لكل طرف من أطراف القتال الدائر في #السودان #حلفاء #سياسيون و #اقتصاديون، ولا ينحصر القتال بين #الجيش بقيادة عبد الفتاح #البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو ” #حميدتي “.
وبحسب “فرانس 24″، لطالما اجتذب موقع السودان الاستراتيجي المطلّ على البحر الأحمر وثراء موارده الطبيعية الساعين إلى كسب وتقوية مصالح أو نفوذ في المنطقة، ويعتبر السودان ثالث منتج للذهب في أفريقيا.
وتأتي الاستثمارات الروسية والإماراتية من بين الأمثلة على ذلك، إذ يستثمر البلدان في قطاع الموانئ، وفي التعدين والذهب، الذي تسيطر عليه بشكل كبير قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
وفي عام 2021، نفذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع معا انقلابا أطاح بالمدنيين من السلطة الانتقالية، التي بدأت بين العسكر وقادة الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس السابق عمر البشير بعد سقوطه عام 2019. لكن لكل منهما شبكة من العلاقات والحلفاء، كوّناها منذ سنوات خلال توليهما مسؤوليات مختلفة حتى في عهد البشير، ولكل منهما موارده المالية الخاصة.
وتحدث الجيش السوداني عن رصد دعم من دول جوار لقوات الدعم السريع، لكنه لم يذكر هذه الدول صراحة.
“فاغنر” والذهب
ويملك دقلو ورقة اقتصادية قوية، إذ تدير قواته، وفق مركز أبحاث المجلس الأوروبي حول العلاقات الخارجية، العديد من مناجم الذهب في البلاد.
وتؤكد الولايات المتحدة أن قوات “فاغنر” الروسية، التي تعمل في دول أفريقية عديدة، موجودة في السودان منذ 2017 مع قوات الدعم السريع في تلك المناجم للاستحواذ على مواردها.
وبحسب المؤرخ الفرنسي والباحث في معهد العلوم السياسية بباريس رولان مارشال، “كانت قوات فاغنر تعمل في السودان بعيدا عن الأضواء، لأن حاجة البلاد إلى مساعدة أمنية كانت أقل مما هي عليه في مالي أو جمهورية أفريقيا الوسطى”.
براغماتية خليجية بانتظار المنتصر
في السياق ذاته، تعد الإمارات أكبر مشتر للذهب المنتج بشكل رسمي في السودان.
ويقول خبير في الشأن الخليجي فضل التحفظ على هويته، إن أفضل وصف لموقف أبو ظبي في النزاع هو “البراغماتية التي تصل إلى مستوى اللامبالاة”.
ويضيف الخبير لوكالة الأنباء الفرنسية: “إذا استمرت الحرب، فهذا ليس بالضرورة أمرا سيئا من وجهة نظر روسية أو إماراتية”.
وِيشير إلى أن الوضع الحالي “يتيح لدولة الإمارات الاحتفاظ بنفوذها، وهو ما قد لا يكون متاحا في ظل وجود سلطة ذات هيكلية واضحة وجيش لا منازع له”.
ويقول الباحث بمعهد “ريفت فالي”، إريك ريفز، لوكالة الأنباء الفرنسية: “البرهان وحميدتي حاربا الحوثيين (..) دول الخليج من جهتها ستختار المنتصر، وسوف تنتظر ذلك حتى تتضح الصورة تماما”.
التطبيع والهجرة
ووجه حميدتي الشكر لإيطاليا خلال مقابلة تلفزيونية بعد نحو عام من انقلاب 2021، باعتبارها الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي تعاونت مع قواته لمدة عامين في “التدريب من الناحية الفنية”.
وقد يكون اهتمام إيطاليا هذا متصلا بنشأة حميدتي في إقليم دارفور في غرب البلاد المتاخم لدولتي ليبيا وتشاد، وهو يملك نفوذا واسعا في المنطقة، ما يتيح إمكانية التعاون معه في محاولة الحد من الهجرة غير القانونية عبر البحر المتوسط نحو إيطاليا ودول أوروبية أخرى.
ويرى ريفز أن حميدتي قد يحاول “استغلال علاقته بتشاد وسلطته في دارفور لتأمين خط إمداد” لقواته في النزاع الحالي.
في المقابل، قد يعول البرهان على دعم دولي منبثق من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، على ما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية.
وعقب انضمامه إلى “اتفاقات أبراهام”، حصل السودان على مساعدات مالية أمريكية تلت سنوات طويلة ظل فيها على لائحة الولايات المتحدة للدول الراعية للإرهاب ومعزولا من جانب المجتمع الدولي.
احتجاز الجنود المصريين
وقد تكون هناك ورقة أخرى مصرية في يد البرهان الذي تخرج من الكلية الحربية المصرية، ويمكن أن يسعى للحصول على دعم القاهرة، الجار الكبير المؤثر.
وفور اندلاع الصراع، أسرت قوات الدعم السريع عددا من الجنود المصريين كانوا في تدريب مشترك مع القوات السودانية في قاعدة مروي في شمال البلاد.
وأعلن لاحقا الجيش السوداني الخميس أنه تم إجلاء 177 عسكريا مصريا على متن أربع طائرات، في حين أكدت قوات الدعم السريع من جهتها أنها سلمت 27 آخرين إلى الصليب الأحمر الدولي.
بالنسبة للباحث المتخصص في شؤون السودان بجامعة السوربون كليمان دييه، “يبدو أن وجود الجنود المصريين في مروي كان القشة التي قصمت ظهر البعير”.
ويوضح لوكالة الأنباء الفرنسية أن “حميدتي شعر بالتهديد من مصر”، لا سيما بعد أن استضافت القاهرة قبل أسابيع حوارا بين سياسيين مؤيدين للجيش.
ويتهم الباحث مصر بأنها حاولت “إفشال التحول الديمقراطي” في السودان، بينما كانت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ودول غربية وخليجية تدفع في اتجاه التوقيع على اتفاق لإعادة المدنيين إلى السلطة.
سد النهضة
وتبقى إثيوبيا التي تبني سد النهضة على نهر النيل، من الدول التي يمكن أن يكون لها تأثير في النزاع، إذ ترتبط إثيوبيا بعلاقات جيدة مع الجار السوداني وطرفيه المتنازعين.
ويقول ريفز: “آخر شيء يريده الإثيوبيون هو تنفير الجنرالات الذين سيشاركون في المفاوضات النهائية حول السد”.
حفتر ينفي دعم حميدتي
وفي ليبيا المتاخمة لإقليم دارفور، نفت قوات شرق ليبيا، التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تقديم الدعم لطرف ضد الآخر من طرفي النزاع الدائر في السودان، بعد أنباء عن إرسال حفتر إمدادات عسكرية لحميدتي.
وقال أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي في بيان: “تنفي القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية نفيا قاطعا… تقديم الدعم لطرف ضد الطرف الآخر في السودان”.
وأضاف أن القوات المسلحة الليبية “تقوم حاليا بإجراء الاتصالات العاجلة مع الأطراف المعنية”.
مساء السبت، اتهم الجيش السوداني، قوات الدعم السريع بمواصلة “انتهاكات الهدنة” بقصف عشوائي بالمدافع، وسقوط مقذوفات على مناطق سكنية.
وقال في بيان: “تواصلت خلال اليوم (السبت) انتهاكات المتمردين للهدنة المعلنة، وتتمثل باستمرار أعمال القناصة من على البنايات المطلة على محيط القيادة العامة ومناطق متفرقة بجنوب الخرطوم والخرطوم بحري”.
وأضاف أن الانتهاكات تمثلت أيضا بـ”القصف العشوائي بالهاون وسقوط المقذوفات على مناطق سكنية مجاورة، ما أحدث إصابات بين بعض المواطنين”.
وتابع بأن قوات الدعم السريع شنت هجوما على مدينة جياد الصناعية بولاية الجزيرة، وتصدت لها قوات الجيش وطردت المتمردين.
وأشار إلى “قيام الدعم السريع بالقصف المدفعي على مواقع بمحيط القيادة العامة للجيش بالعاصمة الخرطوم”.
كما استمرت “الدعم السريع”، بحسب البيان، في “احتلال بعض مراكز الشرطة، ومنعها من القيام بواجباتها اليومية في حفظ الأمن، وحماية المرافق والمنشآت، وتأمين السلامة والطمأنينة العامة للمواطنين في جميع أنحاء البلاد”.
وأكد الجيش أن قواته “ستستمر في التصدي لهذه الانتهاكات، والتعامل معها بالأسلوب المناسب حسب الموقف”.