مُتعِبَة كل تلك الأخبار! / نداء أبو الرُّب

مُتعِبَة كل تلك الأخبار!

المتصفح لأخبار بلادنا العربية يومياً يعاني من الاكتئاب الحاد، وخيبة أمل ثلاثية الأبعاد، ما من خبر يبهج القلب أو ينعش الروح، فرنسا تحذر من كارثة إنسانية في إدلب، ترامب يتوعد بصواريخ أخرى على سوريا سيضرب، لا مكان للحديث عن ضربة سوريا الثلاثية في القمة العربية، و السيسي يدين ما فعله الحوثيون من هجوم على الرياض بصواريخ (بلاستيكية)….!!

وما يثير الاشمئزاز أكثر كل هذا الانقسام الذي نشهده عند حدوث كارثة معينة، معارضون ومؤيدون، حزب ال مع وحزب الضد، فئة تعتقد أنها تفهم بالسياسة وخباياها أكثر من غيرها وفئة تكذّب الفئة الأولى، تباين الآراء، النفاق الدولي، الميل حيث تميل الريح، محاصرة الضعيف بالذم وإغراق القوي بالمديح، التلاعب بالألفاظ، والصعود على أكتاف الغلابى والمساكين دون إنسانية.

لو فكر أحدنا في مقاطعة نشرات الأخبار لقيل عنه بأنه جاهل سطحي وتافه، ولو بالغ في مشاهدتها وأدمنها بقرفٍ لنعتوه بالمتحذلق الذي ينافق في متابعة شؤون بلاده، لو جلس أحدنا يتحدث عن نتيجة آخر مباراة لقالوا عنه فارغٌ يشاهد الرياضة وبلادنا بالكوارث فياضة، ولو جاء آخر بخبرٍ جديد عن قصف أو ضربة، لأسكتوه وصرخوا في وجهه كيف أفسد عليهم حلاوة الجلسة، لو سافر أحدنا للاستجمام لقالوا أين هو ومصائب شعوبنا أين، ولو جلس كئيباً في منزله لقالوا عنه معقد يخشى أن تصيبه العين، وما بين كل ذاك النقد الذي يثقل على كاهل بني البشر، سيبقى السؤال القائم: إلى متى نتابع بصمتٍ كل تلك الأخبار التي أصابت قلوبنا بالعجز والخدر ؟! إلى متى سنبقى مهدَّدين تحيط بنا دائرة الخطر…؟؟!

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى