موطن الفؤاد

موطن الفؤاد
سالم فلاح المحادين

إرتدى لِباساً رَسمياً أنيقاً قُبيلَ الإنطلاق في رحلةِ مائتي كيلو متر صوبَ مدينةٍ أحبها بِصِدق ..
أرادَ التَجوُل في أزقتها الجميلة و إستعادةِ طفولةً لا تُنسى قضاها هناك ..
وَصَل حيثُ تشتهي الروح ولكن : لم تصل الروح إلى مبتغاها على الرغم من إبتساماتٍ مُخمَلِيَةٍ أطلقتها الوجوه تِجاه شَوقِهِ المُرهَف ..
عاد أدراجه يجر أذيال الحنين ، دَخَلَ غُرفَتِهِ على عجل ، إستل قَلمه ليوجه سِهام النقد إلى مكانٍ خانَ العهد ، أوشكَ حَرفه أن يصيب العِشقَ القديم في مقتل !
وَخَزتهُ فراشةٌ كانت تُحلق في أجواء الحيرة وأخبرته أنه من تغير وأن السنين قَد خطَفَت معها في رحلة العمر بعضاً من النقاء والكَثير من البراءة ..
إبتلع الورقة بكفه الأيمن وأحالها إلى كرةٍ بيضاءٍ صغيرة بعد أن كتب عليها : ( يا موطنَ الفؤاد سأعود ذات يوم ) !
ألقى بجسده المُنهَك على الفرشة المُتَرَقِبَة ، أحست بألمِهِ : فأحتضنتهُ حتى الصباح ..

من الكرك إلى الزرقاء .. أرسل !

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى