من شوّه سمعة التعليم عن بعد؟

من شوّه سمعة التعليم عن بعد؟
الدكتور ذوقان عبيدات

الأول نيوز – قيل كثيرًا عن التعليم عن بعد: شعرًا ونثرًا وغناء، بل إن أغنية واحدة على الفيس بوك تم مشاركتها من 350 شخصاً، وهذا بتقديري أعلى رقم مشاركة لموضوع. كما قيل في التعليم عن بعد: هجاء ومدحًا وربما تزلفًا ونفاقًا، وانتهت الأقوال بسيطرة الناقدين والحاقدين على الساحة، وغدا التعليم عن بعد يتمتع بسمعة سلبية جداً فما الذي قاد إلى هذه السمعة؟

قلت أنا: إن التعليم عن بعد ليس خياراً لنا، بل مسرب واحد لا بدّ منه. فما البديل عن التعليم عن بعد إذا أغلقت مسارب التعليم العادي؟ المهم أن سمعة هذا التعليم تلطخت للعوامل الآتية:

إننا معتادون على نمط التعليم العادي وعمره ألفا عام: طلبة يذهبون إلى المدرسة، ومعلمون يرعونهم حتى المساء، وإن أي تعبير في هذا النمط يخلق قطعاً عداوات عديدة، هذا جزء من المشكلة!!
أما الجزء الثاني، فهو أن التعليم عن بعد ألقى كل الهموم على أمهات الطلبة، وليس على الأسرة، فالأب غادر البيت إلى مكان تسلية والأم تورطت وحدها في الموقف، وبذلك ارتفعت أصوات تشكو بل تدعو (من دعاء وليس دعوات).
والجزء الثالث، إن الأهل ضاقوا ذرعاً بالأطفال في المنزل، ولذلك طالبوا بالذهاب إلى المدرسة! إذن التعليم عن بعد “أوكل” المهمة إلى الأم، والأم ترفض وتعيد الكرة إلى ملعب المدرسة، ومن المدهش حقاً أن الأهل فضلوا المغامرة بكورونا على جلوس أبنائهم وبناتهم في المنزل فزاد صراخ الأهل.
أما الجزء الرابع من المشكلة – وهذا مهم- فهو أن الأهل لم يشعروا بقيمة إيجابية للتعليم عن بعد، وخاصة حين صدر قرار بامتحان الطلبة!!

مقالات ذات صلة

وبصراحة:

– لم يقدم تعليم عن بعد ناجح، فما تمّ تقديمه ليس سوى تجربة قاصرة غير مستندة إلى خبرة تكنولوجية في التعليم عن بعد، وهذا ليس ذنب أحد، إنما هو ذنب تراكمي كان يمكن الاستعداد لتجنبه منذ عشر سنوات، فالتربية لم تُعّد نفسها للتعليم عن بعد، ولذلك لم يرضِ أداؤها الجمهور.

إذن، بعض أسباب سوء السمعة موضوعي، وبعضها ذاتي، والوزارة تتحمل مسؤولية ضعف الأداء – وهذا ليس ذنباً كما قلت!!

أما الصراخ، فلا أرى أنه ضروري! نحن في أزمة وعلينا تحمل بعض الخسائر!!

المطلوب:

– لم أرَ دوراً للمعلمين، باستثناء معلمي المدارس الخاصة، مع أن بعض المدارس الحكومية بادرت بإعداد بعض الدروس عن بعد، وقد تكون أكثر نجاحاً من دروس المنصة، فالمعلمون يجب أن يندمجوا مع طلابهم.

– ومن الناحية العملية، لا داعي إطلاقاً لكي يتعلم الطلبة كل حقائق الكتاب، وقلت مراراً: نكتفي بالمهارات الأساسية من 1-4، في مواد اللغة والرياضيات فقط، أما الصفوف الأخرى، فيجب الاكتفاء بالمفاهيم الرئيسة في مختلف المواد.

التعليم عن بعد ليس مذنباً!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى