مُتصل الآن …
مجد الرواشدة
للذين اختاروا #اللغة_العربية بهواتفهم ، تفهمونني ، تفهمون حقاً كيف يمكن لهذه الكلمة البسيطة أن تُغير مجرى قلب ٍ وأن تودي بدقاتِه حد التهلكة .
تفهمون معنى أن تدخلون مراراً وتكراراً على حيز #الدردشة كي يخضل جفن الرسالةِ بكحل أزرقٍ ينبأُ بقراءتها .
تفهمون جيداً الشعور الذي يعتلي رفات الأسى حين تتحول #متصل_الان ، يكتب …
وتعرفونَ حقاً معنى أن تعود ( يكتب … ) ( لمتصل الان ) ، وتعرفون جيداً كم التراجيديات التي يسوقها العقل المُحب بين ذاك الوقت الذي يفصلهما عن بعضهما ، فكم نسجنا من سيناريوهات بين الوقت الفاصل بينهما ، قد كان القلب تارة يدق وتارة يترقب وأخرى يتأكدُ من صحة الشبكة .
قد لا يفهمني سوى ذاك الذي أرسل رسالةً عبر مواقع التواصل وانتظر الرد .
الرد الذي قد ينتهي بحظر ، قد يستمر بعبارة يكتب الآن تتبعها ثلاث نقاط كما لو أنها تترك درباً مفتوحا لتراكيب متراكمه على فوهة بركان قد يحرق نفسه قبل أن يحرق قلبك .
متصل الآن … كانت دوماً تظهر تحت أسمائهم وكأنما تخبرنا أنهم هُنا ، أنهم جاهزون لحديثٍ ما ، لكن ثمة فرقٌ كبير بين من يردُ سريعاً وبين من يكتفي بالقراءه ويمضي .
قبل قُرابة أسبوعين …
أمسكت ُ هاتفي وكعادتي وبحثتُ عن رقم والدتي فتحتُ حيز الحديث بيننا كما أفعلُ كل حين ، فرحتُ كثيراً حين وجدتها متصل الان ، فلطالما كانت بيننا ، كانت متصلةً بُكل جوارحنا وحواسنا .
رغم أنني أهرب دوماً من نقل الأخبار السيئة إلا أنني أردتُ إخبارها أن والدتها توفت …
كتبت لها :
حبيبتي أم عبادة : ما جرى لنا جرى لكِ .
كان تحت اسمها عبارة متصل الان … راقبتها كثيرا ً لم تتحول أبداً الى يكتب ونقاطها … لكن اشارة الصح سرعان ما دُبِلت وازرقت .
منذ ذاك الوقت فهمت أن الأمهات هُن أجمل من يقرأ وأروع من يصمت …
الى جنات النعيم يا أمي ، يا من ما عرفتَ يوماً كيف تحظر انسان 🥺 ، دوماً كانت متصل الان …
رحم الله كُل عزيز رحل وهو متصلٌ بنا ما حيينا .
لمجد ١٧-١٢