من كلّ بستان زهرة – 72-
أسماء الله الحسنى:
أسمائه الحسنى أحب خلقه إليه من اتصف بموجبها وأبغضهم إليه من اتصف بأضدادها
لهذا يبغض الكفور والظالم والجاهل والقاسي القلب والبخيل والجبان والمُهين واللئيم.
هو جميل يحب الجمال، عليم يحب العلماء، رحيم يحب الراحمين، محسن يحب المحسنين
شكور يحب الشاكرين صبور يحب الصابرين جواد يحب أهل الجود ستير يحب أهل الستر
المؤمن ألقوي أحب إليه من المؤمن الضعيف، عفو يحب العفو، وتر يحب الوتر.
كل ما يحبه فهو من آثار أسمائه وصفاته وموجبها وكل ما يبغضه فهو مما يضادها وينافيها.
************
أمثلة تبين حقيقة الدنيا:
مثلت الدنيا بمنام، والعيش فيها بالحلم، والموت باليقظة.
ومثلت بمزرعة، والعمل فيها البذر، والحصاد يوم المعاد.
ومُثلت: بحية ناعمة الملمس، حسنة اللون، وضربتها الموت.
مُثلت بطعام مسموم لذيذ الطعم من تناول منه قدر حاجته كان فيه شفاؤه ومن زاد كان فيه حتفه.
************
يا عمار الدنيا لقد أعمرتم داراً موشكة بكم زوالاً، وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالاً.
يا عمار الدنيا لقد عمرتم بيوتاً لغيركم منافعها وسكناها، وخربتم بيوتاً ليس لكم مساكن سواها.
************
النفس المطمئنة هي أقلُّ النفوس البشرية عدداً، وأعظمها عند الله قدراً.
نسأل الله سبحانه المسؤول المرجو الإجابة، أن يجعل نفوسنا مطمئنةً إليه.
***********
أبغض القلوب إلى الله: القلب القاسي.
لو فتش العاصي عن قلبه لوجد حشوه المخاوف والانزعاج والقلق والاضطراب.
طمأنينة القلب سكونه واستقراره بزوال القلق، وهذا لا يتأتّى بشيء سوى ذكر الله البتة.
**********
من يرحم النملة في جُحرها، والطير في وكرها، فضلاً عن بني جنسه، فهذا أقرب القلوب من الله.
**********
المدارة صفة مدح، والمداهنة صفة ذم.
المداري يتلطّف بصاحبه حتى يستخرج منه الحق ويردّه عن الباطل،
المداهن يتلطف به ليُقرَّه على باطله ويتركه على هواه.
المدارة لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق.
***********
النصيحة يكون القصدُ فيها تحذير المسلم من مبتدع أو فتان أو غاش أو مفسد.
إذا وقعت الغيبة على وجه النصيحة لله ورسوله وعباده المسلمين، فهي قربة إلى الله،ولكن إذا وقعت [الغيبة] على وجه ذم أخيك، وتمزيق عرضه فهي الداء العضال،
الغيبة نار تأكل الحسنات كما تأكل النارُ الحطب.
************
العفوَ إسقاط حقِّك جُوداً وكرماً وإحساناً، مع قدرتك على الانتقام، فتؤثر الترك رغبةً في الإحسان ومكارم الأخلاق.
الذل صاحبه يترك الانتقام عجزاً وخوفاً ومهانة نفس، فهذا مذموم غير محمود.
************
الصبر خلق كسبي يتخلّق به العبد، وهو حبس النفس عن الجزع والهلع والتشكي،
أما القسوة فهي يُبس في القلب يمنعه من الانفعال وغلظة تمنعه من التأثر بالنوازل فلا يتأثر بها لغلظته.
***********
المبادرة انتهاز الفرصة في وقتها، ولا يتركها حتى إذا فات طلبها.
العجلة طلب أخذ الشيء قبل وقته…ولهذا كانت من الشيطان وقلَّ من استعجل إلا ندم.
***********
التواضع انكسار القلب لله وخفضُ جناح الذلَّ والرحمة لعباده فلا يرى له على أحداً فضلاً
التواضع خلق إنما يعطيه الله عز وجل من يُحبه ويُكرمه ويُقربه.
أما المهانة فهي الدناءة والخسة، وبذل النفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها.
************
للشهوة سُكراً يزيد على سكر الخمر وكذلك الغضب له سكر أعظم من سكر الشراب.
*************
الفرحة التي تحصل…بالتوبة،…فرحة عجيبة لا نسبة لفرحة المعصية إليها البتة.
لو علم العاصي أن لذة التوبة تزيد على لذة المعصية وأضعافاً مضاعفة لبادر إليها.
************
الظلم عند الله عز وجل يوم القيامة له دواوين ثلاثة.
ديوان لا يغفر الله منه شيئاً، وهو الشرك به، فإن الله لا يغفر أن يشرك به.
ديوان لا يترك الله منه شيئاً وهو ظلم العباد بعضهم بعضاً فإن الله تعالى يستوفيه كله.
ديوان لا يعبأ الله به شيئاً، وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عز وجل،
هذا الديوان يُمحي بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة ونحو ذلك
ديوان الشرك، فإنه لا يمحى إلا بالتوحيد.
ديوان المظالم لا يُمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها، واستحلالهم منها.
************
للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر.
المتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره.
***********
المُحبُّون يقولون: نصلي فنستريح بصلاتنا.
من جُعلت قرة عينه في الصلاة، فكيف تقر عينه بدونها، وكيف يطيق الصبر عنها؟!
من قرت عينه بصلاته في الدنيا قرَّت عينه بقربه من ربه عز وجل في الآخرة.
**************
صدأُ القلب بأمرين: بالغفلة، والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.
**************
فوائد ذكر الله تعالى: في الذكر نحو من مائة فائدة:
إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعُه ويكسره.
الثانية: أنه يُرضي الرحمن عز وجل.
الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
الرابعة: أنه يجلب الفرح والسرور والانبساط.
الخامسة: أنه يقوي القلب والبدن.
السادسة: أنه يُنور الوجه والقلب.
السابعة: أنه يجلب الرزق.
الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
التاسعة: يورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطبُ رحى الدين ومدار السعادة والنجاة.
العاشرة: أنه يورثه المراقبة فيدخله في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه.
الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل.
الثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه، فعلى قدر ذكره لله عز وجل يكون قُربه منه.
الثالثة عشرة: يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة وكلما أكثر الذاكر ازداد من المعرفة.
الرابعة عشرة: أنه يُورثه الهيبة لربه عز وجل، لشدة استيلائه على قلبه.
الخامسة عشرة: يورثه ذكر الله له ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى بها فضلاً وشرفاً.
السادسة عشرة: أنه يورث حياة القلب.
السابعة عشرة: أنه قوت القلب والروح.
الثامنة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صداه.
التاسعة عشرة: أنه يحط الخطايا ويُذهبها.
العشرون: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى.
الحادية والعشرون: أن العبد إذا تعرَّف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة.
الثانية والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله تعالى.
الثالثة والعشرون: أنه سبب نزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر
الرابعة والعشرون: أنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش.
الخامسة والعشرون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة.
السادسة والعشرون: أنه يسعد الذاكر بذكره، ويسعد به جليسه.
السابعة والعشرون: أنه يؤمّن العبد من الحسرة يوم القيامة.
الثامنة والعشرون: أنه مع البكاء سبب لإظلال الله العبد يوم الحر الأكبر في ظل عرشه.
التاسعة والعشرون أن الاشتغال به سبب لعطاء الله الذاكر أفضل ما يعطى السائلين.
الثلاثون: أنه أيسر العبادات، وهو من أجلها وأفضلها.
الحادية والثلاثون: أنه غراس الجنة.
الثانية والثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال
الثالثة والثلاثون: أن دوام ذكر الرب يُوجب الأمان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد.
الرابعة والثلاثون: ليس في الأعمال شيء يعُم الأوقات والأحوال مثله.
الخامسة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور في القبر، ونور له في معاده.
السادسة والثلاثون: أن في القلب خلة وفاقة لا يسُدها شيء ألبته إلا ذكر الله.
السابعة والثلاثون: يقرب إليه الآخرة…ويبعد القريب إليه وهي الدنيا.
الثامنة والثلاثون: أنه ينبه القلب من نومه، ويوقظه من سِنته.
التاسعة والثلاثون: أن الذكر شجرة تُثمر المعارف.
الأربعون: أن الذكر يعدلُ عتق الرقاب ونفقة الأموال والحمل على الخيل في سبيل الله.
الحادية والأربعون: أن الذكر رأس الشكر، فما شكر الله تعالى من لم يذكره.
الثانية والأربعون: أن أكرم الخلق على الله من المتقين من لا يزال لسانه رطباً بذكره.
الثالثة والأربعون: أن في القلب قسوةً لا يُذيبها إلا ذكر الله تعالى.
الرابعة والأربعون: أن الذكر شفاء القلب ودواؤه، والغفلة مرضه.
الخامسة والأربعون: أن العبد لا يزال يذكر ربه عز وجل حتى يحبه فيواليه.
السادسة الأربعون: أنه ما استجلبت نعم الله عز وجل واستُدفعت نقمه بمثل ذكر الله.
السابعة والأربعون: أن الذكر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر.
الثامنة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر.
التاسعة والأربعون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة.
الخمسون: أن الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته.
الحادية والخمسون: إن جميع الأعمال إنما شُرعت إقامةً لذكر الله تعالى.
الثانية والخمسون: أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكراً لله عز وجل.
الثالثة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل من أكبر العون على طاعته.
الرابعة والخمسون: أن ذكر الله يُسهل الصعب ويُيسر العسير ويُخفف المشاق.
الخامسة والخمسون: ذكر الله يُذهب عن القلب مخاوفه كلها وله تأثير عجيب في حصول الأمن.
السادسة والخمسون: عُمال الآخرة في مضمار السباق والذاكرون هم أسبقهم في ذلك المضمار.
السابعة والخمسون: أن الذكر سبب لتصديق الرب عز وجل عبده.
الثامنة والخمسون: أن دُور الجنة تُبنى بالذكر فإذا أمسك عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء.
التاسعة والخمسون: أن الذكر سد بين العبد وبين جهنم.
الستون: أن الملائكة تستغفر للذاكر كما تستغفر للتائب.
الحادية والستون: أن الجبال والقفار تتباهى، وتستبشر بمن يذكر الله عز وجل عليها.
الثانية والستون: أن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق. فمن أكثر ذكر الله عز وجل برئ من النفاق.
الثالثة والستون: أن للذكر من بين الأعمال لذة لا يشبهها شيء.
الرابعة والستون: أنه يكسو الوجه نُضرة في الدنيا، نوراً في الآخرة.
الخامسة والستون: أن في دوام الذكر في البقاع تكثير الشهود للعبد يوم القيامة.
السادسة والستون: أن في الاشتغال بالذكر اشتغالاً عن الكلام الباطل.
السابعة والستون: الشيطان لا يُحرزُ العباد أنفسهم منه إلا بذكر الله عز وجل.
***********
أفضل الذكر:
أنواع الذكر…تكون بالقلب واللسان تارة، وذلك أفضل الذكر.
وبالقلب وحده تارة، وهي الدرجة الثانية.
وباللسان وحده تارة، وهي الدرجة الثالثة.
ذكر القلب يُثمرُ المعرفة ويهيج المحبة ويُثيرُ الحياء ويبعثُ على المخافة ويدعو إلى المراقبة
ذكر اللسان وحده لا يوجب شيئاً من ذلك الإثمار وإن أثمر شيئاً منها فثمرته ضعيفة.
************
أشقى الخلق:
الذين لم يقبلوا هدى الله ولم يرفعوا به رأساً فلا حِفظَ ولا فهم ولا رواية ولا دراية ولا رعاية
الذين يضيقون الديار، ويُغلون الأسعار. همّ أحدهم بطنه وفرجه.
فإن ترقت همتهُ فوق ذلك كان همُّه مع ذلك لباسه وزينته.
فإن ترقَّت همَّته فوق ذلك كان في داره وبستانه ومركوبه.
فإن ترقَّت همَّته فوق ذلك، كان همُّه في الرياسة والانتصار للنفس.
****************