من كل بستان زهرة -83-

من كل بستان زهرة -83-

#ماجد_دودين

قال صلى الله عليه وسلّم: “ما من ذنبٍ أجدرُ أن يعجِّل اللهُ تعالى لصاحبه العقوبةَ في الدنيا، مع ما يدِّخر له في الآخرةِ مثل البغيِ وقطيعةِ الرحمِ”. الراوي: أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 4902 | خلاصة حكم المحدث: صحيح.

حَذَّرَ اللهُ سُبحانه وتَعالى منَ الظُّلمِ في كتابِه العزيزِ في أكْثَرَ من موْضِعٍ، وأكَّد النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على هذا التَّحذيرِ في أحاديثَ كثيرةٍ، وكذلك حَذَّرَ من قَطيعَةِ الرَّحِمِ وأمَرَ بالعدْلِ والقِسْطِ والصِّلَةِ. وفي هذا الحَديثِ النبوي الشريف يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: “ما مِن ذَنبٍ أجْدَرُ أن يُعجِّلَ اللهُ تعالى لصاحبِه العُقوبةَ في الدُّنيا”، أي: ليس هناك منَ الذُّنوبِ ذنبًا أوْلى بتَعجيلِ العُقوبةِ لصاحِبِ الذَّنبِ في الدُّنيا “مع ما يُدَّخَرُ له في الآخِرَةِ”، أي: مع ما يكونُ له مِن عُقوبةٍ في الآخِرَةِ على هذا الذَّنبِ، والمرادُ: أنَّ عُقوبةَ الدُّنيا لا تَرْفَعُ عنه عُقوبةَ الآخِرَةِ، بل هي مِن بابِ مَزيدِ العذابِ والوعيدِ لصاحبِه، “مِثلُ البَغْيِ”، أي: مِثلُ ذَنبِ البَغي وهو الظُّلمُ والجَوْرُ، “وقَطيعَةِ الرَّحِمِ”، أي: وكذلك ذنْبُ قَطيعةِ الرَّحِم، والرَّحِمُ هي الصِّلةُ التي تكونُ بين الشَّخْصِ وغيرِه، والمرادُ بها هنا: الأَقارِبُ، ويُطلَق عليهم: أُولُو الأرحامِ. وفي الحَديثِ: التَّحْذيرُ منَ الظُّلْمِ وقطْعِ الرَّحِمِ. وفيه: الحَثُّ على العَدْلِ وصِلَةِ الرَّحِمِ.

مقالات ذات صلة

*******************

قال صلى الله عليه وسلّم: “عليكم بالصِّدْقِ؛ فإنَّهُ مع البِرِّ، وهُما في الجنةِ، وإيَّاكمْ والكذِبَ، فإنَّهُ مع الفُجورِ، وهُما في النارِ، وسَلُوا اللهَ اليقينَ والمُعافاةَ؛ فإنَّهُ لمْ يُؤْتَ أحدٌ بعدَ اليقينِ خيْرًا من المُعافاةِ، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَباغَضُوا، ولا تَقاطَعُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا، كَمَا أمرَكُمُ اللهُ”. الراوي: أبو بكر الصديق | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع.

*******************

قال الله تعالى:(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[الزخرف: 67]، يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية: “خليلان مؤمنان وخليلان كافران، مات أحد المؤمنين، فقال: يا رب إن فلانًا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم، ويأمرني بالخير وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، يا رب: فلا تضلّه بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني، فإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما فيقول ليُثن كلّ منكما على صاحبه فيقول نعم الأخ ونعم الخليل ونعم الصاحب…”(تفسير الخازن). 

*******************

فارغب بنفسك أن تصادق أحمقًا *** إن الصديق على الصديق مصدق

ولأن يعادي عــاقلًا خـيرًا له *** مـن أن يـكـون لـه صـــديـق أحـمـق

*******************

فَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ وَإياكَ وَاِيّاهُ

فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى حَليماً حينَ آخاهُ

يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ إِذا ما هُوَ ما شاهُ

كَحَذو النَعلِ بِالنَعلِ إِذا ما النَعلُ حاذاهُ

وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ دَليلٌ حينَ يَلقاهُ

وَلِلشَيءِ مِن الشَيءِ مَقاييسٌ وَأَشباهُ

وَفي العَينِ غِنىً لِلعَينِ إِن تَنطِق وَأَفواهُ

*****************

الغِنى في النُفوسِ وَالفَقرُ فيها اِن تَجَزَّت فَقَلَّ ما يُجزيها

عَلِّلِ النَفسَ بِالقَنوعِ وَاِلّا طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها

لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم يَأتِ مِن لِذَةٍ لُمستَحلّيها

إِنَّما أَنتَ ظلّ عُمركَ ما عَم مَرتَ بِالساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها

*****************

المسلم الحقيقي؛ لا يداهن ولا يجامل على حساب الحق أبدًا، فغايته هي الحق، ومبدؤه هو الحق، وسعيه في سبيل الحق، وموته -يوم يموت- على الحق… وإنك لتجد القرآن الكريم في غير ما موضع يأمر المؤمنين بذلك، ويحذرهم أن يحيدوا عنه قيد أنملة، فيقول في سورة النساء: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)[النساء: 135]، “والمعنى: قولوا الحق ولو على أنفسكم أو على الوالدين أو الأقارب، فأقيموا الشهادة عليهم لله -تعالى-، ولا تحابوا غنيًا لغناه، ولا ترحموا فقيرًا لفقره”.

********************

يعيش المسلمون ازدواجية لا يقبلها الإسلام، فهم مسلمون في العبادات، لكنهم في المعاملات -إلا من رحم الله- بعيدون عما نصَّ عليه القرآن الكريم، والأحاديث الصحيحة للمبعوث رحمة للعالمين، مع أن المفروض والمطلوب أن ينطلق المسلمُ من محراب العبادة والطاعة والمناجاة والذكر لله تعالى، إلى محراب الحياة وميدانها ليتعامل مع الخَلق بحسن الخُلُق، ويتبادل معهم المصالح والمنافع بدافع الرغبة في الأفضل.

********************

ما هي صفات التاجر المسلم الذي تُدخله تجارته الجنة، والذي يكون مع النبيين والصديقين والشهداء؟ ونجيب: هو التاجر الذي يخشى الله -تعالى-، وفيما يلي بعض مظاهر خشيته من الله:

المظهر الأولى: لا تلهيه تجارته عن عبادته: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور: 37]، مستجيب للتحذير القرآني: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون: 9]، فهو على صلاته محافظًا، وبحدود دينه متقيدًا.

الثاني: أمين لا يغش ولا يخون: يبتغي البركة من ربه بأمانته في تجارته، فعن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “البيعان بالخيار ما لم يتفرقا، فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كذبا وكتما محقت بركة بيعهما”(متفق عليه).

الثالث: صدوق لا يكذب: فهو يعلم علم اليقين أن “اليمين الكاذبة منفقة للسلعة، ممحقةٌ للكسب”(اللفظ لابن حبان، والحديث متفق عليه).

الرابع: متصدق يخرج حقوق ماله: ويبتغي بماله ما عند ربه، فتراه خائفًا وجلًا كلما كثر المال عنده، نصب عينيه دومًا قول الله -عز وجل-: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 10-11].

التاجر المسلم تاجر قد انتفع بنصيحة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي حكاها قيس بن أبي غرزة -رضي الله عنه- فقال: كنا في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نسمى “السماسرة” فمر بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسمانا باسم هو أحسن منه، فقال: “يا معشر التجار، إن البيع يحضره اللغو والحلف، فشوبوه بالصدقة”(رواه أبو داود، وصححه الألباني).

الخامس: يبكِّر إلى تجارته: لتصيبه دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التي نقلها إلينا صخر الغامدي -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “اللهم بارك لأمتي في بكورها”، وكان إذا بعث سرية أو جيشًا بعثهم من أول النهار، “وكان صخر رجلًا تاجرًا، وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله”(رواه أبو داود، وصححه الألباني).

********************

كلام الناس كثير، ونفعه قليل.. ولا شيء في جسد الإنسان ينافس القلب في دوام حركته ونشاطه كاللسان؛ فإن الناس لا ينفكون يتكلمون ويتحاورون ويتناقشون ويتجادلون.. يقصُّون القصص ويرون الأخبار ويسردون الحكايات ويستنتجون النتائج والأسباب والغايات… كلام في كلام بعد كلام إثر كلام، نفع قليل وضرر كبير، فكلما أقللت الكلام وأرحت اللسان وأغلقت الفم كان ذلك خيرًا لك، فدائمًا أبدًا صمتك خير من كلامك، لذلك يقول وهب بن منبه: “”أجمعت الحكماء على أن رأس الحكمة الصمت”، وقال الفضيل: “لا حج ولا رباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان””(فيض القدير، للمناوي).

اللهمّ إلا نوعًا واحدًا من الكلام، فذاك الذي يفضل الصمت ويبزه، وذاك الذي قوله خير من عدمه؛ إنه الذي ذكره القرآن الكريم فقال: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33]؛ فما على الأرض قول أحسن من قول الداعي إلى الله ولا أشرف منه، وما هناك من كلام هو أفضل من كلامه، ولا محاورة هي خير من محاورته.

********************

ماذا يصنع المسلم إذا ما اجتمعت عليه الهموم، وأحاطت به من كل صوب الغموم، وتكالبت عليه الخطوب، وضاقت في وجهه الدروب، وانسدت في عينه السبل، فأسره الحزن رغم أنفه، وحل عليه الهم مجبرًا غير مختار؟ … وما هو دواء الهموم والغموم والأحزان؟

نجيب: أولًا: الوقاية خير من العلاج: والوقاية هنا تكون بالاستعاذة، تمامًا كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان دائمًا وأبدًا يستعيذ بالله من الهم والحرن، فعن أنس بن مالك، يقول: …كنت أخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: “اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال”(متفق عليه)، وفي لفظ للنسائي يقول أنس: ” كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعوات لا يدعهن كان يقول” ثم ذكره.

وثانيًا: الدعاء: فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما قال عبد قط، إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحًا”، قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال: “أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن”(رواه ابن حبان، وصححه الألباني).

وثالثًا: قراءة القرآن: ألم يقل الله -عز وجل-: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الإسراء: 82]، وقال -تعالى- عن القرآن أيضًا: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت: 44]، وقال -عز من قائل-: (يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) [يونس: 57].

ورابعًا: فعل الطاعات واجتناب المعاصي: فليست مصائب الدنيا وحدها هي سبب الهموم والأحزان، وإنما قد يكون الهم والحزن عقوبة على الذنب، ودواء الذنوب التوبة، ولقد قال الحسن البصري -رحمه الله-: “إن الرجل ليعمل الحسنة فتكون نورًا في قلبه وقوة في بدنه، وإن الرجل ليعمل السيئة فتكون ظلمة في قلبه ووهنًا في بدنه”(أورده ابن أبي شيبة في مصنفه).

وخامسًا: اليقين أن الهم والغم من مكفرات السيئات، فعن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما يصيب المسلم، من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه”(متفق عليه)، فمن علم ذلك حمد الله -تعالى- وشكره على كل غم وهَمٍّ يصيبه.

*******************

هو من النفس أغلى، ومن الروح أثمن، ومن الوالدين أولى، ومن الزوجة أعز، ومن المال أبقى… إنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيد الأولين والآخرين وخاتم المرسلين: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)[الأحزاب: 40]، وهو بنا رءوف رحيم: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة: 128]، فهو أولى بنا من أنفسنا بأنفسنا: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)[الأحزاب: 6].

هو -صلى الله عليه وسلم- سيد البشرية جمعاء وأوَّلها في كل فضيلة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع”(متفق عليه). وهو -صلى الله عليه وسلم- حامل اللواء الذي تنضوي تحته جميع الأنبياء، فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “…وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ؛ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي”(رواه الترمذي). وقد خصه الله -عز وجل- بما لم يعطه أحدًا سواه، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة”(متفق عليه). وهو -صلى الله عليه وسلم- صاحب الشفاعة العظمى والمقام المحمود، حيث يقول كل نبي: “نفسي نفسي”، ويقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: “أنا لها”، فعن ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: “إن الناس يصيرون يوم القيامة جثًا، كل أمة تتبع نبيها يقولون: يا فلان اشفع، يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود”(رواه البخاري).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى