مارد الإطار!

سواليف – هو العيد إذن..

والأطفال، يستعدون ببهجة الألعاب المتاحة لهم.. ها ملامحهم تدل على فرحهم، ونقائهم.. وابتساماتهم تشير الى شغفهم بالحياة، وتوقهم للعبور نحو مساحات القناعة، والصفاء، والرضا.. الأطفال شوقهم وانطلاقهم يقودهم للهو حتى بسواد العجلات، لتكون الدنيا بين أيديهم، دولاباً يريدون أن يمسحوا عنه غبار البؤس، والحاجة، والفقر..

الأطفال.. ما إن يمسحون بأيديهم، الغبار عن العجلات، حتى يخرج مارد الإطار من أتلام «الكاوتشوك»، يصحو من غفوته داخل الإطار سنوات طوال، ينظر للطفولة تضحك حوله، فيكاد أن يبكي، ويداري ضعف قلبه، وهو ينصت للأمنيات البريئة، فيجلس تارة على الجدار البعيد، وتارة على «البرميل» الأزرق، أو خلاطة الاسمنت المحتجبة.. تدهشه ضحكاتهم، وابتساماتهم، وشغفهم رغم فقر الحال بصنع الفرح، ولو من أبسط الأشياء.. ها هم يرتبون عجلاتهم، يبثون فيها البهجة، يَصْطَفّون لبدء سباق العيد.. ها هو الجمهور يشجعهم، وهو من طينة نقائهم.. أطفال بعمر الورد.. يحتفلون بالعيد على هواهم، ويفرحون.. يفرحون، نكاية بالفقر والبؤس وضيق ذات اليد.. يبتهجون، بينما مارد الإطار حائر، يتمنى لو يحققون له الأمنية الأخيرة، بأن يلعب ولو مرة واحدة معهم، وينتشي بابتسامة صافية، تتحدى كل زيف الحياة.. وتعلن مع فرحهم أن: تحيا الحياة.. تحيا الحياة!!

الرأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى