من كلّ بستان زهرة – 50-

من كلّ #بستان #زهرة – 50-

#ماجد_دودين

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:” جمع الله تعالى للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم وهي الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، قال تعالى [وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {:155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ {:156} أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ] {البقرة:157} وقال بعض السلف وقد عُزِّيَ على مصيبة نالته فقال : ما لي لا أصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها “.


الله تعالى هو المعطي وهو المانع بيده ملكوت كل شيء قال تعالى ( مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (النحل:96) وفي الحديث القدسي ( يا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إلا من أَطْعَمْتُهُ فاستطعموني أُطْعِمْكُمْ يا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إلا من كَسَوْتُهُ فاستكسوني أَكْسُكُمْ – إلى قوله – يا عِبَادِي لو أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ ما نَقَصَ ذلك مِمَّا عِنْدِي إلا كما يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ الْبَحْر ) رواه مسلم ( 2577) من حديث أبي ذر – رضي الله عنه –

مقالات ذات صلة

النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن يخش الفقر علينا… فعن عمرو بن عوف – رضي الله عنه – قال : قَدِمَ أبو عُبَيْدَةَ بِمَالٍ من الْبَحْرَيْنِ فَسَمِعَتْ الْأَنْصَارُ بِقُدُومِ أبي عُبَيْدَةَ فَوَافَوْا صَلَاةَ الْفَجْرِ مع رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم – فلما صلى رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُوا له فَتَبَسَّمَ رسول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حين رَآهُمْ ثُمَّ قال : ( أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ من الْبَحْرَيْنِ ) فَقَالُوا : أَجَلْ يا رَسُولَ اللَّهِ . قال: ( فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ فَوَاللَّهِ ما الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كما بُسِطَتْ على من كان قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كما أَهْلَكَتْهُمْ ) رواه البخاري.


وكيـف أخاف الفقر والله رازقي *** ورازق هذا الخلق في العسر واليـسر

تكفل بالأرزاق للخلق كلـهم *** وللوحش في الصحراء والحوت في البحر


إذا مَا أتاك الدهر يومًا بنكبةٍ فَأفْــــرغ لها صبرًا ووسِّع لها صدرَا

فَإن تصَاريف الزمانِ عجيبةٌ فيومًا ترىٰ يُسرًا ويومًا ترىٰ عسرَا


ليس هناك أجمل من (صديق) ممزوج بنكهة أخ، فالحياة قاسية، ولكن تلينها الأخوّة!

فبعض الأشخاص وطن! يجعلونك تكتفي بهم عن كل البشر!! وهناك أشخاص عندما تلتقي بهم، تشعر بأنك التقيت بنفسك.

النفس الطيبة لا يملكها إلا الشخص الطيب، والسيرة الطيبة هي أجمل ما يتركه الإنسان في قلوب الآخرين.

ثروة الإنسان هي حب الآخرين.


جالس العلماء بعقلك، وجالس الأمراء بعلمك، وجالس الأصدقاء بأدبك، وجالس أهل بيتك بعطفك،

وكن جليس ربك بذكرك، وكن جليس نفسك بنصحها واجعل ﺻِﻠَﺘُﻚَ بالله تعالى هي بوابتك للحياة.


قد تسكن قصراً وتضيق بك الحياة، وقد تسكن حجرة ويشرح الله صدرك…

قد يكون لك إخوة وتعيش وحيداً،

وقد ترى أغنياء يرتشون، وقد ترى فقراء يتصدقون…

لهذا سميت دنيا!


إحسانك وتعاملك لا ينسى، فلا تندم على لحظات أسعدت بها أحداً.

  • كن شيئا جميلاً فالكل راحل عنها

ما أروع هذا البيت من الشعر:

سيفتحُ الله باباً كنت تحسبهُ من شدة اليأس لم يُخلق بمفتاحِ


إذا ضاقت بك الدنيا … ففكر في “ألم نشرح”

فعسر بين يسرين … متى تذكرهما تفرح.

وقال آخر:

أيها البائس صبراً … إنَّ بعد العسر يسرا

وقال آخر:

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير … وكل أمر له وقت وتدبير

فكم من رجل رأيناه باكيا … فما دارت الأيام حتى تبسما.

ومما نقله ابن كثير في تفسيره ما يروى عن الشافعي، رضي الله عنه، أنه قال:

صَبرا جَميلا ما أقرَبَ الفَرجا … مَن رَاقَب الله في الأمور نَجَا

مَن صَدَق الله لَم يَنَلْه أذَى … وَمَن رَجَاه يَكون حَيثُ رَجَـــــــا

وقال ابن دُرَيد: أنشدني أبو حاتم السجستاني:

إِذَا اشْتَمَلَتْ عَلَى الْيَأْسِ الْقُلُوبُ وَضَـاقَ لِـمَـا بِـهِ الـصَّدْرُ الرَّحِيبُ

وَأَوْطَـنَـتِ الْـمَـكَـارِهُ وَاطْـمَأَنَّـتْ وَأَرْسَـتْ فِـي أَمَـاكِـنِهَا الْخُطُوبُ

وَلَـمْ تَـرَ لِانْـكِـشَـافِ الـضُّرِّ وَجْهًا وَلَا أَغْــنَــى بِــحِـيـلَـتِـهِ الْأَرِيـبُ

أَتَـاكَ عَـلَـى قُـنُـوطٍ مِـنْـكَ غَـوْثٌ يَـمُـنُّ بِـهِ الـلَّـطِـيـفُ الْمُسْتَجِيبُ

وَكُــلُّ الْــحَــادِثَـاتِ إِذَا تَـنَـاهَـتْ فَــمَــوْصُــولٌ بِـهَـا فَـرَجٌ قَـرِيـبُ

وقال آخر:

وَلَرُبَّ نازِلَةٍ يَضيقُ لَها الفَتى ذَرعاً وَعِندَ اللَهِ مِنها المَخرَجُ

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ


الصبر يحتاج إلى مجاهدة وتحمل فلا يأتي بسهولة ويسر قال النبي – صلى الله عليه وسلم – (وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله وما أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ من الصَّبْرِ) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه –

فصبرا يا بني الأحرار صبرا *** فإن الدهر ذو سعة وضيق

وهذه سنة الله تعالى الكونية في تغير أحوال الناس كتغير فصول العام من غنى وفقر وصحة وسقم

اصبر لدهـــر نال منــــك فهكذا مضت الدهــــــــــورُ

فـرحٌ وحـزنٌ تارةً … لا الحـــــــزنُ دام ولا السـرورُ


من أركان الإيمان: أن نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره قال تعالى:( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحديد:22) وعَنِ ابن عَبَّاسٍ – رضي الله عنهما – قال: كنت رَدِيفَ النبي -صلى الله عليه وسلم – فقال: (يا غُلاَمُ أو يا غُلَيِّمُ أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ الله بِهِنَّ)؟ فقلت: بَلَى. فقال : ( احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إليه في الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ وإذا سَأَلْتَ فسأل اللَّهَ وإذا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ قد جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هو كَائِنٌ فَلَوْ ان الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعاً أَرَادُوا أن يَنْفَعُوكَ بشيء لم يَكْتُبْهُ الله عَلَيْكَ لم يَقْدِرُوا عليه وإن أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بشيء لم يَكْتُبْهُ الله عَلَيْكَ لم يَقْدِرُوا عليه وَاعْلَمْ أن في الصَّبْرِ على ما تَكْرَهُ خَيْراً كَثِيراً وأن النَّصْرَ مع الصَّبْرِ وأن الْفَرَجَ مع الْكَرْبِ وان مع الْعُسْرِ يُسْراً ) رواه أحمد (2804) .لذا ذكر العلماء أن أنواع الصبر ثلاثة : صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على امتحان الله .

” ولهذا قال غير واحد من السلف والصحابة والتابعين لهم بإحسان لا يبلغ الرجل حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه فالإيمان بالقدر والرضا بما قدره الله من المصائب والتسليم لذلك هو من حقيقة الإيمان “

وَهَوِّن عَلَيكَ فَإِنَّ الأُمورَ بِكَفِّ الإِلَهِ مَقاديرُها

فَلَيسَ بِآتيكَ مَنهِيُّها وَلا قاصِرٌ عَنكَ مَأمورُها


قال ابن القيم – رحمه الله تعالى -: ” قرن الله سبحانه الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان كلها

فقرنه بالصلاة كقوله [وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ] {البقرة:45}

وقرنه بالأعمال الصالحة عموما كقوله [إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ] {هود:11}

وجعله قرين التقوى كقوله [إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ] {يوسف:90}

وجعله قرين الشكر كقوله [إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ] {إبراهيم:5}

وجعله قرين الحق كقوله [وَتَوَاصَوْا بِالحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ] {العصر:3}

وجعله قرين الرحمة كقوله [وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالمَرْحَمَةِ] {البلد:17}

وجعله قرين اليقين كقوله [لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ] {السجدة:24}

وجعله قرين الصدق كقوله [وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ] {الأحزاب:35}

وجعله سبب محبته ومعيته ونصره وعونه وحسن جزائه ويكفي بعض ذلك شرفا وفضلا “

ولأهمية الصبر فقد ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة قال الإمام أحمد – رحمه الله تعالى -: ذكر الله سبحانه الصبر في القرآن في تسعين موضعا.

قال الأبشيهي: ” فلو لم يكن الصبر من أعلى المراتب وأمنى المواهب لما أمر الله تعالى به رسله ذوي الحزم وسماهم بسبب صبرهم أولى العزم وفتح لهم بصبرهم أبواب مرادهم وسؤالهم ومنحهم من لدنه غاية أمرهم ومأمولهم ومرامهم فما أسعد من اهتدى بهداهم واقتدى بهم وإن قصر عن مداهم وقيل العسر يعقبه اليسر والشدة يعقبها الرخاء والتعب يعقبه الراحة والضيق “


هي شدةٌ يأتي الرخاء عقيبها *** وأسى يبشر بالسرور العاجل

وقيل: وكل شديدة نزلت بقوم ** سيأتي بعد شدتها الرخاء

وقيل: اصبر على حدث الزَّمان فإنَّما … فرج الشَّدائد مثل حلِّ عقال

وقيل: بالصبر تدرك ما ترجوه من أمل *** فاصبر فلا ضيق إلاّ بعده فرج

وقيل: أَمَا والذي لا خُلْدَ إلا لوجهه … ومن ليس في العز المنيع له كفو

لئن كان بدء الصبر مُرًّا مذاقُهُ … لقد يُجتني من غِبِّه الثمرُ الحلو


قال صالح الدمشقي وهو يعظ ابنه، موعظة رجلٍ، أدرك التّمييز بين الحقّ والباطل، وبين الخير والشرّ وبين الحِلم والطّيش وبين العلم والجهل، وأدرك أنّ الأمور بعواقبها، ينجي الله بها، مَن أحسن استخدام مفاتيح النّجاة لفتح باب الطّريق المستقيم، فيخرج من فتن الحياة سالمًا معافًى من أكدارها ومكدّراتها.

قال رحمه الله:” يا بُنَيّ، إذا مرّ بكَ يومٌ وليلة، قد سَلِم فيهما دِينُك وجِسمك ومَالك، وعِيالك، فَأَكْثِر من الشُّكْرِ لله تعالى، فَكَمْ مِن مسلوب دِينه، ومنزوع ملكه، ومهتوك ستره، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم، وأنت في عافية.”

لقد قال الرجل الصّالح، كلمةً، ترشد قارئها، إلى سرّ السّعادة، ومفتاح الفلاح، أن يسأل الله قناعةً في العيش، وإيمانًا في القلب، وعافيةً في البدن، وسترًا للعورات، وأمنًا من الرّوعات، وحفظًا للمال والولد.

اللّهمّ ألْهِمْنا رُشْدَنا وأَعِذْنا من شرور أنفسنا واهدنا سُبُلَ السّلام. اللّهمّ إنّا نسألك العافية في الدنيا والآخرة. اللّهمّ نسألك العفو والعافية في ديننا ودنيانا، وأهلنا وأموالنا، اللّهمّ استر عوراتنا وآمِن روعاتنا، اللّهمّ احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتنا.

حسبنا الله، عليه توكّلنا، وأنت ربّ العرش العظيم. (حركوا ألسنتكم بشكر الله وحمده) الحمد والشكر لله


قال ابن القيم – رحمه الله تعالى – ” الصبر باعتبار متعلقه ثلاثة أقسام: صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها، وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخّطها “


بدعاءٍ واحد أغرقَ اللهُ الأرضَ انتصاراً لعبده نوح عليه الصلاة والسلام

بدعاءٍ واحدٍ أصلحَ اللهُ الزوجةَ العاقر لعبدِه زكريا عليه الصلاة والسلام

بدعاءٍ واحدٍ جعل اللهُ بطن الحوتِ أمناً على عبده يونس عليه الصلاة والسلام

بدعاءٍ واحدٍ من إبراهيم عليه الصلاة والسلام “واجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم” صارت مكة مهوى القلوب

ثِقْ أن الدعاء يعيد ترتيب ما تبعثر

فيا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، استجب دعائنا كما وعدتنا، واجبر كسرنا، وطمئن قلوبنا، وآمن روعاتنا، وتول أمرنا.

اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء والابتلاء يا أرحم الراحمين. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا الحبيب المصطفى واله وصحبه أجمعين.


عندما تعيش لتسعد الآخرين سيبعث الله لك من يعيش ليسعدك.

فما جزاء الإحسان إلا الإحسان “كن جميل الخلق تهواك القلوب”


أيامُ حياتِك.. أمْ حياة أيامك!!!

“أيامُ حياتكَ” لا تملِكُها فالأعمارُ والآجالُ عِلمُها عندَ ربّي ولا تَقدِرُ أن تزيدَ فيها شيئًا.

أما “حياةُ أيامِكَ” فهنا الشأنُ كلُّه!!

إنَّ اليومَ الذي تحياهُ ويستحِقُّ أن يُسَجَّلَ من أيام حياتك هو يومُ الإضافةِ والإنجاز، يومُ البَصْمَةِ والأثَرِ الإيجابيّ الذي تَكسِبُهُ في ذاتِكَ أو تُكسِبُهُ لغيرك. هو اليومُ الذي تُحلّقُ فيه روحُك وتزدادُ فيه قربًا مِن رَبِّك.

ليس المُهِمُّ (كم ستَعيشُ) ولكنَّ المُهمَّ (كيف تعيش)؟!

ستُّ سـنواتٍ فقط من حياةِ سعدٍ بن معاذ رضي الله عنه في الإسلامِ كانت كفيلةً لأنْ يهتزَّ لموتهِ بعدَها عرشُ الرَّحمن.

ركِّزْ على الـ”كيْف”.

كيفَ تختارُ لنفسِكَ حياةً كريمَة…

كيف ترسمُ لنفسك خاتمةً سعيدةً تستقبِلُ بها الحياةَ الأبديَّةَ الباقية؟

هذه المَعاني استشفها العلماء من الحكمة التي تقولُ:

(لا يُمكِنُكَ أن تمنَحَ حياتَك مَزيدًا من الأيام … ولكن يمكِنُكَ أن تمنَحَ أيامَكَ مَزيدًا من الحياة).

وتجلَّى أمامَ عيون الحكماء قولُ الحقّ جَلَّ جلالُه:

((أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا ؟!)).

اللهمَّ أَحي بِنا دينَكَ بعدَ أن تُحْييَنا به.


إِلَهِي أَنْتَ ذو فَضْلٍ وَمَنِّ وإني ذو خطايا فاعف عني
وَظَنِّيَ فِيكَ يا رَبي جَمِيْلٌ فَحَقِقْ يا إلَهِيَ حُسْنَ ظَنِّي


من أجمل الأرزاق: دعوة أم … ووجود أخ … وضحكة ابن … واهتمام صديق … ودعوة محب في الله

إذا أحببت شخصاً خذه معك في دعائك دون علمــه، فهكـذا يكـون الحـب أجمـل، وأصفـى، وأنقـــــى، وأقــــرب إلـــى الله.

دعوة مني من القلب بأن يحقق الله ما ترغبون به، وأن يتقبل طاعاتنا وطاعاتكم ويرضى عني وعنكم.


اعلم أنّ مَن هوَ في البَحرِ على اللوحِ، ليسَ بأحوَجَ إلى اللهِ وإلى لُطفه ممن هوَ في بيتِه بينَ أهلِه ومالِه … فإذا حققتَ هذا في قَلبِك فاعتمد على الله اعتمادَ الغريقِ الذي لا يَعلَمُ له سببُ نجاةٍ غيرَ الله ” الحافظ” سبحانه.


إذا أظْمَأتْك أكفُّ الرِّجالِ كفَتْك القناعةُ شِبَعًا ورِيَّا
فكنْ رُجلًا رِجلُه في الثَّرَى وهامةُ هِمَّتِه في الثُّريَّا


ولدتك إذ ولدتك أمك باكياً * * * والقوم حولك يضحكون سروراً

فاعمل ليوم أن تكون إذا بكوا * * * في يوم موتك ضاحكاً مسروراً


كان الصالحون يتواصون بثلاث كلمات لو وزنت بالذهب لرجحت به:

الأولى: من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

الثانية: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته.

الثالثة: من اهتم بأمر آخرته كفاه الله أمر دنياه وآخرته.


من أعجب الأشياء وأغربها أن تعرف الله ـ جل وعلا وتقدّس ـ ولا تحبّه، وتعرف الربح الأكيد في معاملته ثم تُعامل غيره.


قال صلى الله عليه وسلم: “الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”

يا ابن الإسلام، ويا مريد الخير، ويا سلالة الصالحين:

أنت في الناس تقاس بالذي اخترت خليلاً

فاصحب الأخيار تعلو وتنل ذكراً جميلا

ولا تصاحب الفساق والفاسدين فتكون مثلهم:

ولا تجلس إلى أهل الدنايا فإن خلائق السفهاء تعدي

قال على بن أبى طالب رضى الله عنه: لا تصاحب الفاجر فإنه يزين لك فعله ويود لو أنك مثله.

وقال الغزالي رحمه الله: (أما الفاسق المصر على فسقه فلا فائدة في صحبته، بل مشاهدته تهون أمر المعصية على النفس، وتبطل نفرة القلب عنها، ولأن من لا يخاف الله لا تؤمن غوائله، ولا يوثق بصداقته، بل يتغير بتغير الأغراض.


الدنيا كالماء المالح كلما ازداد صاحبه شرباً ازداد عطشاً. وكالكأس من العسل في أسفله السم فللذائق منه حلاوةٌ عاجلةٌ وفي أسفله الموت الزعاف. وكأحلام النائم التي تفرحه في منامه فإذا استيقظ انقطع الفرح.


أهل السماح والفلاح والصلاح والإصلاح تسامحوا وتصالحوا وتصافحوا قبل فوات الأوان لتكونوا من المحسنين الذي يحبهم رب العالمين 🙁 الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) آل عمران


النَفسُ تَجزَع أَن تَكونَ فَقيرَةً وَالفَقرُ خَيرٌ مِن غِنىً يُطغيها

وَغِنى النَفوسِ هُوَ الكَفافُ وَإِن أَبَت فَجَميعُ ما في الأَرضِ لا يَكفيها


علمتني الحياة أنَّ لها طعــمين، مُـراً، وسائغاً معسولا

فـتـعـودت حـالَـتَـيْها قريراً وألـفـت الـتـغـيير والتبديلا

فـذلـيـل بالأمس صار عزيزا وعـزيـز بـالأمس صار ذليلا

ولـقـد يـنـهض العليل سليما ولـقـد يـسـقـط السليم عليلا

عـلـمـتني الحياة أني إن عشــت لـنفسي أعش حقيراً هزيلا


السعادة ليست في الجمال ولا في الغنى ولا في القوة ولا في الصحة.. السعادة في الاستخدام العاقل لكل هذه الأشياء.


إنّ للكَوْن صَلاَةٌ هي تَسْبِيحٌ وذِكْرُ

إنّ للطَّيْرِ نَشيدًا كلُّهُ حَمْدٌ وشُكْرُ

سَبَّحَ الخَالِقَ بَحْرٌ ومَجَرَّاتٌ وزَهْرُ

لَيْتَ شِعْرِي، كَيْفَ يَنْسَى العَبْدُ رَبَّهْ؟


الإنسان والهدف بقلم ماجــــــد دوديـــن

يخرج الإنسان من رحم غامض إلى رحم الحياة الأكثر غموضا… يشرع الزمـن يستهلكه… يختلس ثواني حياته وساعاتها والأيام…ويوما ما يقال له: لم لا تحتفل بميلادك؟!…لم لا تطفئ الشموع؟!

يصدِّق الناس ويبدأ يطفئ الشموع تباعا شمعه تلو شمعه وهو لا يدري أنه في واقع الأمر إنما يطفئ سنوات العمر ويقترب من النهاية… يقترب من الأجل المحتوم … يقترب من الموت

تذكرت قصة حكاها لي جدّي يوم كنت فتى يافعا… عاد الصوت صوت جدي المتهدج المتقطع من البعيد:

” يحكى أن حاكما قال لوزيره: أريدك أن تأتيني بإجابة على ثلاثة أسئلة وإلا تفعل كان الموت مصيرك

ما أحق الحق؟ ما أبطل الباطل؟ ما أعز شيء على الإنسان؟

تحرك الوزير على الفور… يجوب شوارع الحياة ينقّب عن إجابات… ولكنه لم يجد أحداً يجيبه… بدأ اليأس يتسرب إلى نفسه ويزحف إلى عالمه كالبركان الملتهب… وأخيرا وبعد طول عناء وجد الوزير شيخا طاعنا في السن عرك الحياة وصنعته التجربة قال للوزير: أنا أستطيع أن أجيبك على هذه الأسئلة

إن أحق الحق هو الموت… باب دخل منه ملايين الناس وكأس يذوقه كل الناس ولا مناص منه… وإن أبطل الباطل الحياة… الحياة بيت خرج منه ملايين الناس وسيخرج منه كل الناس ولا مناص إذ لا خلود فيها… أما أعز شيء على الإنسان فسؤال يجب أن تدفع ثمنه غاليا لكي تحصل على الإجابة ويكفيك ما حصلت عليه من إجابات مجانية على السؤالين الأول والثاني

قال الوزير: سيدي الشيخ أطلب ما تريد من مال

قال الشيخ: لا حاجة بي إلى أموالك ولكن أريدك أن تقوم بتكسير تلك الصخرة العظيمة بمفردك

قال الوزير: أتريدني أنا أن أفعل ذلك؟

قال الشيخ: بلى، وإن لم تفعل فلن تحصل على جواب

وبعد تردد لم يطل طأطأ الوزير رأسه وخضع لإرادة الشيخ وعاد والعرق يتصبب من كل خلية من جسده لكي يسمع الإجابة التي دفع ثمنها غالياً- “إن أعز شيء على الإنسان هو الهدف الذي يعيش من أجله”… لقد كان هدف الوزير أن يبقى حيا ولذلك فعل ما فعل.

ترى… هل وضعنا لحياتنا أهدافا سامية أم أننا ندب هكذا على الأرض ونسير دون هدف؟

إن أحد أهدافي في الحياة أن أرسم البسمة على شفاه الناس كل الناس… وأن أكون كنحلة تطير تنتقل من زهرة إلى زهرة… أوزع الابتسامات… وأخفف عما أَلَمَّ بالناس في العالم من أَلَمْ وأزرع الأمل.

(اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ (19) مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ (20) سورة الشورى


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى