#ماجد_دودين
الحمدُ للهِ الَّذي أكملَ لنا الدِّين، وأتمَّ علينا النِّعمةَ، وجعل أُمَّتنا – ولله الحمد – خيرَ أمَّة، وبعث فينا رسولاً منَّا يتلو علينا آياتِه، ويزكِّينا ويعلِّمنا الكتابَ والحكمة.
أحمَدُه على نِعَمِهِ الجمَّة، وأشهدُ أنْ لا إله إلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له، شهادةً تكونُ لمنِ اعتصمَ بها خيرَ عِصْمَة، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُهُ، أرسله للعالمين رحمة، وفوّض إليه بيانَ ما أُنزِلَ إلينا، فأوضحَ لنا كلَّ الأمورِ المهمَّة، وخصَّه بجوامعِ الكلِمِ، فربَّما جمعَ أشتاتَ الحِكَمِ والعُلومِ في كلمةٍ، أوْ في شطرِ كلمة، صلَّى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه صلاةً تكونُ لنا نوراً مِنْ كلِّ ظُلْمةٍ، وسلَّم تَسليماً كثيراً.
يا فتاح.. افتح لعبادك مغاليق الأسباب والأبواب واكشف كروبهم ونوّر دروبهم، واغفر ذنوبهم وافتح لهم أبواب فضلك ورحمتك وعطائك، وأنت خير الفاتحين.
اللهم بارك لنا في ذكرك ولا تشغلنا بغيرك ووفقنا لحمدك وشكرك وأدم علينا عفوك وسترك..
صباح ومساء الوجوه المشرقة بالإيمان …القلوب المطمئنة بالذكر …النفوس الزكية بالتقوى…
الأيادي البيضاء بالإحسان والأمل بالله والثقة بما عنده.
***********************
أسوأ من الفراق أن تبقى قريباً ولكنّك غريب.
***********************
خطأ الطبيب يُدفن تحت الأرض، وخطأ المهندس يقع على الأرض، وخطأ المعلم يسير على الأرض،
***********************
قال لصاحبه: ما سر هدوء قلبك؟ قال: منذ عرفت الله ما أتاني خير إلاّ توضأت وصليت شكراً، وما أصابني ضر إلاّ توضأت وطلبت صبراً، وما احترت في أمر إلاّ وتوضأت واستخرت خيراً، وهكذا تتقلب حياتي بين شكر وصبر ودعاء. كن حكيماً في حزنك …حامداً في دمعتك أنيقاً في ألمك، فالحزن كالفرح هدية من رب العباد سيمكث قليلاً ويعود إلى ربه حاملاً معه تفاصيل صبرك.
***********************
ليس کل صامت غير قادر على الرد. هناك من يصمت حتى لا يجرح غيره. وهناك من يصمت لأنه يتألم وکلامه سيزيده ألما!
***********************
كيف تكون سعيداً؟؟ يغنيك عن الدنيا مصحف شريف، وبيت لطيف، ومتاع خفيف، وكوب ماء ورغيف، وثوب نظيف، العزلة مملكة الأفكار، والدواء في صيدلية الأذكار، وإذا أصبحت طائعاً لربك، وغناك في قلبك، وأنت آمن في سربك، راضٍ بكسبك، فقد حصلت على السعادة، ونلت الزيادة، وبلغت السيادة واعلم أن الدنيا خداعة، لا تساوي هم ساعة، فاجعلها لربك سعياً وطاعة. أتحزن لأجل دنيا فانية؟! أنسيت الجنان ذات القطوف الدانية؟! أتضيق والله ربك! أتبكي والله حسبك! الحزن يرحل بسجدة.. والبهجة تأتي بدعوة …العافية إذا دامت جُهلت، وإذا فُقدت عُرفت، فاشكروا الله دائماً فالجلوس بعد السلام من الصلاة المكتوبة من أعظم الأوقات التي تنزل فيها رحمة الله عز وجل فلا تستعجل بالقيام. استغفر، وسبح واقرأ آية الكرسي لا تنس بأنكَ في ضيافة الرحمن عزّ وجّل. ((فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ))
***********************
أعلى الدَّرجات أنْ تنقطعَ إلى ربِّك، وتستأنِسَ إليه بقلبِك، وعقلك، وجميع جوارحك حتى لا ترجُو إلاَّ ربَّك، ولا تخاف إلاَّ ذنبكَ، وترسخ محبته في قلبك حتى لا تُؤْثِرَ عليها شيئاً، فإذا كنت كذلك لم تُبالِ في بَرٍّ كنت، أو في بحرٍ، أو في سَهْلٍ، أو في جبلٍ، وكان شوقُك إلى لقاء الحبيب شوقَ الظمآن إلى الماء البارد، وشوقَ الجائعِ إلى الطَّعام الطيب، ويكونُ ذكر الله عندكَ أحلى مِنَ العسل، وأحلى من المَاء العذبِ الصَّافي عند العطشان في اليوم الصَّائف.
***********************
بعضُ الأشخاص في عالمنا، يعانون شكلاً من أشكال انفصام الشخصية، يقولون أشياء راقية ورائعة، ويفعلون أشياء مُرَوّعَة ومفزعة ومرعبة.
***********************
جلس عجوز حكيم على ضفة نهر وفجأة لمح قطاً وقع في الماء، وأخذ القط يتخبط؛ محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق. قرر الرجل أن ينقذه؛ مدّ له يده فخمشه القط …سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم …ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه، فخربشه القط سحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم، وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة!!
على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث ? فصرخ الرجل: أيها الحكيم، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية، وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة؟
لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل، وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ القط، ثم مشى الحكيم باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً: يا بني …من طبْعِ القط أن يخمش …ومن طبعي أنا أن أُحب وأعطف؛
فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي!!؟ يا بني: عامل الناس بطبعك لا بطبعهم …مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان، ولا تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لمجرد أن الطرف الآخر لا يستحق تصرفك النبيل. عندما تعيش لتسعد الاخرين …سيبعث الله لك من يعيش ليُسعدك ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾.
كن جميل الخلق تهواك القلوب …فلا تندم على لحظات اسعدت بها احداً حتى وإن لم يكن يستحق الطرف الآخر ذلك، كن شيئا جميلاً في حياة من يعرفك. وكفى أن لك ربّاً، يجازيك بالإحسان إحسانا.
يقول ابن القيم: الدين كله خُلق، فمن فاقك في الخلق فقد فاقك في الدين.
***********************
كان الفقيه التابعي (بكر المزني) رحمه الله يمشي وأمامه رجل يعمل حطاباً ويكرّر أثناء مشيه ويقول: الحمد لله.. أستغفر الله الحمد لله.. أستغفر الله.
فقال له الفقيه: ألا تجيد غيرها؟ فقال الحطاب: بلى، فإني أحفظ القرآن، وأعلم الكثير ولكن المرء لا يزال يتقلب بين ذنب أو نعمة …وأنا أستغفر الله من الذنب وأحمده على النعمة. فقال الفقيه: جهل بكر وعلم الحطاب.
***********************
سيبقى معك من أحبك مهما كانت ظروفه …أما البقيه فمثلما يُقال في النشرة الجوية : مجرد سحب عابرة وغيوم غير ماطرة.
*************
الزعل: يؤثر على الأعصاب. والخوف: يؤثر على نبضات القلب. والحرمان والفقد: يولد الاكتئاب.
” رفقاً بمن تحبون “…كل شخص لديه قصة حزن بداخله. وهناك شخص تعب من التضحية.. دون نتائج. وشخص يبكي كل يوم على أشخاص رحلوا من الدنيا. وشخص يعاني من الغربة حتى وهو بين أهله وعشيرته. وأشخاص يقرأون هذا الكلام ليجدوا أنفسهم.. في بعض السطور.
قلوبُ المحبين لا تطمئنُّ إلاّ بذكره سبحانه وتعالى، وأرواحُ المشتاقين لا تَسكُنُ إلاّ برؤيته، قال ذو النون: ما طابتِ الدنيا إلا بذكره، ولا طابت الآخرةُ إلا بعفوه، ولا طابت الجنَّة إلاّ برؤيته جلّ وعلا.
*************
أبداً نُفوس الطَّالبيـن إلى طلُولكم تَحِنُّ
وكَذَا القُلُوبُ بِذكركُم بَعْدَ المَخافةِ تَطمئنُّ
جُنَّتْ بحُبِّكُمُ ومَنْ يَهوى الحَبيبَ ولا يُجَنُّ؟
بِحياتِكُم يا سادتي جُودُوا بِوصْلِكُم ومُنُّوا
************
كان أبو مسلم الخولاني كثيرَ الذِّكر، فرآه بعضُ الناس، فأنكر حالَه، فقال لأصحابه: أمجنون صاحبُكم؟ فسمعه أبو مسلم، فقال: لا يا أخي، ولكن هذا دواءُ الجنون.
وحُرمَة الودِّ مالي مِنكُم عِوَضٌ ولَيسَ لي في سِواكُم سَادتِي غَرَضُ
وقَدْ شَرَطْتُ على قومٍ صَحِبتُهُم بأنَّ قلبي لَكُمْ مِن دونِهم فرضُوا
ومِنْ حديثي بكُم قالوا: به مَرَضٌ فقُلْتُ: لا زالَ عنِّي ذلك المَرَضُ
************
قال عيسى – عليه السلام: يا معشر الحواريين كلِّموا الله كثيراً، وكلموا الناس قليلاً، قالوا: كيف نكلِّم الله كثيراً؟ قال: اخلوا بمناجاته، اخلوا بدُعائه.
************
أعلى الدَّرجات أنْ تنقطعَ إلى ربِّك، وتستأنِسَ إليه بقلبِك، وعقلك، وجميع جوارحك حتى لا ترجُو إلاَّ ربَّك، ولا تخاف إلاَّ ذنبكَ، وترسخ محبته في قلبك حتى لا تُؤْثِرَ عليها شيئاً، فإذا كنت كذلك لم تُبالِ في بَرٍّ كنت، أو في بحرٍ، أو في سَهْلٍ، أو في جبلٍ، وكان شوقُك إلى لقاء الحبيب شوقَ الظمآن إلى الماء البارد، وشوقَ الجائعِ إلى الطَّعام الطيب، ويكونُ ذكر الله عندكَ أحلى مِنَ العسل، وأحلى من المَاء العذبِ الصَّافي عند العطشان في اليوم الصَّائف.
************
هناك حقيقتان: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”. ” وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ” …اللهم أعنّا على ذكرك، وشُكرك، وحُسن عبادتك
************
لكي يحترمك الحاضرون …احترم الغائبين. هذه ثقافة لا يفهمها المنافقون.
************
الابتلاءات علامة المحبة والإيمان…فالمصائب والابتلاءات امتحانٌ للعبد، وهي علامة على حب الله له؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان مُرّاً إلا أنَّـك تقدّمه على مرارته لمن تحب، ولله المثل الأعلى.
وإرادة الله تعالى رفعة درجات المؤمن الصابر، فيبتليه بالمصيبة ليرضى ويصبر فيُوفَّى أجر الصابرين في الآخرة، ويكتب عند الله من الفائزين، قال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْفِي مَالِهِ أَوْفِي وَلَدِهِ” وقَالَ: “إِنَّ عِظَمَ الجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ البَلاَءِ، وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلاَهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ” فيكون الابتلاء إما تكفيرا لسيئة أو رفعة لدرجة قال صلى الله عليه وسلم: “مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ الله بها درجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً” … رزقني الله وإياكم رفعة الدرجات وتكفير السيئات.