سواليف الإخباري – أحمد حسن الزعبي
مقال الثلاثاء 26 – 12 – 2023
تثبت الأحداث أن كل شيء في غزّة مختلف، الإنسان ؛بنيته قدرته على #التحمّل_البشري ، مشاعره ،صموده، إعادة بناء نفسه، في غزّة تشعر أن لا وقت للحزن الطويل، فقائمة الموت طويلة ،وقائمة التدمير طويلة ، لا تستطيع أن تعيش الحزن طويلاً تحت طائلة متطلبات الحزن الكثيرة..
هل تلاحظون أن الزمن في غزّة مختلف ، هل تذكرون “يوسف ابو شعر كيرلي” لو أنزلت حبل البحث في بئر الذاكرة لقلت في نفسك ، ياااااه لقد استشهد منذ زمن بعيد ،لكنه في الواقع لم يمض على استهشاده أكثر من سبعين يوماً..شهران فقط مرّا على تلك الصور التي أبكتنا جميعاً..هل رأيتم كيف يكون الزمن مختلفاً في #غزة ؟..تقرأ خبراً في الصباح عن مجزرة في جباليا ، ثم تغيب ساعتين أو ثلاثة وتعود لتتابع الشاشة تقرأ خبراً عاجلاً #مجزرة في #جباليا..تسأل من يتابع !! هذا جديد..يردّ عليك لا “قديم..منذ الصباح”..تخيّلوا أن المجزرة التي مضى عليها ثلاث ساعات أصبحت قديمة جداً…رغم ان الجثث ما زالت تحت الأنقاض وفرق الدفاع المدني لم تصل بعد ، هل تذكرون أسماء أول من ارتقو شهداء في الحرب ، عمر ومحمد وخالد وسامر ومحمود و #أمينة و #شام ، اعتقد أنه القليل منا من يذكرهم…هؤلاء مضى على استشهادهم أيام فقط وليس قروناً او عقوداً من الزمن..كم الاخبار والصور و #الموت و#التدمير والتفجير والدخان و #الانتصار يشعرك أنك في زمن مختلف أنك في عام 2030 او 2050 حتى..أكاد اجزم أن غزّة قد دخلت “ميكرويف الزمن” فاللحظة فيها يوم ،واليوم سنة ، والشهر قرن مما تعدّون.
#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com