مياه الامطار تداهم القبور في مقبرة العال

مياه الامطار تداهم القبور في مقبرة العال
شبلي العجارمة

في سفح تلة العال بما يعرف برأس القرية يرقد الموتی بسلامٍ منذ تأسيس المقبرة الإسلامية للقرية ، وما أن أقلعت السماء وابتلعت الأرض ماءها وغيض الماء عصر هذا اليوم الجمعة حتی خرجت أکفان الموتی وبعض أطرافهم في نزهةٍ في الأخاديد والأودية الصغيرة التي تشکلت بسبب آثار الأمطار الغزيرة.
وبدأت الحکاية حين ذهب الشاب محمد طايل لقراءة الفاتحة علی روح والده وتفقد قبره وقبل أن يصل غاصت قدماه في الوحل الأحمر للمقبرة الأمر الذي حدا به أن يطلق صرخات استغاثة من تلة المقبرة سمعها بعض الشباب الذين هبوا لنجدته ليجدموا أکثر من عشرة قبور قد تهدمت وتفتحت عن الموتی وبانت بعض الجثامين وبعض الأکفان ، حيث تم الاتصال بذوي بعض القبور التي وجدوا أسماء ساکنيها وحضر أهالي بعض الموتی وقاموا بترميم القبور برغم قسوة الظروف الجوية وطبيعة الأرض الموحلة .
وبعد البحث واستقصاء الأمر من أهالي القرية وبالذات شهود عيان لما حدث في المقبرة فقد أفاد الجميع بأنهم يدفعون رسوم الدفن لموتاهم مبلغ يترواح ال٧٠ ديناراً لبلدية حسبان ومجلس محلي العال التابع لبلدية حسبان خدماتياً ، وأن البنية التحتية للمقبرة هشة وغير خاضعة للرقابة والتفتيش الداٸم ، حيث احتج الأهالي علی وضع المقبرة المقلق أکثر من مرة بالذات حين تم اکتشاف قضية طرح الأنقاض لمخلفات بعض الأبنية داخل سور المقبرة وعدم توفر خزان ماء خاص لري الشجر ولوازم الدفن إلا صهريج أکله الصدأ ملقی بطريقة عشواٸية في زاوية المقبرة وهو فارغ من الماء ، کما احتج المواطنون علی مظلة المشيعين والمعزين المتهالکة والتي تأسيسها بطريقة أکثر بداٸية علی سطح الأرض وعلی فراش من التراب والحصی المتناثر الخشن وکذلك بوابة المقبرة البالية المشرعة بلا إقفال لمنع بعض الرعاة بماشيتهم والکلاب الضالة من انتهاك حرمة الموت والموتی.
صرخة الموتی وصلت قبل صرخة الأحياء في قرية العال وکأنهم خرجوا مساء هذا اليوم المبارك ليٶکدوا بأجسادهم البالية وأکفانهم الصفراء أن هذا المکان الذي يسمی مقبرة العال أصبح لا يطاق فلربما کانوا يحاولون الرحيل إلی مکانٍ آخر .
من الذي تجاهل موتی مقبرة العال وأحياٸها حتی خرجوا بهذا المشهد المخيف والمرعب ؟، هل هو احتجاج سکان باطن الأرض علی من يمشون علی سطحها أم قبورهم انتهت مدة صلاحيتها بسبب الغش وغياب الضمير ؟ ، أسٸلة لا ترممها حفنة إسمنت ولا دلو ماء ولا تصريح لسد أبواب ونوافذ اللوم بقدر ما يستدعي التحرك من قبل کل الجهات للوقوف علی المشهد بالتزامن مع محاسبة المسٶول عن کل هذا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى