#مهسا_أميني و #نساء_فلسطين
المهندس: عبدالكريم أبو زنيمة
عندما توفيت الشابة الإيرانية مهسا أميني عام 2022 في إيران، استنفر الغرب الاستعماري كل طاقاته الإعلامية والدبلوماسية وادواته من مؤسسات ومنظمات ومجالس دولية وعملاءه على مستوى العالم وفي داخل ايران وطالبوا بمحاسبة المسؤولين الايرانيين وفرضوا عليها عقوبات اقتصادية وبذلوا كل ما بوسعهم لإسقاط النظام الايراني من خلال تعبئة وتحريض الشعب الايراني على نظامه بحجة حقوق الانسان والحريات العامة وحقوق المرأة وغيرها من الاكاذيب ، استمرت هذه الحملة الصهيوغربية على ايران حتى اندلاع النزاع الروسي الاوكراني حيث توجهت هذه الحملة بكافة مكوناتها واساليبها وادواتها وصولاً للتدخل المباشر لجانب اوكرانيا بالمال والسلاح والخبرات العسكرية ضد روسيا ايضاً بنفس الحجج مضافاً اليها حق الدفاع عن النفس وحماية السيادة الوطنية ، هذه الدول ابقت مجلس الامن منعقداً على مدار الساعة لإدانة وتجريم روسيا وفعّلت كل المنظمات الدولية للنيل من روسيا واستصدرت مذكرة توقيف بحق الرئيس بوتين من محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته كمجرم حرب !
هذا الغرب الرأس مالي المتوحش الارهابي ومنظماته وادواته الذين تباكوا ويتباكون على حقوق الانسان في كل دول العالم المناهضة لسياساتهم العدوانية الجشعة هم اليوم من يدعمون ماديًا ومعنويًا وسياسيًا وإعلاميًا ويشاركون فعلياً في قتل نساء وأطفال وشيوخ غزة، هم من يدافع عن القتلة ومجرموا الحرب وقادة الإبادة الجماعية الصهاينة في المحافل الدولية ، فهل بقي عاقل عربي يصدق أكاذيبهم ويثق بمؤسساتهم ! من يصدق ان هذه الدول صديقة وحليفة لنا !
أجزم ان الشعوب العربية تدرك هذه الحقائق ، وهي لا ترى في الدول الرأس مالية الا التوحش والجشع والعدوانية ، لكن المشكلة هي في أنظمة الحكم العربية التابعة لها والمدينة لها بالولاء ، هذا الغرب وإن رحل بعساكره فإنه يحكمنا بأدواته هذه وهو من يحميها ويساندها ، ففي الوقت الذي يتزعم فيه الغرب زوراً وبهتانا الحريات وحقوق الانسان فإنه يرعى اشد انظمة الحكم القمعية الديكتاتورية غير الشرعية وغير الشعبوية ، لذلك علينا ان لا نستغرب اصطفاف الكثير من هذه الانظمة العربية الى جانب دويلة الكيان في حربها ضد فلسطين وقضيتها العادلة ، لذلك بقي معبر رفح العربي – عربي مغلقاً في الوقت الذي فيه أهل غزة يعانون المعاناة بكافة اشكالها وآلامها .
هذا الصمت أمام آلة القتل الصهيوغربية وتخاذل النظام الرسمي العربي الرهيب الموشح ببيانات التنديد والإدانة والتصريحات المسموح بها اسرائيلياً يحق لأي مواطن عربي أن يتسائل: هل بقي هناك اي شرعية لبقاء هذه العروش ! هذه العروش التي فشلت في كافة المجالات باستثناء تنمية الفساد والرذيلة ! هذه العروش التي تقف ضد طموحات وتطلعات شعوبها ! ففي الوقت التي تطالب فيه الشعوب بالوحدة العربية نجد البغضاء والتناحر والتآمر، وبدلاً من تحقيق التنمية والتكامل العربي نجد التبذير واللصوصية والفساد والفقر والجوع ، وبدلاً من تحقيق الأمن القومي العربي نجد الانقسام والتشرذم والحرص على امن الكيان الصهيوني ، وبدلاً من نصرة فلسطين نجد ونلمس التآمر ! وهنا لا بد من التذكير ان التحالف العربي الذي شن الحرب على اليمن عام 2015 ولمدة تسعة اعوام من اهدافه الرئيسة هو تأمين باب المندب من أية مخاطر استراتيجية تهدد امن الكيان الصهيوني الاستراتيجي وهو ما نعيشه اليوم من قصف ومنع الملاحة الاسرائيلية في بحر العرب والبحر الأحمر !
النظام الغربي الرأس مالي سيسقط ، إذ أن من أهم الاسباب الرئيسة لسقوط الامبراطوريات التاريخية هو سقوطها الاخلاقي ، عندما نجد ان رئيس الدولة الارهابية العظمى الامريكية يمتهن ويتزعم الة الكذب علانيةً فهذا مؤشر كبير على السقوط ، عندما نجد قادة الدول الغربية اقرب ما يكونوا لقادة عصابات وزعران فهذا مؤشر سقوط ، عندما يشجعون ويشاركون في قتل الاطفال والنساء والشيوخ ويشاهدون جثثهم الممزقة فهذا مؤشر سقوط انسانيتهم وقيمهم الكاذبة وحضارتهم التي بنيت على اشلاء ودماء ابناء مستعمراتهم ، عندما يهب الغرب بأكمله لانقاذ 200 مستوطن صهيوني محتجز ولم يشاهدوا 6000 الاف معتقل فلسطيني منذ عقود ولم يحركوا ساكنًا فهذا مؤشر سقوط ، عندما يشاهد مهرج الكذب العالمي بايدن الذي تباكى وذرف الدموع على مهسا أميني ويداه ملطختان بدماء أطفال ونساء فلسطين وهو يلقن زعيم الاجرام الصهيوني فنون الكذب والتضليل والاجرام فهذا أكبر دليل على بداية انهيار نظام التوحش العالمي .