ميرا إلى رحمة الله الواسعة بعد أن ضاقت رحمة المسؤول

سواليف – فادية مقدادي
معاناة وآلام لعدة أيام والطفلة ميرا تنتظر أن يرأف بها أحد المستشفيات لإدخالها بعد إصابتها بحروق بنسبة 90% إثر حريق في منزل والدها ، أسلمت ميرا روحها الى بارئها الرحمن الرحيم .
ميرا الصغيرة ذات الثلاث سنوات ، بجسدها النحيل وحروقها الكبيرة ، رفضت أن تكون أسيرة الانتظار والرحمة على الأرض التي تقاعست طويلا لإغاثتها ، فصعدت إلى من عنده خزائن رحمة لا تنفد ، وكأنها أرادت أن ترميها في وجوهنا جميعا قبل أن تصعد إلى جوار الرحمن ، ما عند الله خير ، ورحمته أوسع من اجراءاتكم وتباطؤكم .
فقر وحاجة ، وحريق منزل كانت تبحث فيه ميرا عن الدفء ، إلا أن مصدر الدفء أحرقها ، لا تأمين صحي ، ولا قدرة مادية على المستشفيات الخاصة ، وظلت أسيرة آلامها
والد الطفلة ميرا نقلها الى مستشفى البشير الحكومي إلا ان المستشفى رفض استقبالها بحجة عدم وجود أسرة كافية لاستقبال المريضة ، فلجأ إلى مدينة الحسين الطبية، إلا انه لم يتمكن من نقلها لانها غير مؤمنة صحياً.

وفور نشر قصة الطفلة ميرا في وسائل الاعلام المحلية ،سارعت رئاسة الوزراء لتأمين سرير للعلاج لها، إلا ان “ميرا” فارقت الحياة قبل ان تباشر الرئاسة اجراءات تأمين سرير طبي لها.
وكلّف رئيس الوزراء المعنيين في رئاسة الوزراء بالتواصل مع ذوي الطفلة، واتخاذ كامل الإجراءات لنقلها إلى مدينة الحسين الطبيّة، ومتابعة أوضاعها لحين استكمال علاجها.
وكان من المقرر وفق وسائل الاعلام المحلية ان يقوم رئيس الوزراء عمر الرزاز بزيارتها والايعاز الفوري بتأمين علاجها، إلا انها توفيت قبل وصوله بساعات.
سؤال ما زال معلقا ، ألا ينطبق قانون التأمين الصحي المجاني للأطفال حتى عمر ست سنوات على ميرا ؟
نتمنى أن لا تمر قصة ميرا في وزارة الصحة مرور الكرام .
بل أن تمر على الكرام من المسؤولين .