من يتحمل المسؤولية..؟

من يتحمل المسؤولية..؟
باجس القبيلات

يروعني المصير القاسي الذي حل بالوطن.. لولا الإرادة الصلبة ورباطة الجأش التي ظهرت عليها الأغلبية الساحقة من الناس الذين جردهم العوز والحاجة.. ولا يجدون ما يقيمون به أودهم.. ومع ذلك برزوا وهم يسطرون أروع مشاهد التكافل الاجتماعي.. وأجمل صور الثبات والالتزام بمعايير السلامة والنجاة.. من حيث حسن التصرف والسداد.. وأخذ الحيطة والحذر .. واحترام القوانين والأنظمة.. وإن كان هناك عصبة كبيرة تملكها الجهل وحب المال.. ففكروا بأن الأمر لا يعنيهم في شيء.. وأخذوا يجوبون الشوارع والأحياء ويشرعون أبواب المحال التجارية بالخفاء.. ولكن العقوبات الرادعة حدت من هذه الظاهرة المقيتة التي نشأت بفعل الأنظمة الطارئة والمفاجئة التي اقتضتها السلطة في البلاد.
ومهما بدر من أفراد الشعب الأردني من حماقات بغيضة أثناء الحظر يفترض أن لا نلقي اللوم عليه.. بل على أرباب الشأن.. أولئك الذين أدركوا مسبقا بأن الوباء أهلك وفتك في “الصين” ولم يتفادوه قبل أن يلج البلاد ويتغلغل بين عامة الناس.. ولكن للأسف الشديد الجائحة دخلت إلى الأردن.. دون حسيب أو رقيب في المطارات وعلى المعابر الحدودية من قبل كوادر وزارة الصحة.
على وجه العموم سارت الأسابيع الماضية بشكل طبيعي والأمل والتفاؤل يكتنف الأردنيين.. إلى أن أصدرت الحكومة مجموعة من القرارات المجحفة بحق المواطنين.. وتمثلت في إيقاف التعيينات والزيادات والعلاوات والمكافآت إلى نهاية السنة.. وهذا يعني مقابل عدة أسابيع من عمر الجائحة.. ندفع الثمن أشهرا عديدة من الشقاء والعناء.. علما أن تلك المستحقات المالية المقتطعة ذهبت أقساط وجمعيات وكمبيالات والتزامات أخرى بالتأكيد مهمة جدا وضرورية.
يدرك الأردنيون أن هناك الآلاف ممن يعانون الفقر والحرمان.. ولا يجدون ما يسد رمق قوتهم اليومي على أثر أزمة “كورونا”.. ويفترض تخصيص جزء ولو ضئيل من هذه التبرعات الطائلة لهؤلاء الناس.. ولكن الغضب العارم الذي داهمهم وأثار حفيضتهم والفكرة السلبية التي تضخمت في تفكيرهم بالنسبة للاقتطاعات المالية حول طول الفترة الزمنية التي تمتد إلى نهاية العام الحالي.
تناست الحكومة الموقرة أن الشعب الأردني الكادح سوف يكون كالمستجير من الرمضاء بالنار وأن هذه الجائحة مصيرها إل زوال وقريبا إن شاء الله..!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى