مواطن على قَدّ الإيد

مواطن على قَدّ الإيد
كامل النصيرات

مرات كثيرة أتوقف عند السعادة المفرطة التي يعيش فيها المواطن ؛ فأبحث جاهداً كل مرة عن أسباب هذه السعادة فأجدني أضل طريقي وأعود للبحث من جديد ؛ فالمواطن لدينا رغم كل الضغوطات و الكبت إلا إنه ( مواطن لا يُعاني ) ..والدليل أنه لا يُعاني أنه ما زال ( يخلّف ) وكل سنة ( المواطنة المتزوجة ) إلا و بطنها ( باز ) شبرين لقدام ..مما يعني أن المواطن رغم فقره وحاجته و لهاثه إلا أنه يعيش بسعادة ؛ وإلا من وين جاب الوقت لهذا ( العُر ) من الأولاد .. !!

المواطن يريد أن يضحك على الحكومات ؛ وكلما أتت حكومة وحاولت إصلاح الوضع الاقتصادي بوضع حلول جذرية ( يقوم حضرة المواطن ويقطع إيديه و يشحد عليهن ) فيجعل الحكومات ترتبك ولا تقوم بعملها الاقتصادي على وجه حسن و يخرّب البرنامج الذي كان ( لا يخر المية ) فإذا بالمية ( تشرشر ) منه من كل جانب ؛ حتى لم يعد هناك ماء .. !!

المواطن يزيد من ضحكه على الحكومات ؛ فكلما قامت حكومة و عملت انتخابات يأتي المواطن بكل برود أعصاب و ينتخب للحكومة ( نواباً على قد الإيد ) ؛ فيصبح لعب الحكومات داخل المجالس النيابية مملاً ؛ لأن كل شيء تريده الحكومة تجده بين يديها ؛ و الحكومات مثل الطفل الصغير يمل من ألعابه سريعاً وكل مرة يريد لعبة جديدة .. !!

مقالات ذات صلة

الحاصلة ..المواطن زودها على كل الحكومات ..وآن الأوان أن تقوم حكومة أية حكومة على هذا المواطن ؛ و تمنعه من ( الخلفة و بز الأولاد ) و تمنعه من الانتخاب على مزاجه ..و تمنعه من قطع يديه ..لأن الشحدة ( التسول ) ممنوع حسب القانون..فقد خُلق المواطن ليعيش بكرامة حتى لو كان بلا يدين و قدمين و لسان و عينين ..ولو كان أصلع تتزحلق على رأسه كل القرارات التي لا يمسكها بيديه ولا يسعى لها بقدميه ؛ ولا يقرأها بلسانه ولا يرى منها إلا الظلام .. !!

الحكومات بحاجة إلى مواطن يعرف كيف ينكّد عليها لكي تنتج أكثر .. !!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى