من كلّ بستان زهرة – 71-
#ماجد_دودين
لا ريب أن حُسْن الظن إنما يكون مع الإحسان.
المحسن حسن الظن بربه أنه يجازيه على إحسانه، ولا يخلف وعده، ويقبل توبته.
المسيء المصر على الكبائر والظلم فإن وحشة المعاصي والظلم تمنعه من حسن الظن بربه أحسن الناس الظن ظناً بربه أطوعهم له…. وكلما حسن ظنه حسن عمله.
حسن الظن ينفع من تاب وندم وأقلع وبدل السيئة الحسنة واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة
حسن الظن إن حمل على العمل، وحثَّ عليه، وساق إليه، فهو صحيح،
إنْ دعا حسن الظن إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور.
كثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وضيعوا أمره ونهيه، ونسوا أنه شديد العقاب
من تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف.
نحن جمعنا بين التقصير – بل التفريط- والأمن.
نعوذ بالله سبحانه وتعالى من سوء الخاتمة
قيل لبعضهم عند الموت: قل: لا إله إلا الله، فقال: آه! آه! لا أستطيع أن أقولها!
قيل لآخر: قل: لا إله إلا الله، فجعل يهذي بالغناء،
قيل لآخر ذلك فقال وما ينفعني ما تقول ولم أَدَعْ معصية إلّا ركبتها ثم قضى ولم يقلها.
وقيل لآخر ذلك، فقال: وما يغني عنّي، وما أعرف أني صليتُ لله صلاة، ولم يقلها.
وقيل لآخر ذلك، فقال: كلما أردت أن أقولها فلساني يُمسك عنها.
كيف يوفّق لحسن الخاتمة من أغفل الله سبحانه قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فُرُطاً؟!
إذا نظرت إلى كثير من المحتضرين وجدتهم يحال بينهم وبين حسن الخاتمة عقوبة لهم على أعمالهم السيئة.
من أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت فتحول بينه وبين الخاتمة الحسنى.
الذنوب…ضررها في القلوب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر.
هل في الدنيا والآخرة شرّ وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي؟
للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة والمضرة بالقلب والبدن…ما لا يعلمه إلا الله.
العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور.
ما استُجلب رزقُ الله بمثل ترك المعاصي.
الحياء…مادة الحياة للقلب، وهو أصل كل خير، وذهابه ذهاب الخير أجمعه.
من لا حياء فيه ميت في الدنيا شقي في الآخرة.
نعم الله ما حُفظ موجودها بمثل طاعته، ولا استجلب مفقودها بمثل طاعته…
إذا أراد الله حفظ نعمته على عبده ألهمه رعايتها بطاعته فيها.
الحوادث مبدأها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر.
أيسر حركات الجوارح حركة اللسان، وهي أضرها على العبد.
الكلام أسيرك، فإذا خرج من فيك صرت أسيره.
إن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها
ظهور الزنى من أمارات “علامات” خراب العالم، وهو من أشراط الساعة.
أطيبُ ما في الدنيا معرفة الله ومحبته، وألذُّ ما في الجنة رؤيته ومشاهدته.
محبة الله ومعرفته قرة العيون، ولذة الأرواح، وبهجة القلوب، ونعيم الدنيا وسرورها.
من علامة محبّة الله محبّة كلام الله تعالى.
أعظم نعيم الآخرة ولذاتها النظر إلى وجه الربّ جل جلاله وسماع كلامه منه والقرب منه.
المؤمن المخلص لله من أطيب الناس عيشاً وأنعمهم بالاً وأشرحهم صدراً وأسرهم قلباً.
معرفة العبد بربه وبنفسه هاتان المعرفتان أنتجتا له فقراً هو عين غناه وعنوان فلاحه وسعادته.
من عرف ربه بالغنى المطلق: عرف نفسه بالفقر المطلق.
من عرف ربه بالقدرة التامة: عرف نفسه بالعجز التام.
من عرف ربه بالعز التام: عرف نفسه بالمسكنة التامة.
من عرف ربه بالعلم التام والحكمة: عرف نفسه بالجهل.
الناس قسمان: عِلية، وسفلة،
العلية: من عرف الطريق إلى ربه وسلكها قاصداً للوصول إليه وهذا هو الكريم على ربه.
السفلة: من لم يعرف الطريق إلى ربه، ولم يتعرفها، فهذا هو اللئيم.
ليس الزهد أن تترك الدنيا من يدك وهي في قلبك، وإنما الزهد أن تتركها من قلبك وهي في يدك.
الحزن هو بلية من البلايا التي نسأل الله دفعها وكشفها،
يقول أهل الجنة: ﴿ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِيٓ أَذۡهَبَ عَنَّا ٱلۡحَزَنَ﴾ فحمدوه أن أذهب عنهم تلك البلية.
الهم والحزن قرينان، وهما الألم الوارد على القلب.
إنْ كان على ما مضى فهو الحزن، وإن كان على ما يُستقبل فهو الهم.
فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه.
أمر الله سبحانه بالخوف منه في قوله ﴿فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ﴾
فجعل الخوف منه شرطاً في تحقق الإيمان.
الصلاة قرة عيون المحبين، وسرور أرواحهم، ولذة قلوبهم، وبهجة نفوسهم.
ما استُجلبت نعم الله بغير طاعته ولا استُديمت بغير شكره ولا عُوقت وامتنعت بغير معصيته.
الرياء والعُجب والكبر والفخر والخيلاء والبطر والأشر والعجز وغيرها أصل الكذبُ
كل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق.
كل عمل فاسدٍ ظاهرٍ أو باطن فمنشؤه الكذبُ.
الدراهم أربعة:
درهم اكتسب بطاعة الله وأخرج في حق الله، فذاك خير الدراهم.
درهم اكتسب بمعصية الله وأخرج في معصية الله، فذاك شرّ الدراهم.
درهم اكتسب بأذى المسلم وأخرج في أذى مسلم، فهو كذلك.
درهم اكتسب بمباح وأنفق في شهوة مباحة، فذاك لا له ولا عليه.
من علامات السعادة والفلاح:
أن العبد كلما زِيدَ في علمه زِيدَ في تواضعه ورحمته.
كلما زِيدَ في عمله زِيدَ في خوفه وحذره.
كلما زِيدَ في ماله زِيدَ في سخائه وبذله.
كلما زِيدَ في قدره وجاهه زِيدَ في قربه من الناس وقضاء حوائجهم، والتواضع لهم.
من علامات الشقاوة:
كلما زِيدَ في عمره زِيدَ في حرصه
كلما زِيدَ في علمه زِيدَ في كبره وتِيهه.
كلما زِيدَ في ماله زِيدَ في بخله وإمساكه.
كلما زيد في عمله زِيدَ في فخره واحتقاره للناس وحسن ظنه بنفسه.
كلما زِيدَ في قدره وجاهه زيد في كبره وتيهه.
لا تدخل محبة الله في قلب فيه حبُّ الدنيا إلا كما يدخل الجملُ في سمِّ الإبرة.
من عشق الدنيا نظرت إلى قدرها عنده، فصيَّرته من خَدَمها وعبيدها وأذلَّته.
من أعرض عن الدنيا نظرت إلى كبر قدره، فخدمته وذلَّت له.
الناس في الدنيا معذبون على قدر هممهم بها.
كل من آثر الدنيا من أهل العلم فلا بد أن يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه.
دع الدنيا لأهلها كما تركوا هم الآخرة لأهلها.
الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غمّ ساعة، فكيف بغمِّ العُمر؟
القلب…يجوعُ ويظمأُ كما يجوع البدن، وطعامه وشرابه المعرفةُ والمحبة والتوكل والإنابة.
كيف يكون عاقلاً من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة؟!
الرزق والأجل قرينان مضمونان، فما دام الأجل باقياً كان الرزق آتياً.
كن في الدنيا كالنحلة: إن أكلت أكلت طيباً، وإن أطعمت أطعمت طيباً.