#ميثولوجيا #سرير_بروكرست و #تخت_حكوماتنا
أ. #فهمي_عبدالعزيز / باحث أنثروبولوجي
حكاية #أسطورية يونانية تروي عن شخص اسمه ” #بروكرست” عمل حدادا وقاطع طريق، عُرف عنه الإضرار بالناس وإيذائهم ومنها دعوته لهم زيارته واعدا إياهم بالحياة المستقبلية الأفضل، وحال وصولهم كان يرغمهم على النوم ومد أجسادهم والاسترخاء على سريره، فإذا ما كانت أرجل الشخص أطول يقطعها وإن كانت أقصر يشدها بقوة جبروتية لتتناسب أطوال أجسادهم مع طول سريره الحديدي ما يتسبب أخيرا بموتهم..؟!
وهكذا كانت وما زالت “بروكرستية” حكوماتنا؛ ففي فترة نهاية ثمانينات حكومة زيد الرفاعي انكشف طابقنا الأردني؛ الفوقاني والتحتاني، بديون مليارية وسقوط قيمة الدينار من (3) دولارات إلى دولار، واخترعت حلا فنيا بأن وعدتنا بحياة ديمقراطية ليعود الحكم إلى أهله، فنتنسم هواء عليل حريات سياسية وانتخابية نيابية شغلتنا وشاغلتنا بها حكومات ما بعد بعدها “الوحده ورا اختها” وإلى أن أمسكت باللعبة من ألفها إلى يائها.. وبعدين إجتنا حكومة عبد السلام المجالي ممتطية اتفاقية وادي عربة، فوعدتنا بحياة هيف وريف #رفاهيات #اقتصادية قد يحسدنا عليها الخلايجة وأوروبا، فالدولارات ستمشي في شوارعنا وما علينا سوى تعبئتها في أكياس “خط احمر”.. وإلى أن وصلنا إلى عهد “بِشر- بروكرست” وها هو يعدنا بأيام حلوة هي في الطريق إلينا لنتذوق في غدنا الأردني طعم الزلابية والعوامة، ولا علينا سوى أن “نتمغط على تخته” لقاء إزاحة فقرات رقبة كل من زاد طولها ورفع رأسه، وتكسير أرجل كل من طالت قامته، و”سد ثم” كل من حاول استنشاق هوا أعلى من سقف بيته..؟!
والخلاصة أن #حكوماتنا سجلت براءة اختراع ” #ميثولوجيا_بروكرستية ” نوعية بعنوان “الضحك على اللحى” منذ الرفاعية مرورا بالسلامية ووصولا إلى البِشرية، مستخدمة تقنية بارد.. بارد.. يا آرادنة.. وبعدنا من يوم يومنا “متمغطين” على “تخت” حكوماتنا.. ومن ورا.. لورا….؟!