من #شهادات #أبطال #حرب_أكتوبر1973
شهادة الفريق #سعدالدين_الشاذلي رئيس أركان حرب# القوات_المسلحة #المصرية خلال حرب أكتوبر
#موسى_العدوان
بعد يومين ستطل علينا ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، التي خطط لها ونفذها جيش مصر العظيم، فعبر بالقوة أكبر مانع عالمي، معزز بمواقع دفاعية حصينة. وغدت هذه العملية العسكرية الناجحة مرجعا يدرّس في مختلف المعاهد العسكرة العليا لجيوش العالم.
وإكراما ووفاء لشهداء تلك الحرب، ولمن خاض غمارها من الأحياء والمتوفين، أجد من المناسب أن نحيي ذكراها، بإبراز بعض صور البطولة التي تخللتها، كما شهد بها القادة العسكريون والسياسيون في ذاك الزمان دون تعليق من قبلي، لكونها تنطق بالحقائق، التي عمدها أولئك الرجال بالدماء والأرواح.
جاءت حرب أكتوبر بعد ما سمي بنكسة حزيران عام 1967، والتي فقدت فيها الأمة العربية صحراء سيناء من مصر، وهضبة الجولان من سورية، والضفة الغربية من الأردن، إضافة للتأثير النفسي والمعنوي على أفراد شعوبها بشكل عام. وفي هذا المجال يقول الفريق سعد الدين الشاذلي ما يلي وأقتبس :
” إن رفع الروح المعنوية لجيش مهزوم هو عملية شاقة، ولاسيما إن كانت أسباب الهزيمة غير معروفة. لم تكن الحقائق عن أسباب هزيمة يونيو 67 معروفة للشعب المصري، فقد كان الشعب حائرا بين ما يسمعه من أقوال متناقضة، فقد كانت القيادة السياسية تلقي باللوم على القيادة العامة للقوات المسلحة، بينما كانت القيادة العامة للقوات المسلحة تشيع سرا أن القيادة السياسية هي المسؤولة عن الهزيمة، لأنها حرمت على القيادة العسكرية القيام بتوجيه الضربة الأولى. وترتب على ذلك قيام إسرائيل بالضربة الأولى وتدمير قواتنا الجوية.
ومن وجهة نظري فإني أعتقد أن قواتنا المسلحة كانت سوف تنهزم في عام 67 حتى لو قامت بالضربة الأولى. لقد أخطأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة كلتاهما في حساباتهما.
وبينما كان الشعب المصري حائرا بين الآراء المتعارضة حول أسباب الهزيمة، لم يجد صورة يعبر بها عن سخطه، سوى أن يلقي باللوم على كل رجل عسكري يراه. كان الناس يستهزئون من كل رجل يمر في الطريق العام مرتديا ملابس عسكرية وينكتون عليه. وكانت الهزيمة قد أثرت في الروح المعنوية للجنود، فجاءت هذه الاستهزاءات من الشعب لتزيدها هبوطا. وفي ظل هذه الظروف القاسية أخذت القيادة العامة الجديدة للقوات المسلحة على عاتقها رفع الروح المعنوية للرجال ما بين يونيو 67 وأكتوبر 73.
لقد كانت معركة رأس العش التي وقعت يوم أول يوليو 67 هي أول عمل عسكري يعيد الثقة إلى النفوس، سواء على مستوى القوات المسلحة أم على مستوى الشعب. ففي هذه المعركة قام رجال الصاعقة المصريون باعتراض قوة إسرائيلية كانت تتقدم شمالا باتجاه بور فؤاد لاحتلالها فهزموها واضطروا إلى الفرار.
وبعد أكثر من ثلاثة أشهر وعلى وجه التحديد بتاريخ 21 من أكتوبر 67 قام رجال البحرية المصرية بإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، التي كانت تقوم بأعمال الدورية أمام بور سعيد، ثم بدأت حرب الاستنزاف في سبتمبر 68، وما صاحب ذلك من عمليات عبور جريئة قام بها رجال الصاعقة، حيث نصبوا الكمائن وأثاروا الذعر بين صفوف الإسرائيليين، واستعادة القوات المسلحة ثقتها الكاملة بنفسها في يونيو 1970، عندما نجحت قوات الدفاع الجوي بإسقاط عشر طائرات إسرائيلية خلال السبوع الأول من شهر يوليو1970. ” انتهى الاقتباس.
رحم الله الشهداء والمتوفين وكل من شارك في تلك الحرب المجيدة، وأسكنهم فسيح جناته.
التاريخ : 4 / 10 / 2022