#مواطن_اردني و #ضرائب في #مدن_العجائب
قرارات الحكومة الأخيرة، والسابقة ايضا، لم تنمُ عنها بصيص من الأمل ينير لنا دروب الغد، بل استمرّت في إضافة الظلام إلى حياتنا.. تفاقم غلاء الأسعار، وتضخم معدلات البطالة، وانتشار الفقر، قد اجتاز كل الحدود حتى أصبح المواطن الأردني يعيش على حافة الهاوية، غارقاً في مستنقعات الأزمات العميقة، وكأننا نعيش في غياهب الليل الحالك جراء السياسات الحكومية التي أثقلت كاهل المواطنين ودفعتهم إلى أقصى درجات الاحتقان والغضب
والعجيب أن الحكومة الحالية، التي تُعد الأطول عمراً في تاريخ مملكتنا العزيزة، قد زادت من تعقيد الأمور بإضافة مزيد من العوائق والتحديات التي تفوق ما كان من قبل.
ولم نرَ حتى اليوم تلك الإنجازات التي يتغنى بها بعض المسؤولين، بل على العكس، ارتفعت المديونية إلى مستويات غير مسبوقة، وزادت الأسعار والاصناف جميعها، بالاضافة الى فرض قوانين صارمة “وجهت طعنة قاتلة إلى
“حنجرة المواطن”
حين يصبح دفع الضرائب والمصاريف أكثر من مصادر الدخل، ويزداد على ما نتحصل عليه أضعافاً، فإنك تدفع من إرثك إن ورثت، أو تدفع راتبك إن قبضت.. تدفع لفواتير الكهرباء والماء، ولجولات الأسواق، وضرائب منزلك وفواتير الإنترنت، وعلاجك ومرضك، ورسوم تعليم أبنائك في المدارس والجامعات تدفع لشراء السجائر التي تحرق بها الامك المثخنة باخبار تسم بدنك.. للصرافات والبنوك
للملابس وحتى الملابس الداخلية
عليها ضريبة.
( انت تدفع الف مرة في الشهر، من راتب تقبضه مرة ! )
تدفع أكثر من ما يسمى مجازاً راتب، فان تزوجت فيه تدفع .. أو طلقت تدفع .. إن ورِثت تدفع، أو وُرّثت تدفع
فإن عشت دفعت، وحتى وإن رحلت عن هذا العالم وفارقت الحياة واعتقدت انك نجوت من الضرائب فانت مخطأ ،
فلن تنجو باي حال من سطوة الضرائب، حتى بعد موتك فستُحمَّل عائلتك تكاليف مراسم الدفن والعزاء.. فحتى القبور في بلادنا عليها ثمن (انت مخلوق هنا لتدفع)
إن جلست انت والمحروسة أم العيال في مطعم شعبي بمشوار أرغم عليه جيبك .. ويترصدك رقيب السير خارجاً لاقتتاص مخالفة لمركبتك المهلهلة .. تفكر حينها بطلاق أم العيال، وتلعن الساعة التي رأيت فيها وجه الشيخ الذي عقد قرانك.
نحن الذين شيدنا الأوطان، وقدمنا أبناءنا شهداءً لأرض الأردن الطيبة، نحن من أضأنا أعمارنا في خدمة هذا الوطن وولائنا له، ولم نلقَ سوى سيلٍ من الضرائب، بنينا وطننا من تراب أجدادنا وآبائنا، وكرّسنا حياتنا في خدمته، لكننا لم نحصل إلا على الوعيد والآلام.
نناشدكم أن تُعيدوا النظر في سياساتكم، عسى أن يفرج الله عنكم وعنا دون المساس بجيوبنا.