من ينهب العباد… يبيع البلاد
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
يكثر الحديث هذه الأيام عن تشكيل #حلف #عسكري في الاقليم بمسميات مختلفة، بغض النظر عن نجاح أو فشل هذه الطروحات فإن هدفها هو تصفية #القضية #العربية #الفلسطينية ودمج دويلة #الكيان الصهيوني إقيمياً وتحقيق رؤيتها ومعتقداتها وأهدافها في المنطقة بأموال ودماء وأدوات عربية من خلال حرف بوصلة العداء عنها الى عدو وهمي اسمه إيران، الداعم الرئيس لكل القوى المناهضة والمقاومة للوجود الإسرائيلي !
لقد اُبتلينا عربياً بأنظمة حكم فاسدة عملت طوال العقود الماضية لمصالحها فقط، وأحاطت نفسها بمنظومات أمن تحمي عروشها ، وعملت على تجهيل شعوبها وإرعابها وارهابها وحرمانها من خيرات بلادها ومارست بحقها كل صنوف الاضطهاد وأبعدتها عن الاقتراب والمشاركة في إدارة شؤونها، لقد تفرّدت هذه الأنظمة بإدارة البلاد بعيداً عن تطلعات شعوبها ورهنت سيادة دولنا لاعدائنا ، فلا عجب من سياسات الاستسلام والخنوع والترويج للديانة الابراهيمية والتطبيع وتشكيل التحالفات العسكرية مع دويلة الكيان الصهيوني وإقامة القواعد العسكرية وربط منظومات الدفاع الجوي معها، لا عجب من سياسات هذه الانظمة من التآمر على الدول المعادية للوجود الصهيوني ومحاربتها لقوى المقاومة العربية ومحاصرتها ، هذه الأنظمة باتت اليوم لا تأمن شعوبها وبعيدة عنها ، لذلك تحتمي بقوى الشر العالمية وفي مقدمتها إمبراطورية الشر العالمية امريكا وربيبتها دويلة الفصل العنصري: إسرائيل.
نحن في الاردن، الأصل بنا أن نكون في مقدمة الدول والجبهات المناهضة للمشروع والاهداف الصهيونية لما يشكله من خطر وجودي علينا سيما وأن قادة الكيان الصهيوني يجاهرون على مدار الساعة بسياساتهم المعادية وأطماعهم ، لكن وبعد أن أوصلونا الى هذا الوضع المأساوي وأصبحنا دولة محتلة أمريكياً ومرتهنة إسرائيلياً فلا ناقة لنا ولا جمل في هذه التحالفات ، بالامس خرجنا من المولد السوري بلا حمص كما يقال ، بالامس كان علينا أن نحافظ على العلاقات مع الشقيقة سوريا لما تمثله من رئة نتنفس منها ، وبعد فشل محاولة تدمير الدولة السورية أدارت تلك الدول التي انصعنا لمشروعها التدميري ظهرها لنا وتركتنا نتخبط في أزماتنا .
على الشعب الاردني أن يفيق من سباته ولا مبالاته ، علينا التصدي لأي انجرار وانخراط في هذه التحالفات العسكرية المطروحة المعادية لطموحاتنا وعقيدتنا وثقافتنا وهويتنا ومبادئنا ، دخولنا فيها لن يجر علينا الا الدمار والخراب ، دول الخليلج المهللة للحلف العسكري لم تحتمل ضربات الصواريخ اليمنية ذات القدرات التدميرية المتدنية ! فكيف لهم الصمود أمام الصواريخ الإيرانية ذات القدرات التدميرية العالية ! سينهارون من الضربة الاولى إن ما نشبت الحرب بين إيران وإسرائيل ، فلدى إيران بنك اهداف لنقاط ضعف الدول الخليجية “محطات المياه والكهرباء والطاقة”، وعليه ستكون المعركة الحقيقية على الأراضي الأردنية المتخمة بالوجود الأمريكي اللاشرعي وربما الإسرائيلي ” حيث لا سيادة لنا على القواعد الأمريكية” وداخل فلسطين المحتلة وايران، حلفاء ايران المحيطين بنا سيدخلون الحرب الى جانبها من اللحظة الاولى لاشتعالها ، كذلك كل القوى الوطنية الاردنية وشرفاء وأحرار الاردن لن يكونوا بأي شكل من الاشكال في الخندق الصهيوأمريكي ! إن ما نشبت الحرب فإن هناك دول عظمى حليفة لإيران لن تسمح بأي شكل من الاشكال أن تهزم حليفتهم، ستطول الحرب وحتماً سيكون هناك تواصل خفي بين دول الحرب الرئيسية وسيتوصلون في النهاية الى حلول ! عندما تنشب الحرب سيفر كل دعاتها بعديدهم وعيالهم الى هناك حيث أموالهم المسروقة المكنوزة في ملاذاتها وإلى قصورهم وفللهم وعقاراتهم ! لن يكترثوا لمصيرنا شعباً وأرضاً وسنُترك حفاة عراة في الصحراء بلا مجير !
علينا نحن #الشعب #الأردني أن لا نستسلم وأن نعمل بكل الوسائل على إخراج وإجلاء القواعد العسكرية الأجنبية من اراضينا ” وأن نعيد للأردن والأردنيين هيبتهم وكرامتهم وعزتهم ، علينا التصدي لسياسات حكوماتنا التبعية والإذلالية والتجويعية والارتزاقية ، علينا الضغط لارغامها على بناء علاقاتنا مع الدول الشقيقة والصديقة على اسس الاحترام والمنافع المتبادلة ، آن الأوان أن نصرخ بصوت عال .. كفى ذلاً وهواناً وتواطئاً