موسم الحج بين الشخصنة والموضوعية

موسم الحج بين الشخصنة والموضوعية
عمر عياصرة
هناك مبالغات في نقد ادارة وزارة الاوقاف لموسم الحج لهذا العام، وهناك اخطاء ايضا في هذه الادارة لابد من الوقوف عليها واعادة تقييمها ومحاولة تجاوزها في السنوات القادمة.
انا شخصيا وعلى مر السنوات الخمس الماضية، سمعت ملاحظات كثيرة من الحجاج الاردنيين عن رحلتهم المقدسة، وازعم انها تكاد تكون مكررة في بنيتها الرئيسية، حيث تتركز على اماكن السكن والمواصلات، وبدرجة اقل على خدمات الطعام والطبابة.
ومع كثير من التدقيق، اقول ان رحلة هذا العام لم تكن بالسوء الذي رسمته هجمات البعض على وزارة الاوقاف، كما انها لم تكن ملائكية تخلو من العثرات والاخطاء.
الحاج الاردني في اثناء رحلته للديار المقدسة يعيش سيكولوجية المقارنة مع البعثات الاخرى، وهذه المقارنة قد تكون صحية في بعض الاحيان وقد تكون ظالمة في احيان اخرى، وهنا قد تتوه الموضوعية ويعلو الصراخ، بتعرض من يدير للظلم، او يتعرض الحلج للظلم ايضا.
من هنا لابد من تقييم جاد وموضوعي لأداء وزارة الاوقاف اثناء موسم الحج، فهناك اخطاء اضحت متكلسة، وهناك اضاءات تضيع بفعل الاخطاء والتشنجات واحيانا بسبب مواقف شخصية للناقدين.
وزارة الاوقاف لا زالت غير جادة في ضبط شركات النقل، فليس من واجب الحاج ملاحقتهم وتتبع اخطائهم، وليس من المنطق ان ترمي الوزارة عن ظهرها تجاه الشركات، فالاداء النقلي مسؤوليتها وكل التجاوزات التي تحصل هي من مسؤوليتها.
ايضا، يجب على معالي الوزير الذي حاول هذا العام اخراج الحج بشكل مختلف، يجب عليه، قبول ملاحظات الحجاج عن موظفيه ومتابعتها، والعمل على انتاج حالة تجانس بين الحجيج وبين من يديرهم.
هناك من هو متحامل على الوزير، ويحاول ان «يعمل من الحبة قبة»، وهناك ايضا في الوزارة تكلّس قديم لا يرغب بالتغيير، وهناك (تجار للحج)، وهناك شركات متمردة لا تعرف قدسية الشعيرة.
نعم بالامكان ان تكون رحلة الحج افضل، وارى ان ذلك يبدأ بتقييم العثرات بشكل موضوعي بعيدا عن الشخصنة، وينتهي بإطلاق يد الوزير لينهي التكلس في وزارته، ويضبط الشركات بالقانون بعيدا عن جماعات الضغط.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى