحنا الوطنية الحيوية، انه لا ناقة لنا ولا جمل في ذلك، وازمتنا الاقتصادية والحاجة للمساعدات لا تعني ان نقبل بدور له مخاطر كبيرة على بلدنا.
علينا ان نتذكر ان ايران قريبة من حدودنا الشمالية والشرقية، وانها ليست بلدا بعيدا، وانها رغم براغماتيتها العالية، الا ان ايدولوجيا الجنون قد تضربها، فتؤذي، وتنتج معارك لا مصلحة لنا بخوضها.
لا زلنا نرجو فتح طرق التجارة مع العراق وسوريا، من خلال طريبيل ونصيب، لكن خطوة كالدخول في الحلف قد يخربها، ولا سيما ان قرعنا معها طبول الحرب التي ليست طبولنا.
ايضا، هذا الحلف ببعده الاميركي، سيكون لإسرائيل اصابع فيه، سرا وعلنا، ولا يعقل ان نقبل كأردنيين بدخول حلف عنوانه وجود اسرائيل او الدفاع عن امنها.
“الناتو الاميركي العربي” سيعزز حالة الفرز الطائفي، وسيعمل على تعميقها وتأبيدها، ما يعني بقاء المنطقة على فوهة النار، وقد آن الاوان للجلوس على الطاولة، وما اخشاه ان طاولة ستضم ترامب وروحاني لن تتسع للعرب قريبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى