
“مواعيد عرقوب”
د. محمد شواقفة
بلا شك الغالبية يعرفون أصل قصة مواعيد عرقوب، و هو شخصية عرفت بأنها الأشد كذبا و مكرا في ايام العرب الغابرة و كان قد وعد أخاه بطلع نخلة له عندما ينضج، و عندما جاء الموعد قال له: لم لا تنتظر حتى تصبح بلحا، و تكرر الحوار فأقترح عليه الانتظار لتصبح تمرا و بعد طول انتظار و ترقب و عندما أصبح الناتج تمرا، ذهب تحت جنح الظلام و قطف جميع التمر فلما حضر أخوه للموعد لم يجد شيئا و ذهبت تلك القصة مثلا بين الناس و ذكرها بعض الشعراء في قصائدهم:
أمنجزٌ أنتمُ وعدًا وثقت به……..أم اقتفيتم جميعًا نهجَ عرقوب
صارت مواعيد عرقوب لها مثلًا وما مواعيدها إلا الأباطيل
فليس تنجز ميعادا إذا وعدت إلا كما يمسك الماءَ الغرابيلُ
و لا ندري هل هو يكذب لأنه يستمتع بالكذب أم أنه يجد فيه وسيلة ناجعة في الخداع و المكر، و ربما يكون الاثنان معا، فقد كانت العرب تقول عن البرق الذي يلمع دون ان يتبعه مطر: “أكذب من يلمع” و كانوا يصفون شديد الكذب و الذي يغير اقواله باستمرار و يبث الكلام المزيف بين الناس بأنه : “أكذب من دب و درج” في وصف و يكاد يكون الاشد قساوة، فهو الاكذب بين الاحياء و الاموات.
لا أعلم مناسبة حديثي لكم عن عرقوب، و كوني لا أتمتع بأي حصانة من أي نوع و لا أعتقد أن مزاج المراقبين يحتمل أي مداعبة، فسنترك الاشارة للكاذب دون تصريح إلى إشعار آخر!!!
عرقوب ليس أفضل مني!!
“دبوس على الكذب”