من كلّ بستان زهرة – 74-
#ماجد_دودين
العبد محتاج إلى الاستعانة بالله في فعل المأمورات وترك المحظورات، وفي الصبر على المقدورات
العبد محتاج إلى الاستعانة بالله في مصالح دينه وفي مصالح دنياه.
يحتاج العبد إلى الاستعانة بالله على أهوال ما بين يديه من الموت وما بعده.
*************
من لطائف البلايا وفوائدها وحكمها:
- تكفير الخطايا بها، والثواب على الصبر عليها.
- تذكر العبد بذنوبه فربما تاب ورجع منها إلى الله عز وجل.
- زوال قسوة القلوب وحدوث رقّتها.
- توجب للعبد الرجوع بقلبه إلى الله، والوقوف ببابه والتضرع له والاستكانة.
- البلاء يوصل إلى قلبه لذة الصبر عليه، والرضا به، وذلك مقام عظيم جداً.
- البلاء يقطع قلب المؤمن عن الالتفات إلى مخلوق ويوجب له الإقبال على الخالق وحده.
- البلاء يوجب للعبد تحقيق التوحيد بقلبه وذلك أعلى المقامات وأشرف الدرجات.
*************
الحرص حرصان: حرص فاجع، وحرص نافع.
الحرص النافع، فحرص المرء على طاعة الله.
الحرص الفاجع، فحرصُ المرء على الدنيا.
*************
في الدنيا جنة معجّلة وهي معرفة الله ومحبته والأنس به والشوق إلى لقائه وخشية وطاعته.
من دلّه علمه على دخول هذه الجنة المعجلة في الدنيا دخل الجنة في الآخرة.
ومن لم يشم رائحتها لم يشم رائحة الجنة في الآخرة.
*************
قوت الجسد وقوت الروح:
الجسد عيشه وقوته: الأكلُ والشرب والنكاح واللباس والطيب وغير ذلك من اللذات الحسية.
الروح فقوتها ولذتها وفرحها وسرورها في معرفة خالقها وفيما يقرب منه من طاعته وذكره ومحبته.
****************
سئل بعضهم من أنعم الناس؟ فقال أجسام في التراب قد أمنت العذاب وانتظرت الثواب.
****************
إنما سُمِّي الذهبُ ذهباً، لأنه يذهبُ. وسميِّت الفضة فضةً لأنها تنفضُّ، يعني تنفضُّ بسرعة، فلا بقاء لهما.
الذهب والفضة منْ كنزهما، فقد أراد بقاء ما لا بقاء له. ونفعهما بإنفاقهما في وجوه الخير وسبل الخير.
*******************
القلب واللسان هما عبارة عن الإنسان، فمن استقام قلبه ولسانه استقام شأنه كله.
*******************
التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه…وقايةً تقيه من ذلك وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه
كثير من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله، دون حقوق عباده.
الجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز لا يقوى عليه إلا الكُمَّلُ من الأنبياء والصديقين.
********************
الصدقة برهان على صحة الإيمان.
المال تحبه النفوس، وتبخل به، فإذا سمحت بإخراجه لله، دلَّ على صحة إيمانها بالله.
***********************
جميع المعاصي محاربة لله جل جلاله، فإن من عصى الله فقد حاربه.
كلما كان الذنب أقبح كان أشد محاربةً لله.
سمى الله أكلة الربا وقطاع الطريق محاربين لله ورسوله لعظيم ظلمهم لعباده وسعيهم بالفساد
جميع المعاصي تنشأ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله.
**********************
الإيمان له حلاوة وطعم يذاق بالقلوب كما يذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم.
الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها كما أن الطعام والشراب غذاء الأبدان وقوتها.
القلب…إذا سلم من مرض الأهواء المضلة والشهوات المحرمة وجد حلاوة الإيمان حينئذ
القلب…متى مرض وسقم لم يجد حلاوة الإيمان بل يستحلي ما فيه هلاكه من الأهواء والمعاصي.
*********************
كلمة الإخلاص:
من قال “لا إله إلا الله ” بلسانه، ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله فقد كذَّب فعله قوله.
من صدق في قول لا إله إلا الله لم يحبّ سواه، ولم يرجُ إلا إياه، ولم يخشَ أحداً إلا الله.
قول ” لا إله إلا الله ” تقتضي أنْ لا يحب سواه فإن الإله هو الذي يطاع محبة وخوفاً ورجاء.
*********************
كن عبد الله لا عبد الهوى، فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار.
*********************
موعظة بليغة من ابن رجب في اللطائف:
يا أبناء العشرين كم مات من أقرانكم وتخلفتم، يا أبناء الثلاثين أصبتم بالشباب على قرب من العهد فما تأسفتم، يا أبناء الأربعين ذهب الصبا وأنتم على اللهو قد عكفتم، يا أبناء الخمسين تنصفتم المائة وما أنصفتم، يا أبناء الستين أنتم على معترك المنايا قد أشرفتم أتلهون وتلعبون لقد أسرفتم.
قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تصل
يا من يفرح بكثرة مرور السنين عليه إنما تفرح بنقص عمرك.
قال أبو الدرداء والحسن رضي الله عنهما: إنما أنت أيام كلما مضى منك يوم مضى بعضك
إنا لنفرح بالأيام نقطعها … وكل يوم مضى يدني من الأجل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهدا … فإنما الربح والخسران في العمل
قال بعض الحكماء: كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وحياته إلى موته؟
نسير إلى الآجال في كل لحظة … وأعمارنا تطوى وهن مراحل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى … فعمرك أيام وهن قلائل
*********************
من أصبح أو أمسى على غير توبة فهو على خطر، لأنه يخشى أن يلقى الله غير تائب.
تأخير التوبة في حال الشباب قبيح وفي حال المشيب أقبح وأقبح.
التوبة التوبة قبل أن يصل إليكم من الموت النوبة، فيحصل المفرط على الندم …
الإنابة الإنابة قبل غلق باب الإجابة، الإفاقة الإفاقة فقد قرب وقت الفاقة.
ما أحسن قلق التواب، ما أحلى قدوم الغياب، ما أجمل وقوفهم بالباب!
من نزل به الشيب فهو بمنزلة الحامل التي تمت شهور حملها، فما تنتظر إلّا الولادة، صاحب الشيب لا ينتظر إلا الموت، فقبيح منه الإصرار على الذنب.
يا من سود كتابه بالسيئات قد آن لك بالتوبة أن تمحو،
يا سكران القلب بالشهوات أما آن لفؤادك أن يصحو.
يا من ظلمة قلبه كالليل إذا يسرى، أما آن لقلبك أن يستنير أو يلين؟
***************
عجباً لمن رأى الدنيا وسرعة تقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها.
أهلك إبليس العجب بنفسه ولذلك قال: ﴿أَنا خَيرٌ مِنهُ﴾ [الأعراف:12]
كملت فضائل آدم باعترافه على نفسه ﴿قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا﴾ [الأعراف:23]
العجب ممن عرف رباه ثم عصاه.
العجب ممن عرف الشيطان ثم أطاعه ﴿أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَولِياءَ مِن دوني وَهُم لَكُم عَدُوٌّ﴾
علامة قبول الطاعة أن توصل بطاعة بعدها، وعلامة ردها أن توصل بمعصية.
ما أحسن الحسنة بعد الحسنة وأقبح السيئة بعد الحسنة.
*****************
ما قدَّم أحدٌ حق الله على هوى نفسه وراحتها إلا رأى سعادة الدنيا والآخرة.
ما قدم أحد حظ نفسه على حق ربه إلا ورأى الشقاوة في الدنيا والآخرة.
**************
خوف الله تعالى منع قلوب المؤمنين الصادقين عن زهرة الدنيا وعوارض الشبهات.
أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل،
إذا فارق خوف الله الجسد أصابه الخراب.
****************
رضوان الله على أهل الجنة أفضل من كل نعيم الجنة، وتجليه لهم ورؤيتهم إياه أعظم من جميع أنواع نعيم الجنة.
******************
أعظم عذاب أهل النار حجابهم عن الله عز وجل وإبعادهم عنه وإعراضه عنهم، وسخطه عليهم،
(كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍۢ لَّمَحْجُوبُونَ (المطفّفين – 15).
لا يزال أهل جهنم في رجاء الفرج إلى أن يُذبح الموت، فحينئذ يقع منهم الإياس.
قال صلى الله عليه وسلّم:(يُؤْتَى بالمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أمْلَحَ، فيُنادِي مُنادٍ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، وكُلُّهُمْ قدْ رَآهُ، ثُمَّ يُنادِي: يا أهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّونَ ويَنْظُرُونَ، فيَقولُ: هلْ تَعْرِفُونَ هذا؟ فيَقولونَ: نَعَمْ، هذا المَوْتُ، وكُلُّهُمْ قدْ رَآهُ، فيُذْبَحُ، ثُمَّ يقولُ: يا أهْلَ الجَنَّةِ، خُلُودٌ فلا مَوْتَ، ويا أهْلَ النَّارِ، خُلُودٌ فلا مَوْتَ. ثُمَّ قَرَأَ: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ}، وهَؤُلاءِ في غَفْلَةٍ أهْلُ الدُّنْيا {وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]. صحيح البخاري
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يجاء بالموت يوم القيامة على هيئة كبش فيه بياض وسواد، فينادي منادٍ أهلَ الجنَّة، فيمُدّون أعناقهم، ويرفعون رؤوسهم؛ لينظروا، فيقول لهم المنادِي: هل تعرفون ما هذا الكبش؟ فيقول أهل الجنة: نعم، هذا الموت، فكلّهم قد رآه بهذه الصورة عند قبض أرواحهم، ثم ينادي أهلَ النار، فيمدّون أعناقَهم، ويرفعون رؤوسهم؛ لينظروا، فيسألهم: هل تعرفون ما هذا الكبش؟ فيقولون: نعم هذا الموت وكلّهم قد عاينَه عند قبض أرواحهم، فيُذبح الموت، ثم يقول المناد: يا أهل الجنة، بقاء دائم وإقامة في الجنّة ولا تموتون بعد الموتة الأولى، ويا أهل النار، بقاء دائم وإقامة في النّار بلا موت ولا راحة ولا حياةٍ نافعة، ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} ففسر الآية بهؤلاء؛ ليشير إليهم بيانًا لكونهم أهل الدّنيا؛ إذ الآخرة ليست دار غفلة، {وَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} فهم كفروا وغفلوا وكانوا أصحاب دنيا، فاستحقوا الخلود في النار.
******************
سبحان من أخرس أمراء البيان عن معارضة هذا القرآن وجعلة عصمة لأهل الإيمان.
استنصحوا القرآن واستهدوه واستخبروه واستشفوه، فإنه الناصح الذي لا يغش.
******************
من علامة السعادة أن تطيع، وتخاف أن لا تُقبل.
ومن علامة الشقاوة أن تعصي، وترجو أن تنجو.