نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا لمراسلها في دبي سايمون كير بشأن ما يدور في #الإمارات من تكهنات حول من سيختاره الرئيس الإماراتي الجديد #محمد_بن_زايد وليا لعهده.
ورجح التقرير، أن ابن زايد سيعين نجله كخليفة له، قائلا: “في الوقت الذي تدفق فيه قادة العالم على الإمارات لتقديم التعازي بوفاة حاكمها الشيخ خليفة، فقد ضجت المحافل الدبلوماسية بالتكهنات حول قيام خليفة الرئيس الراحل بكسر التقاليد المعمول بها وتعيين نجله وليا للعهد بدلا من أحد أشقائه”.
وأوضح التقرير أن ترشيح ولي للعهد أو خليفة يستخدم كإشارة عن استقرار في #أبوظبي، الإمارة الغنية بالنفط والتي تقود الدولة ويتمتع حاكمها بقوة وتأثير في المشاورات بين أشقائه وإخوته وبقية العشائر القوية.
ووفقا للتقرير، تلعب الإمارات وبشكل متزايد دورا مؤثرا في الشرق الأوسط. وقبل عقدين أشار مؤسس الإمارات الشيخ زايد والد الشيخ خليفة والشيخ محمد وبقية المسؤولين المؤثرين إلى أن الحكم يجب أن يتداوله أبناؤه.
وهناك الكثيرون يتوقعون من الحاكم القوي البالغ من العمر 61 عاما، أن يختار ابنه الشيخ خالد. وتقول سينزيا بيانكو، الزميلة الزائرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: “هناك مظاهر قلق من رغبة محمد بن زايد بإنشاء عائلته الحاكمة واختيار خالد. وسيكون تحولا كبيرا في ديناميات السلطة التقليدية في الإمارات”، مضيفة أن “محمد بن زايد يقوم بعملية مركزة أصلا ولكن هذه مركزة مفرطة”.
وكولي للعهد على مدى الـ18 عاما الماضي عمل الشيخ محمد على تحويل أبو ظبي من إعادة ترتيب الحكم المحلي وتنويع الاقتصاد وتحضيره لمرحلة ما بعد النفط. وقمع المعارضة المحلية وتدخل في نزاعات محلية من ليبيا إلى اليمن لمنع الإسلام السياسي من تعزيز مكاسبه في مرحلة ما بعد الربيع العربي.
وزادت سيطرة محمد بن زايد بعدما أصيب الشيخ خليفة بجلطة دماغية عام 2014، وتقاعد من الحياة السياسية. ومنذ ذلك الوقت، أشرفت العائلة الحاكمة على إصلاحات محلية جذرية وعملت على علمنة المجتمع ومزقت قواعد اللعبة السياسية بالمنطقة من خلال تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
ونظرا لسن محمد بن زايد الشاب نسبيا فإنه قد يميل لاختيار ابنه وريثا له أكثر من أشقائه. وبحسب كريستيان أورليتشنسن، الزميل بمعهد بيكر للسياسات العامة في جامعة رايس “من المنطقي أن يظل محمد بن زايد نشطا في الحكم لمدة عقدين تقريبا، هذا إن لم تساعده صحته، ولهذا فحدسي أنه يريد تسمية واحد من أبنائه كولي للعهد”.
فابنه خالد، 40 عاما تعلم في الولايات المتحدة وبدأ عمله الرسمي بالحكومة في قوات الأمن ليصبح في السنوات الأخيرة مسؤولا عن السياسة المحلية، بما في ذلك جهاز أبوظبي التنفيذي. وزاد تأثيره بعد تقلده في السنوات الماضية مهام بارزة في الحكومة.
وقال التقرير: “لو قرر محمد بن زايد مواصلة التقاليد العائلية واختار واحدا من أشقائه، فالمرشح الأبرز هو مستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد”.
ولعب طحنون دورا بارزا في التدخلات الإقليمية بالعقد الماضي بما فيها الحرب في اليمن. وأقام في الوقت نفسه علاقات قريبة مع أجهزة الأمن الغربية الحليفة وتولى ملفات دبلوماسية حساسة تتعلق بالعلاقة مع تركيا وإيران مثلا.
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: وفد أمريكي بالإمارات لإصلاح العلاقة مع أبوظبي
ويشرف طحنون على أعمدة اقتصاد أبوظبي منها الشركة القابضة “إي دي كيو” وأكبر مصرف حكومي “أف إي بي”. ولديه مصالح تجارية خاصة وواسعة بما فيها مجموعة شركات إي أتش سي التي تطورت من شركة مزارع سمك لتصبح واحدة من أكبر شركات أبوظبي بمصالح متعددة وعمليات استحواذ.
وهناك شقيق آخر مرشح وهو الشيخ منصور، نائب رئيس الوزراء ومالك نادي مانشستر سيتي البريطاني ومصالح تجارية أخرى. لكنه ارتبط بفضيحة مالية تتعلق بالشركة الماليزية (أم دي بي).
ومن المرشحين أيضا الشيخ هزاع والذي تحدث عنه كولي عهد في المستقبل ومن سنوات طويلة. ولا توجد إجراءات لتعيين ولي للعهد، فقد اختار الشيخ زايد الشيخ خليفة كنائب له عام 1966 وعين قبل وفاته الشيخ محمد بن زايد كنائب لخليفة.
ويرى عدد من المراقبين أن الإعلان عن ولي العهد الجديد سيتأخر لحين انتهاء مدة الحداد وهي 40 يوما.
ويقول كريستوفر دافيدسون، الزميل المشارك بجمعية هنري جاكسون إن قوة محمد بن زايد تعطيه الحرية للتحرك “غدا أو بعد عام” ولكنه قد ينتظر “حتى ينجلي الغبار” ويعطي وقتا من أجل تقوية صورة ابنه في الإعلام.
وتابع: “ربما يتبع محمد بن زايد مثال والده بتعيين شقيقه طحنون وليا للعهد وابنه كنائب لولي العهد، بحيث يعطي ابنه وقتا لكي يتعلم ويكبر في الدور.”
وقالت بيانكو: “يفكرون في عدة خيارات، واحد هو ولي العهد بحكم الواقع” و”هذا خيار يحظى بدعم لأنه لا يوجد مرشح مجمع عليه”.