#مٸة_عام علی #النار ولم ننضج بعد !
شبلي العجارمة
کم أنا قديم ومستفز في استرجاع ما أکل عليه الدهر وشرب حين أستحضرُ مثلاً کأنه تم تفصيله بالمقاس علينا دون مواربة أٛو نقص ,يحضرني مثل کانت تقوله الجدات والأمهات عند عدم اکتمال شيء آيل للسقوط ,يقول المثل “مثل #بيت_العجوز والعزبة ” ,يحکی أن عجوزاً تقدم بها السن کثيراً ,وکان لها بنت فاتها قطار العرسان کثيراً ,وکانتا تسکنان تحت بيت من الخيش المهتریء والمتهدل , وکان الوقت صيفاً حاراً ,کانت تقول الجارات للعجوز والبنت #الشتاء علی الأبواب وإذا لم تقوما بترقيع البيت سوف يذهب في أول شتوةٍ أدراج الرياح ,کان عذر العجوز تقول بکره أموت قبل الشتاء فلا حاجة لي بالبيت قولوا لبنتي العزبة ,وکان جواب العزبة بکره اتجوز واروح لبيت جوزي وما رح استفيد من هذا الخربوش .
بقيت الحکاية هکذا حتی جاء شباط وسال الخربوش الهش وأخذ السيل معه العجوز والعزبة .
لقد صبر هذا الشعب صبر الخشب تحت المناشير ,حتی أنه لم يعد في جسده مکانُُ للألم ,لم يعد بوسعه حتی التأوه أو التوجع , مٸة عامٍ ولا زلنا نحلم بحقيقة البنی التحتية الحقيقية ولم نرها, مٸة عامٍ والتنمية المستدامة طيفُُٴعابر علی بساط السندباد ,ومٸة عامٍ وداء الرجل المناسب في غير المکان المناسب لم نجد له ترياقاً يوقف هذا الهدر والنزف المکلف, مٸةُ عامٍ ونحن نحلم بفريقٍ رياضي مٶطرُُ بالثقة ومسلحُُ بالوطنية ,مٸة عامٍ ونحن نحلم بأن بإنجازٍ بلدي مکتوب عليه لا تمسه أيد السياسيين ,مٸة عامٍ ونحن نتعرض لمٶامرة تصحير الأرض وإفقار فلاحها لا لتخضيرها وتحسين ظروف إنسانها ومنتجها ,مٸةُ عامٍ ونحن نحلم بمنبر مسجدٍ يفش الغل ولو بالکلام , لکن لم نتوقع بعضاً من العماٸم تشترك بهذه المٶامرة المجحفة ,مٸة عامٍ من الإقطاع ولا زالت هيمنة الرجل الأبيض تعيث فساداً في کل شيء .
الشعوب تنام علی حلم السفر في نهاية العام أو مواسم الأعياد ,إلا شعبنا المرابط يحلم بالخبز الهارب , کل الشعوب تتنعم بثرواتها الوطنية وتحتکر مٶسساتها علی أبناٸها إلا نحن منفيون في وطنٍ بات يديره کل ذي منفی ,إلی متی ونحن تصلبنا رقاب آمالنا علی خشبة المخبر وسجل التحقيق ?,إلی متی ونحن نخضع لمقياس الوطنية الفاشل بميزان تقريرك الآمني كم سحجت وکم هتفت وکم أغلقت فمك ?, إلی متی ينتهي حقل تجارب مٶسساتنا التشريعية والتنفيذية ?,إلی متی ونحن لا نفهم أکثر ممن يذهبون في وطننا نحو المجهول تحت بند إنت شو معرفك ? .
بعد مٸة عام لم نعد لبداٸيتنا الطيبة المنتجة ,ولم نلحق رکب المدنية التي فقدنا بوصلتها بسبب حقول التجارب العمياء , صرنا نتسول الماء من عدونا ,والخبز من مستعمرنا ,وبتنا خزانات للوقود وبترول بشري تمصه حکوماتنا المتعاقبة, لقد رفعتم أسعار کل شيء إلا هذا المواطن الغلبان حتی بآحلامه العاجزة لم يعد أحد يسأل عنه بکم !.