من كل بستان زهرة

من كلّ #بستان #زهرة – 108-

#ماجد_دودين

***************

الفرق بين ((رحمة الله)) و ((رحمت الله)) في الرسم القرآني.

مقالات ذات صلة

الرحمة التي تأتي فيها التاء مبسوطة أو مفتوحة- (رحمت)

مفادها أنها رحمة بسطت بعد قبضها وأتت بعد شدة ودائما تكون مضافة مباشرة للفظ الجلالة عز وجل

مثــال: بعد مرور السنين الطويلة، وتعدي الزوجة للسن التي تستطيع أن تحمل وتلد، وتعطي الذرية فيها تأتي البشرى لإبراهيم عليه السلام وزوجه بالولد

قال تعـــالى:(قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَــــــــــــــــــــــتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيد) – (73) هود

وتأتي كذلك استجابة لدعاء زكريا عليه السلام؛ بطلب الولد

قال تعالى: (ذِكْرُ رَحْمَــــــــــــــــــــــــــتَ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) (2) مريم

ثم يفصل تعالى بعدها قصة وهبه يحي لزكريا عليهما السلام.

ففتحت هذه الرحمة لهما بعد قبضها زمنًا طويلاً. وبعد قبض المطر عن النزول وموت الأرض، يأتي الغيث وتستمر الحياة بهذه الرحمة التي بسطت؛ قال تعالى: (فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَــــــــــــــتَ اللَّهِ كَيْفَ يحيي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (50) الروم.

أما الرحمة التي تأتي فيها التاء مربوطة فهي رحمة مرجوة لم تفتح للسائل بعد.

فالعابد القانت الساجد آناء الليل ويحذر الآخرة فهو يرجوا رحمة ربه في الآخرة؛ ألا وهي الجنة.

التي هي مقفلة دونه في الحياة الدنيا.. وستفتح له يوم القيامة بفضل الله وكرمه ورحمته.

قال تعالى:

(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَـــــــــــــــــــــةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَاب) ِ (9) الزمر.

أو هي رحمة موعود بها كما في قوله تعالى:

(فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَـــــــــــــــــــــــــــــةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا) (175) النساء.

***************

الحمد لله المستحق لغاية التحميد، المتوحد في كبريائه وعظمته الولي الحميد، الغني المغني المبدئ المعيد، المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه ولا يبيد، المانع فلا معطي لما منع ولا راد لما يريد.

خلق الخلائق وأوضح لهم أحسن طريق، وهداهم إلى الأمر الرشيد، وصورهم فأحسن صورهم، وبشر من أطاعه بالجنة والنعيم والتخليد، وحذر من عصاه من العذاب الشديد.

وحثهم على ذكره وحمده وشكره ووعدهم بالمزيد، فقال جل وعلا وهو أصدق القائلين وأوفى الواعدين: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: ٧

وحكم على خلقه بالفناء فما لأحد عنه محيص ولا محيد، فكم أبكى الموت خليلاً بفراق خليله، وكم أيتم طفلاً فشغله ببكائه وعويله.

أوحش المنازل من أقمارها، ونفّر الطيور من أوكارها، وعوضهم من لذة العيش بالتنغيص والتنكيد.

فالملك والمملوك والغني والصعلوك والقوي والضعيف، تساوت قبورهم في القفر والبيد.

فسبحانه من إله أذل بالموت كل جبار عنيد، وكسر به من الأكاسرة كل جبار صنديد، وأخرجوا من سعة القصور إلى ضيق القبور، وقطع حبل أمدهم المديد.

***************

سبحان اللَّه رب العالمين! لو لم يكن في ترك الذنوب والمعاصي إلا إقامة المروءة، وصون العرض، وحفظ الجاه، وصيانة المال – الذي جعله اللَّه قوامًا لمصالح الدنيا والآخرة – ومحبة الخلق، وجواز القول بينهم، وصلاح المعاش، وراحة البدن، وقوة القلب، وطيب النفس، ونعيم القلب، وانشراح الصدر، والأمن من مخاوف الفساق والفجار، وقلة الهم والغم والحزن، وعز النفس عن احتمال الذل، وصون نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية، وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار، وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب، وتيسير ما عسر على أرباب الفسوق والمعاصي، وتسهيل الطاعات عليه، وتيسير العلم، والثناء الحسن في الناس، وكثرة الدعاء له، والحلاوة التي يكتسبها وجهه، والمهابة التي تلقى له في قلوب الناس، وانتصارهم له وحميتهم له إذا أوذي أو ظلم، وذبهم عن عرضه إذا اغتابه مغتاب، وسرعة إجابة دعائه، وزوال الوحشة التي بينه وبين اللَّه، وقرب الملائكة منه، وبعد شياطين الإنس والجن منه، وتنافس الناس على خدمته، وخطبتهم لمودته وصحبته، وعدم خوفه من الموت، بل يفرح به لقدومه على ربه، ولقائه له ومصيره إليه، وصغر الدنيا في قلبه، وكبر الآخرة عنده، وحرصه على الملك الكبير والفوز العظيم فيها، وذوق حلاوة الطاعة، ووجدان حلاوة الإيمان، ودعاء حملة العرش ومن حوله من الملائكة له، وفرح الكرام الكاتبين له، ودعاؤهم له كل وقت، والزيادة في عقله وفهمه وإيمانه ومعرفته، وحصول محبة اللَّه له، وإقباله عليه وفرحه بتوبته.

فهذا بعض آثار ترك المعاصي في الدنيا، فإذا مات تلقته الملائكة بالبشرى من ربه بالجنة وبأنه لا خوف عليه ولا حزن، وينتقل من سجن الدنيا وضيقها إلى روضة من رياض الجنة ينعم فيها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة كان الناس في الحر والعرق وهو في ظل العرش، فإذا انصرفوا بين يدي اللَّه أُخذ به ذات اليمين مع أوليائه المتقين وحزبه المفلحين، وذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء، واللَّه ذو الفضل العظيم – (ابن القيّم رحمه الله)

***************

إذا قلت لكم: صباح الخير أو مساء الخير، فإني أحدد الخير بالصباح والمساء فقط …

أما إذا قلت: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فإني أدعـو لكم بالسلام والسكينة والرحمة والبركة صباحا ومساء وليلا!

جميل وصحيح! يكفي اننا نؤجر على (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) بثلاثين حسنة؛ ونكون اتبعنا السنة

وهي تحية أهل الجنة – جعلنا الله جميعاً من أهلها بغير حساب!!!

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ووداعا لهاي وهلو ومرادفتها وصباح الخير ومساء الخير.

***************

قال أحد الحكماء لابنه يا بني:

إن علاقتنا مع الناس تدوم وتستمر بالتغاضي

وتزداد انسجاما بالتراضي

لكنها تمرض بالتدقيق

وتموت وتنتهي بالتحقيق

بالابتسامة نتجاوز الحزن

وبالصبر نتجاوز الهموم

وبالصمت نتجاوز الحماقات

وبالكلمة الطيبة نتجاوز الكراهية

تمـيز بما شئـت لكن لا تتكبر أبدا

اكتب ما شئت لكن لا تستفز أحدا

انتقد كما شئت لكن لا تطعن أحدا

روعة الإنسان ليست بما يملك بل بما يمنح فالشمس كتلة من نار، لكنها أعطت الكون أجمل ما لديها – النور- فلا غنى عنها، وبعض الناس كمفاتيح الذهب يفتحون كل قلب بحسن كلامهم، وروعة مشورتهم ، وكريم أخلاقهم فالأخلاق هي الروح التي لا تموت بعد الرحيل ما أجمل أن تسير بين الناس ويفوح منك عطر أخلاقك.

***************

عباد الله ما هذا التكاسل عن الطاعات وزرع الأعمار قد دنا للحصاد وما هذا التباعد ومدد الأيام قد قاربت للنفاد، وما هذا التغافل والتكاسل عن إعداد الزاد ليوم الميعاد.

تَزَوَّدْ لِلَّذِي لا بُدَّ مِنْهُ … فَإِنَّ المَوْتَ مِيْقَاتُ العِبَادِ

يَسُرُّكَ أَنْ تَكُونَ رَفِيْقَ قَوْمٍ … لَهُمْ زَادٌ وَأَنْتَ بِغَيْرِ زَادِ

عباد الله أين الحسرات على فوت أمس أين العبرات على مقاسات الرمس أين الاستعداد ليوم تدنو فيه منكم الشمس،} وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ. {

يا من مشيبه أتى وشبابه اضمحل وخبى، متى تتضرع إلى مولاك وتقف بالباب، أما اعتبرت بالراحلين من الأقارب والجيران والزملاء والأحباب؟ أما قرع سمعك} اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأمْوَالِ وَالأوْلادِ. {

كيف حالك إذا بلغت الروح التراق وقطعت الحسرات والندم علائق الأكباد وضعت في بيت الظلمة والدود والوحدة ولا ولي لك من الله ولا ناصر وضوعف العذاب وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون.

كيف أنت إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور وكل إنسان ألزم طائره في عنقه يوم النشور وحرر الحساب بين يدي سريع الحساب عالم السر والخفيات والجليات ونصب الميزان {فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ}

***************

قَالُوا نَرَى نَفَرًا عِنْدَ المُلُوكِ سَمَوْا … وَمَا لَهُمْ هِمَّةٌ تَسْمُوا وَلا وَرَعُ

وَأَنْتَ ذُو هِمَّةٍ في الفَضْلِ عَالِيةٍ … فَلِمْ ظَمِئْتَ وَهُم في الجَاهِ قَدْ كَرَعُوْا

فَقُلْتُ بَاعُوا نُفُوسًا وَاشْتَرَوا ثَمَنًا … وَصُنْتُ نَفْسِي فَلَمْ أَخْضَعْ كَمَا خَضَعُوْا

قَدْ يُكْرَمُ القِرْدُ إِعَجَابًا بِخِسَّتِهِ … وَقَدْ يُهَانُ لِفَرْطِ النَّخْوَةِ السَّبُعُ

***************

جَرَّدْ مِن الدُّنْيَا فَإِنَّكَ إِنَّمَا … خَرَجْتَ إلى الدنيا وَأنْتَ مُجَرَّدُ

وَتُبْ مِنْ ذُنُوبٍ مُوْبِقَاتٍ جَنَيتَهَا … فَمَا أَنْتَ في دُنْيَاكَ هَذِي مُخَلَّدُ

***************

ما ندم من أطاع الله في أي وقت كان، ولا عادت الطاعات على صاحبها إلا بالخير والبركة في كل آن، والعصاة في كل زمن الممقوتون مهما ابتسمت لهم الدنيا وقضوا فيها بعض مآربهم، ومهما هاموا بحبها وأحكموا أساليب جمعها، فإن الدنيا لا تبتسم لفاسق إلا لتسحقه ولا تفتح ذراعيها لمقبل عليها إلا لتحرقه، قال الله تعالى: {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: ٣٣] فماذا غرك فيها أيها المسكين، إن كان الذي غرك فيها كثرة النقدين أو ما ناب منابهما من أوراق، فإن الجنة حصباؤها اللؤلؤ، وترابها الزعفران، وبناؤها الذهب والفضة، والدر والياقوت، وإن كان الذي غرك منها فواكهها ومطعوماتها وما حوت من متاع، فإن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وإن كان الذي غرك جمال نسائها، فإن في الجنة {قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: ٥٦] {وَكَوَاعِبَ أَتْرَاباً} [النبأ: ٣٣] لو ظهر بنان إحداهن على الدنيا لأضاءت ما بين السماء والأرض ينظر إلى وجهه في خدها أصفى من المرآة، وتسر بمشاهدتها سرورًا لا يعلم قدره إلا الله، لا تنظر إلا إليها ولا تنظر إلا إليك، لا تتكلم إلا بما يسرك، تأمرها فتخضع، وتحدثها فتسمع، إذا تكلمت أطربت، لا تفتخر عليك بحسنها وجمالها، ولا تمن بجميل صنعها، لا تنفر منك ولا تغضب، ولا تلهو عنك ولا تصخب، الجمال كساؤها، والكمال رداؤها، والود والوفاء من طبعها، لا يعلو صوتها على صوتك ولا تجتهد إلا في مرضاتك، هادئة، ساكنة راضية تلك وأمثالها للمؤمنين المعلومين، من قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: ٢] إلى قوله: {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: ١١] أيها المسلمون، لقد فاز والله من اجتهد فيما ينجيه، وخاب من أتعب نفسه فيما يخزيه، وأنتم الآن في فسحة من أجلكم، وصحة من أبدانكم، واكتمال من عقولكم، وآخر الأجل غائب عنكم، ولا تدرون كيف حالكم بعد يومكم فسارعوا إلى {مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: ١٣٣ (من قبل أن يفقد البدن صحته، ويقول الحق كلمته، فينقضي الأجل، ويختم على العمل، فلا ينقص فيه ولا يزاد، ولا يعدل فيه شيء إلى المعاد، تقول ليتني أطعت، وما هي بنافعة، وليتني ما عصيت، وليست بدافعة، إذا فأضيع، الناس وأخسرهم صفقة من سوف في طاعة ربه، وأشدهم خسرانًا من لم يبادر في التوبة من ذنبه، قال تعالى ):فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ} [القصص: ٦٧(.

***************

نُورُ الحَدِيْثِ مُبِيْنٌ فادْنُ وَاقْتَبِسْ … وَاحْدُ الرِّكَابَ لَهُ نَحْوَ الرِّضَا النَّدُسِ

مَا العِلْمُ إِلا كِتَابُ اللهِ أَوْ أَثَرٌ … يَجْلُو بِنُورِ هُدَاهُ كُلَّ مُلْتَبِسِ

نُوْرٌ لِمُقْتَبِسٍ خَيْرٌ لِمُلْتَمِسِ … حِمى لِمُحْتَرِسٍ نُعْمَى لِمُبْتَئِسِ

فَاعْكُفْ بِبَابِهِمَا عَلَى طِلابِهِمَا … تَمْحُو العَمَى بِهِمَا عَنْ كُلِّ مُلْتَبِسِ

وَرِدْ بِقَلْبِكَ عَذْبًا مِنْ حِيَاضِهِمَا … تَغْسِلْ بِمَائِهِمَا مَا فِيْهِ مِنْ دَنَسِ

وَاقْفُ النَّبِيَّ وَأَتْبَاعَ النَّبِي وَكُنْ … مِنْ هَدْيِهِم أَبَدًا تَدْنُو إِلى قَبَسِ

وَالْزَمْ مَجَالِسَهُمْ وَاحْفَظْ مَجَالِسَهُم … وَانْدُبْ مَدَارِسَهُم بِالأَرْبَعِ الدُّرُسِ

وَاسْلُكْ طَرِيْقَهُمْ وَاتْبَعْ فَرِيقَهُمْ … تَكُنْ رَفِيْقَهُمُ فِي حَضْرَةِ القُدُسِ

تِلْكَ السَّعَادَةُ إِنْ تُلْمِمْ بِسَاحَتِهَا … فَحُطَّ رَحْلَكَ قَدْ عُوْفِيْتَ مِنْ تَعَسِ

***************

الإخلاص مسك مصون في القلب ينبه ريحه على حامله، العمل صورة والإخلاص روح، إذا لم تخلص العمل لله وحده فلا تتعب، لو قطعت المنازل لم تكن حاجًا إلا بشهود الوقوف بالموقف، ولا تغتر بصورة الطاعات.

***************

الدنيا ملأى بالمصائب والآلام، والأحزان والأسقام غناها فقر وعزها ذل. والآجال فيها معدودة والأعمار محدودة، قال تعالى: {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [الأعراف: ٣٤]

نعيمها إلى فناء وعيشها إلى انقضاء متاعُها قليل، وحسابها طويل –الخلود فيها لا يكون لإنسان والبقاء الدائم لا يكون إلا للديان الذي يقول: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: ٢٧]

فالسعيد من استعد ليوم الرحيل، وجهز نفسه بالعمل الصالح لسفر طويل، وتفكر فيمن سبقوه إلى دار القرار، وعلم أنه لا حق بهم مهما حاول الفرار، والأمر بعد ذلك إما نعيم مقيم أو شقاء وعذاب أليم.

***************

إِني بُلِيْتُ بِأَرْبَعٍ مَا سُلِّطُوا … إِلا لأَجل شقَاوتِي وَعَنَائِي

إِبْليس والدُّنيا وَنَفْسِي وَالهَوى … كَيْفَ الخَلاصُ وكُلُّهُمْ أَعْدَائِي

يَومُ القِيامَةِ لَوْ عَلِمْتَ بهَولِهِ … لَفَرَرْتَ مِنْ أَهْلٍ وَمِنْ أَوْطَانِ

يَومٌ تَشَقَّقَتِ السَّمَاءُ لِهَولِهِ … وَتَشِيْبُ مِنْهُ مَفَارِقُ الوِلْدَانِ

يَوْمٌ عَبُوسٌ قَمْطَرِيْرٌ شَرُّهُ … في الخلق مُنْتَشِرُ عَظِيْمُ الشأنِ

يَوْمٌ يَجِيءُ المُتَّقُونَ لِرَبِهِم … وَفْداً على نُجُبٍ مِنَ العِقْيَانِ

وَيَجِئُ فِيْهِ المُجرمُونَ إِلى لَظَى … يَتَلَمَّظُوْنَ تَلَمُّظَ العَطْشَانِ

وَالجَنَّةُ العُلْيا وَنَارُ جَهَنَّم … دَارَانِ لِلْخَصْمَيْنِ دَائِمَتَانِ

***************

فَإِنْ كُنْتَ لِلْمَهْرِ الذِي عَزَّ قَادَرًا … فَنَافِسْ وَسَابِقْ نَحْوهَا كُلَّ سَابِقِ

وَإِنْ كُنْتَ مِثْلِي عَاجِزًا فَارْضَ بالدُّنَا … فَبَالدُوْنِ يَرْضَى الدُّوْنُ عِنْدَ العَلائِقِ

رَعَى اللهُ مَنْ أَضْحَى وَأَمْسَى مُشَمِّرًا … لِنَيْلِ المَعَالِي قَاطِعًا كُلَّ عَائِقِ

إِلى أَنْ عَلا فَوْقَ المَقَامَاتِ في العُلا … وَنَالَ المُنى مِنْ قُرْبِ مَوْلَى الخَلائِقِ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى