” من نحن في عيونهم 2 ” / د. محمد شواقفة

” من نحن في عيونهم 2 ”

كان هناك تجمعا ثقافيا في بلدة قريبة اسمها ويست برانش ” west branch ” و هذه البلدة مشهورة بكونها مسقط رأس الرئيس الوحيد الذي ينحدر من ولاية ايوا …و إسمه هيربرت هوفر … و هو بكل أسف …كان رئيسا لم يحظ بشعبية أبدا و خصوصا ان نهاية ولايته الجمهورية كانت بما يعرف بال ” Great depression ” و الذي أدى لانهيار الاقتصاد بشكل غير مسبوق و تبعه عواقب وخيمة خسر بعدها الجمهوريون الانتخابات مرات عديدة….
كانت المحاضرة عن ما يجمعنا و يفرقنا من ثقافات مختلفة …. و قد احتضنت اللقاء أحد الكنائس في المدينة … و قد كان الحضور في غالبيته من كبار السن و المتقاعدين و لم أر سوى عدد قليل جدا من الشباب كانوا في غالبهم يقومرن بالتنظيم و ترتيب صالة الطعام و الامور الفنية.
كان في الجمع مشاركين عدة من دول مختلفة شملت عددا كبيرا من الثقافات …. و في غالبيتهم يتحدثون عن الاختلاف في العادات و التقاليد … اللباس … الأكل … الموسيقى … اللغة … و لم يتطرق أي أحد نهائيا للديانات …. حتى ان الذين شاركوا قبلي كانوا من ايران و من باكستان حسبما اتذكر ….
عند دوري … وضعت خريطة تشبه التي استخدمتها مع طلاب الصف الثامن فيما قبل و سألتهم أن يتوقعوا أين تقع الاردن … و قد كنت محظوظا هذه المرة بأن هناك من عرف الاردن … و لكنهم ليسوا كثيرا … و كنت سأواصل محاضرتي بالحديث عن الملابس و عادات الزواج و الاكل و الحلويات …. لكن تحول الكلام بمطلقه عن الدين و الاسلام …. و قد استغربت ان ذلك لم يحدث مع زملائي المتحدثين من الهند و الصين و اليابان و كوريا و بعض الدول الافريقية – توغو – على ما أظن …. و لم يحدث مع المتحدث الايراني او الباكستاني ….
و كعادتي المشاكسة … سألتهم … هل تعرفون أن الدول الاسلامية ليست كلها عربية … و ليس كل العرب مسلمين … و كانت ايضا مفاجئة ان العديد منهم يعتقد ان تركيا و العراق و ايران و افغانستان و باكستان جميعها دول عربية…. و استغربوا اكثر عندما علموا ان رئيس جمهورية لبنان دستوريا يجب ان يكون مسيحيا مارونيا … و قد تورطت عندما سألني أحدهم عن طبيعة هذه الطائفة ….ولكن احد رجال الدين المسيحيين انقذني باجابة مقتضبة و لكنها اوفت بالغرض. و لم يعلموا ان العرب المسيحيين موجودين في غالبية الدول العربية ….
و رغم محاولتي للهروب من هذا الحوار الذي لم يك مطروحا …. اجبرني أحدهم على الحديث عن موقفي – مضحك جدا – من الارهاب …. لم يكن مهما جدا ما أجبته حينها …لكنني سألته هل تعرف عن تاريخنا …من نحن و من نكون ؟! …. و قد أجابني بنبرة المتحدي …فألقيت إليه بسؤالي التالي: هل تستطيع أن تذكر لي أي شخصية إسلامية و تذكر لي اذا ما تركت عندك أثرا …سلبا أم ايجابا ؟! …. فاجأني بإجابته: عندما قال ” جحا “…
صدقا أصابتني حيرة شديدة و لم أعرف كيف أرد ….و انتهيت بالشرح لهم كيف اننا الوحيدون في العالم الذين يطبخون اللحم باللبن …. و لم اجد اي فائدة من النقاش.
يتبع
” دبوس على الرجل الابيض ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى