من كبّر هواته ما ضرب!
المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة
يضرب هذا المثل لمن يبحث عن #حجر #كبير ليضرب به خصمه وقت #المشاجرة، هذا المثل ينطبق على ما تمخضت عنه ورشة العمل #الاقتصادية ورؤيتها للتحديث الاقتصادي 2022-2033 التي عُقدت في سياق التحديث للمسارات السياسية والاقتصادية والإدارية في البلاد .
مخرجات هذه #الورشة غير مفهومة كلغة عربية، حيث جاءت بمصطلحات يصعب فهمها بالرغم من غزارة اللغة العربية، من يراجع وثائق الورشة سيكتشف أنها عبارة عن وثائق إنشاء هابطة التعبير خالية من أية أهداف واضحة ومحددة، وخالية من أية أدوات لمؤشرات الاداء والقياس، مثلاً: لا يوجد فيها أي ذِكر لهدف رفع معدل الدخل السنوي للفرد من 3600 دينار الى 12000 دينار عام 2033 م، أو خفض نسبة البطالة من 50% الى 30% عام 2033م، هي باختصار تتحدث عن نبؤات وهمية! 41 مليار من سيجلبها للاستثمار ! كم من الاستثمارات أتت وهربت بسبب المحاصصة والمشاركة والرشاوى والابتزاز! هل تطهرت بيئتنا الاستثمارية من عوالقها لنبني عليها الآمال المستقبلية؟
مما يلفت الانتباه انه جاء في إحدى جزئيات المبادرة أن الأردن سيتحول الى مركز إقليمي للأمن الغذائي! وهنا أستطيع أن أخوض في هذا المجال كوني قريب منه، كي نحقق هذا الهدف هناك مجموعة إجراءات لطالما قيل فيها الكثير عبر عقود من الزمن لم تلقى آذان صاغية حتى تاريخه، بهدف رفع القدرة التنافسية الزراعية محلياً وإقليمياً ودولياً، فالأردن بطبيعته هو بلد زراعي ويجب أن ترفع مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي بما لا يقل عن 30% عبر تهيئة البنية التحتية للقطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ، تخفيض فاتورة الطاقة للحد الأدنى ، تخصيص الأحواض الزراعية لأصناف الخضار والفواكه والحبوب، التحول للمكننة الزراعية، استخدام انظمة الري المقننة للمياه، الاستثمار في الصناعات الزراعية التحويلية، التشريعات المشجعة للتصدير، التشريعات الضامنة لخفض كلف الانتاج، توطين مستلزمات ومواد الانتاج محلياً ، التوسع في زراعة محاصيل الاعلاف وتطوير حقول المراعي ، تطوير منشئات الحصاد المائي ، تطوير زراعات النباتات والأشجار الزيتية.
هناك ثلاث محاور رئيسة يمكن التركيز عليها لانقاذ البلاد تتمثل في قطاع الزراعة والصناعة والتعدين كونها ركائز وطنية للإنتاج مع عدم إهمال بقية القطاعات، الاردن يمتاز بموارد كثيرة جداً، كل ما يلزمنا هو ارادة البناء والتطوير وكفاءة ادارتها، الاستثمار بهذه القطاعات بعيداً عن الإملاءات والتبعية كفيل باخراج البلاد من عثرتها.
كفانا مبادرات ورؤى لم ولن تتحقق، غالبية من شاركوا وأعدوا هذه الرؤيا والمبادرة هم من وقف وراء سوء حالنا اليوم ، من يدعي اليوم بأنه المنقذ المنتظر هو من أوصلنا للحضيض، من ينعت شرفاء الوطن بالسوداويين والمحبطين نقول له ونسأله: ما هي إنجازاتكم ! 35 مليار مديونية ! أم 50% بطالة ! أم 38% نسبة الطلاق ! ناهيك عن سوق المخدرات وعصابات الإجرام والتضخم والجوع والفقر وغيرها !
من يريد الصلاة عليه الاغتسال أولاً، حتى الدواب عندما تبرك فإنها تنظف الموضع الذي ستبرك به، من يريد النهوض بالبلد عليه الاغتسال والتطهر من كل الاثام والموبقات التى ارتكبها، الأردن بحاجة ماسة لكل أولئك السوداويين الذين نبهوا وحذروا من مكامن الخطر الذي يهدد وجودنا وكياننا – نبهوا للفساد والشللية والمحسوبية والارتهان والتبعية ونهب المال العام والتطاول على سيادة الدولة والتزوير وكل شيء! لم يسمعهم ولم يصغِ لنداء وطنيتهم أحد! مجموعة من المختصين السوداويون كفيلة بإعداد خطة انقاذ وطنية وإدارتها ” سياسية واقتصادية واجتماعية…الخ” كفيلة بإخراجنا من قعر الزجاجة الى الفضاء المشرق لمن يريد إصلاحاً!ً
واخيرا كل مواطن أردني يتمنى ان تتحقق الرؤيا سالفة الذكر او جزء منها ، لكن حكي السرايا بعيد ويختلف كثيرا عن حكي القرايا .