من يستبيحُ الوطن ؟
من حقي كمواطن أُردنيٍ أن اسأل..من هو/هم الذي أو الذين يقفون وراء استباحةِ بلدي وجعلهِ أو تحويلهِ الى دولةٍ هلامية لكل من هب ودب وملاذاً آمناً ومرتعاً للصوصِ والخونة والمهربين وتجار المخدرات ! من الذي أوصل بلادي إلى هذا التّردي وتدميرِ منظومتهِ الأخلاقية وقيّمهِ الإنسانية من الذي يعبث بمؤسساتهِ التّشريعية والإدارية والأمنية والقضائية، من أوصل تُجار الوطن لمناصبها العليا وصنع منهم نجوماً وطنية مزيفة يختبيء خلفهم وتحت مظلتهم وعبآتهم وحمايتهم كل من عبث ويعبث بأمن واقتصاد واستقرار الأردن، من هو ومن هم !!!
للأسف، فإنَّ الخونة ممن خانوا وطنهم وأبناء جلدتهم في الأمس وتجسسوا لصالحِ دويلة الكيان الصهيوني، قد هربوا للأُردن واستقروا فيها وتبوؤا أعلى المناصب العسكرية فيها ! من خانَ وطنه ولجأ للأردن تبوأ أهم المرافق المالية والاقتصادية وسطا عليها وفرَّ بغنيمتهِ وصرَّح لاحقاً بأنَّه على استعدادٍ لفضحِ المستور ! من قَدِمَ من غياهبِ المجهولِ فقيراً وتبوأ أعلى المناصب وباع كل الممتلكات العامة ولم يعرف أين ذهبت وأين أودعت عائداتها أصبح من أثرى الأثرياء ! من سطا واستحوذ على العقارات والأراضي الأميرية دون أن يرفد الخزينة بدولار واحد وباعها لجيبه وشركائه وأعوانه كمشاريعٍ استثمارية استراتيجية ! من كانَ يقف وراء البورصات الوهمية وأين هُربت الأموال ولصالح من؟ من يقف وراء أموال التهرب الضريبي لكبار الشخصيات وشركاتهم ! من المستفيد من صفقة الكازينو ! من المستفيد من وراء احتكار البترول وصفقات الغاز ! من يقف بوجه القضاء لمحاكمة الفساد والمفسدين وجلبهم ! من وقف ويقف خلف قوانين انتخابية تُفرز أشباه نوابٍ للأمة يلهثون وراء سمسرة هنا وعمولةٍ هناك ! من حطم أحلام ومستقبل الشباب الاردنيين وهجّرهم لبلاد الغربة وأباح الوطن ومؤسساته لأبناء اللصوص والمارقين والمهربين ! هناك ألف سؤال من… دون اجابات !!! لكن السؤال الذي يجول بخاطر كل أردني هو : كيف للأجهزةِ الأمنية أن تُلقي القبضَ على ساطٍ لبنكٍ أو صيدلية ولا تعرف عن نشاطِ مصنعٍ للتزويرِ وتهريبه لمنتوجاته وهروبه إلى الخارج ! ومن يقف وراءه ووراء تهريبه ! كيف للأجهزةِ الأمنية ومؤسساتها أن تتابع كل جملة وتصريحٍ إعلامي وصرخة ضيم يطلقها بوجه الفساد كل من قلبه معلق بحبِ الأردن وتزج به في السجون والفاسدون يصولون ويجولون بكلِ حرية، بل ويتم تهريبهم عبر الحدود الرسمية !!!
الفسادُ أصبح مسلسلاً نتابعه يومياً ! نُمسي على فضيحة ونصبح على طامة تعصفُ بالوطن وليس آخرها هروب مزور ومُهرب الدخان، ولعل الدخان واجهة لما هو أخطر وما يرافق هذه الفضيحة من بث ونشر لصور فرسان مجلسنا التشريعي يحفون به ! لكن الأخطر هو ما بثته المحطات الاخبارية عن قبول الأردن لدخولِ (800) إرهابي وعائلاتهم ممن يسمون بمنظمة الخوذ البيضاءِ بعد انتهاء دورهم التخريبي في سوريا، هذه المنظمة المدعومة من المخابرات البريطانية والأمريكية وبعض الدول الغربية، هؤلاء المجرمون شاركوا الارهابيين من جبهة النصرة وداعش وإخواتها جرائمها الوحشية في سوريا وفبركوا وزيفوا مئآت الجرائم لإلصاق التهمة بالحكومة السورية، الخبرُ يقول بأنَّ إسرائيل قامت بتهريبهم عبر عملية سريةٍ إلى الأردن وأنَّ مدة اقامتهم ستكون لمدةِ ثلاثة شهور بضماناتٍ دولية “امريكية وكندية وبريطانية وألمانية” ، لكن لماذا لم ترسل هذه الدول الضامنة طائرتين لنقلهم مباشرة إليها؟ كان على الحكومة الاردنية أن ترفض دخولهم ما دام أنَّ دولاً كبرى وإسرائيل تقفُ خلفهم، فإسرائيل أولى باحتضانِ عملائها وترحيلهم من مطار بن غوريون وموانيء فلسطين المحتلة إلى تلك الدول التي فرضت على الأردن قبولهم، لكن ما سيحدث مستقبلاً هو أنَّ ثلةٌ من سماسرة الفساد سينبرونَ لرعاية هؤلاء المجرمين، ذلك أنَّهم قد يعملونَ على تسكينهم وتوطينهم مقابل عمولات مالية… وإلى فضيحةٍ وطامةٍ كبرى غداً
aboznemah@yahoo.com