أحلام مزيفة / د . هنا طه

أحلام مزيفة
لطالما تساءلت. .. ما لذي يدفع شاب في مقتبل العمر …. لقتل شباب في مثل سنه من أبناء وطنه وعروبته …. وما الذي يدفع انسان لتفجير نفسه…. وقتل إخوانه وبني جلدته ….لماذا يفعل ذلك …..
عن أي قضية يدافع …..وما الذي يستدعي ارتكاب مجزرة بحق الذات وبحق الانسانية …

ماهي التولبفة التي تجعل من شاب في العشرينات من عمره إرهابي …..
هل هي السذاجة …والغباء …. ربما … تكون هذه احدى متطلبات اعادة البرمجة …..لان من يغسل عقول هؤلاء الشباب ….. يفضل البسطاء…

ولكن ماذا عن الأذكياء.. الذين….صاروا إرهابيين ….كيف تمت برمجة عقولهم ……. ربما هؤلاء هم من يديرون عمليات تجنيد الأغبياء الذين يرتدون الأحزمة الناسفة ويقودون السيارات المفخخة …..

ترى …. هل هو الفقر الذي يجعل العاطلين عن العمل لقمة سائغة في فم الارهاب…ولكن بن لادن كان من أغنى الأغنياء ….وترك كل ما لديه …..وعاش في مغارات افغانستان…..ماذا كان يطارد هناك …..لماذا لم يجلس في قصره في السعودية …. وكفى المسلمين شر القتال…..
.
مالذي يدور في خلد الإرهابي الانتحاري وهو يفجر صبا واحلام الآخرين . …..اليس لديه هو نفسه أحلام…بالدراسة …والعمل والحب والزواج والأطفال …..مالذي جعله يفجر أحلامه ويقتل نفسه ….

باعتقادي ان من يقتل نفسه ….. يقتلها لانه ليس لديه أحلام ….تشبه أحلام من هم في مثل عمره…..
انا أرى طلابي الصغار في السن ….يسعون لأهداف سامية …واضحة لهم ….يصلون الليل بالنهار وهم يدرسون لتحقيق أحلامهم …….هؤلاء من المستحيل. إعادة برمجة عقولهم .. ….لأنهم يمتلكون الحلم ..فلا تغريهم فترينات الاحلام .. المؤجلة…..ولا يمكن بيعهم الأوهام

ان أحلامنا هي آمالنا وامانينا التي تدفعنا للسير في اتجاه واضح في هذه الحياة …بهدف تحقيقها…..
والشباب ذوي الاحلام المفقودة او المبتورة…. يقعون بسهولة في براثن… بائعي الاحلام المزيفة …… التي تتحقق فقط على الجانب الآخر من أسوار هذه الدنيا …

ان اول ما علينا فعله …لمكافحة الإرهاب .. .ان نربي أبناءنا …..على امتلاك أحلامهم ….وصنعها والعمل على تحقيقها على الأرض في هذه الدنيا ……حتى لا يشتروا ابدا الاحلام الوهمية المؤجلة التي يبيعها اصحاب النفوس المريضة.
بقلم الدكتورة هنا طه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى