من #قصص #المنافقين بين #الماضي و #الحاضر . . !
#موسى_العدوان
في كتابه ” #أوراق_مطوية في كتاب الزمن ” أورد #اللواء_عمر_المدني رحمه الله القصة التالية : ” كان #السلطان العثماني عبد الحميد يجلس إلى طاولة العشاء، ومعه أعضاء الحاشية السلطانية، ومن بينهم شيخ الإسلام وطبيب جلالته ومستشاره الخاص، وكان الطعام منزّلة باذنجان.
كان الباذنجان من النوع الجيد ( اللي ما فيه بزر وطعمه حلو، فارتاح السلطان لهذه الأكلة وقال : والله هذا شيء لذيذ ). فقال شيخ الإسلام : يا مولاي، إن طعام أهل الجنة في الجنة الباذنجان. وقال الطبيب الخاص : يا مولاي لا يوجد خضرة خلقها الله وفيها جميع الفوائد الجسمانية مثل الباذنجان. كما أن مستشار السلطان أثنى على الباذنجان.
وبعد عام من ذلك، كان نفس أعضاء الحاشية مع السلطان يتناولون طعام العشاء، وكان الطبق الرئيسي منزلة باذنجان. وعلى ما يظهر أن الباذنجان كان مليئا بالبزر وفي طعمه مرار. فانزعج السلطان من الطعام وقال للسفرجي ( شو هذا ؟ ).
فانبرى شيخ الإسلام وقال : يا سيدي طعام أهل جهنّم في جهنّم هو الباذنجان. وتبعه الطبيب الخاص فقال : يا سيدي إن الخضرة الوحيدة التي ليس فيها أية فوائد هي الباذنجان، وفعل فعل الذمّ المستشار الخاص.
فالتفت إليهم السلطان وقال : في السنة الفائتة كان نفس الطعام، وقد أسهبتم جميعكم في مدحه. فكيف حدث أن انقلبتم جميعكم عليه، وكلتم له الذمّ بعد المدح الطويل؟ فقالوا بلسان واحد : ” مولانا نحن #وزراء_السلطان ولسنا وزراء الباذنجان “.
* * *
التعليق : وأحب هنا أن أذكّر بسؤال اللواء المدني، لرئيس وزراء الأردن الأسبق الشريف حسين بن ناصر قائلا : سيدي كيف وجدت الأردنيين بعد سبع سنوات من وجودك في الأردن، نسبة للقول المشهور باهل العراق بأنهم أهل الكفر والنفاق ؟ فأجابه الشريف حسين : ” يا ابني . . والله أن العراقيين ما بيطلعوا تلاميذ في مدرسة نفاق الأردنيين “.
أليست هذه الظاهرة من #النفاق الرخيص، مستمرة حتى اليوم في مجتمعنا، وعلى مختلف المستويات الرسمية والشعبية ؟ ومن يساوره شكّ في ذلك، فليتابع مقالات ومقابلات معظم المسؤولين السابقين والحاليين على وسائل الإعلام، ليجدها تقطر نفاقا وتزلفا بلا حدود ؟
وهكذا تستمر المسيرة في تنافس نفاقي مرير بين أزلامها، إلى أن يشاء الله ويكرمنا بمن يردعهم ويوقفهم عند حدهم . . !
التاريخ : 17 / 6 / 2023