مقال الثلاثاء 22 – 2 – 2022
الضحك ع اللحى..ليس شيئاً جديداً علينا، إنما هو عرف وتقليد ملتصق بقفا جيناتنا العربية منذ النشوء.. عندما نطالب الأهل بمطالب بسيطة يلتفّون على مطالبنا و يضحكون علينا، عندما نطالب المدرسة بمطالب بسيطة يلتفّون على مطالبنا و يضحكون علينا ، وعندما نطالب أصحاب العمل بزيادة سنوية يلتفون على مطالبنا ويضحكون علينا، وعندما نطالب الجماعة بحكومة منتخبة وأن يكون #الشعب_مصدر_السلطات هم أيضاَ يلتفون على مطالبنا ويضحكون علينا..
المشهد السياسي الحالي ، يذكرني بزمن الطفولة الغابر..عندما كنّا نشتهي ” #الفطبول_المطاطي” أبو النص ليرة..هو ليس كرة مثالية ،ولا طبية، وغير معترف فيه بمعايير الفيفا ، انما مجرّد “كرة قدم” للعب وتفريغ الطاقات..كنا نزن ونبكي و”نطرن” على شراء كرة القدم ، وكان الأهل يرفضون ذلك بإصرار شديد لا أعرف مصدر الرفض ولا أظن العوز هو السبب الوحيد ، نقف على درجة البيت والدموع على عرضها “بدي فطبوووول”.. ثم “نتمغمل على التراب” كوسيلة ضغط سياسي للحصول على فطبول ، والجماعة ولا كأنه في حدا هون.. وعندما يستمرّ البكاء والصياح “ورقع الباب” لمدّة أطول من المتوقّع كانت ترضخ الحجة رحمها الله لهذا المطالب…فتأخذ من ثوبها البالي قطعة قماش وتكوّرها مع بعض الجوارب المهترئة وتضعها في جورب أوسع قليلاً فتصبح “كرة شرايط”..لكنها في الواقع ليست شيئاً جديداً “انها من نفس الثوب”..نرميها نركلها فلا تتدحرج فنعود للحجة “يُمّه هاي بتنطش”..تقول” بيكفي انتو بتنطوا”..
وواقع الحال لا يختلف كثيراً ، 70 حزباً منهم المهترىء والمثقوب والبالي ومعظمهم من “نفس ثوب السلطة”..سيجبرونهم الجماعة على التكوّر و التوحد ليشكلوا حزباً واحداً يخوض انتخابات ويفوز ويشكل حكومة برلمانية منزوعة الصلاحيات..يعني الجماعة عملوا فطبول ديمقراطي من نفس “ثوبهم” وجواربهم المهترئة ليُلهوا به اللاعبين..
ومش شرط الديمقراطية “تنط”..بيكفي اللي بيلعبوا “بينطّوا”..
#احمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com