من سنيِّ ما مضى

من سنيِّ ما مضى

د. #بسام_الهلول

( الحق سعد)….
(قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )……..
…….ابان كنت طالبا في #الجامعة كان ضمن المقرر دورة تدريبية لنا شرط تخرج..فانقطعنا لها في معسكر في الجامعة وكان يشرف عليها رهط من العسكر وفي نهاية الاسبوع كان من المقرر ان نزور سلاحا من طواقم #الجيش وحفاوتهم بنا بمجرد ان ندخل #السلاح فورا ننظم الى ذويه طابورا من الركض وبعض التدريبات من سلاح المدرعات الى قاعدة سلاح الجو في المفرق…وكان معسكرنا لفريقه مايقارب 250 طالبا من مختلف التخصصات..وكنت اعرف بشغبي والخروج على #الانظمة ورغم هذا الا ان خيمتي كانت تضم ثمانية من الرفاق وكان رقمها( ثمانية)…ولقد حظيت هذه الخيمة باهتمام قائد الكتيبة وطاقم التدريب وكنت انادى باسم المختار اخترته من عند باب عندما سالوني اسم المختار الذي اتبع له في قريتي فاخترعت اسما( عودة الدلاهمة)…ورغم مشاكستي الا ان هذه الخيمة كانت محط احترام لما يعقد فيها من جلسات ثقافية وحوارية..فكان منا الاخ المسلم واليساري والبعثي والشيوعي والهاشمي والقومي والعروبي..وشرقي النهر وغربي النهر
وكنت مميزا بمحمولي الثقافي الممتزج بروح الدعابة الامر الذي حظيت به وقدمني عند قادة المخيم
وذات صباح صاح بنا النقيب( عافت)…
بالنداء المتفق عليه بل الصيحة( الحق سعد)…وكنت اظن في البدء ان قائد الكتيبة( سعد)…لابد ان نلحق به…وتبين النداء من بعد انه مختصر من الخطاب ( الى الحركة استعد)…الامر الذي يدلل على ان علمنا من المصطلحات العسكرية ما يؤكد بداهتنا وانما اميون من حيث الالف باء العسكر)…وبقي هذا النداء المفتتح يرافقنا فاستحليناه…( الحق سعد)…كنت اظن ان هذه( العلمية)..المنصرفة في البدء ثمة رجل اسمه( سعد)…وبعد ان اصبحت الالفة بيننا وزالت( اميتنا)..في الجندية..رغم اني اعترضت في البداية على( سعد)…وبلغ الامر ان سالت المدرب( عافت)…لم لايكون( الحق عودة)…وظننت ان (..عافت)…ليس اسما وانما ( صفة)…لمرارة ماذقناه من صعوبة مراسه وقسوته في التدريب الى ان مبلغ ماوصل اليه معه اننا سنعاف الدنيا من ( علقم)..مذاقه…
..وذات صباح صاحوا بنا( الحق سعد)…فاصطففنا كالعادة وابلغونا اننا سنزور سلاح المدرعات..ووصلنا نواحي الزرقاء ودخلنا المعسكر وبعد ان ركضنا ( سريع الخطوة سريعا)..قرابة الساعة دخلنا قاعة كبيرة واذ بمحاضر من سلاح المدرعات ينتظرنا من ضباط المعسكر..وتناول فيها ( هزيمتنا في 1967)…واسبابها…ودار نقاش بيني وبين المحاضر الامر الذي لفت انتباهه
..وجاء دور( عافت)…الحق سعد…تمنيت في يوم ان لاالحق( سعد)…وناداني قائد المعسكر بمسماي ( التلميذ العسكري)..اي بعض الشان معك…ذهب رفاقي بحثا عن( سعد)…وطلب مني ان اتغدا معه..فجلسنا معا وهذه المرة الاولى في حياتي شعرت بان لي( ميزة)..في المطعم والمشرب وصحبة ضابط برتبة ( عقيد)…واقع حواري ومستوى الطرح في الخطاب
ثم انصرفنا بعدها وعدنا ادراجنا الى معسكرنا( الام)…ولا زال( عافت)…كم كنت اتمنى ان لايكون صباحنا في يوم من ايام امس الداير الذي لن يعود..( عافت)… وفي الاسبوع القايل سنزور القاعدة الجوية في المفرق..ومن يومه دخلنا القاعدة وكالعادة ( الحق سعد)…لم احد في حياتي اثقل من دم( سعد)..متى ياتي يوم لايكون فيه( سعد)…رغم اننا وكل شقوتنا ان نحقق في قابل ساعة( سعد)…رغم شجرنا معه وضجرنا منه الا انه كان امنية كل واحد منا ان يحقق لنفسه( سعد)…وان يكتب الله له ان يلتقي بفتاة احلامه( سعدى)…رغم ضجرنا منه الا انه كان مبتغانا( سعد)…مثلما الطفل تضربه امه الا انه يهرب منها( اليها)…
..ومن صباح ذلك اليوم من الاسبوع الاخير تقرر زيارة( القاعدة الجوية)…وصاح( عافت)…رغم ضجري ان( الحق سعد)…وحطت رحالنا القاعدة الجوية وكالعادة( اللحاق بسعد)..ثم بعد ركض ومرارته والصيف اللاهب..دلفنا الى( نادي الطيارين)…لتناول الافطار مع الطيارين بعد طابور من الركض القاسي…والمر وزادها مرارة( عافت)…واضطرارنا مرة اخرى( اللحاق بسعد)…
دلفنا الى ناديهم…فما كان مني ان ( اقعيت) اقعاء الكلب كي احل مانشط من ( ببسطاري)…فوكزني ( عافت)..مالذي ستفعله….فقلت ؛ سيدي( الميه)…. فوقع لي ما وقع لبلقيس في قصر سليمان صرخ في وجهي بعد ان( شمرت عن ساقي..وهممت بخلع البسطار…قال لي. با دلاهمة ( لقبي).. ولك هدا ( سيراميك بلاط)…مش( ميه)…فوضعت يدي المسه واذ بقول عافت انه(سيراميك)…ابيض ظننته بركة من الماء…فتذكرت( بلقيس)..مع قصر سليمان( ظنته لجة فشمرت عن ساقيها)…وهذا ماوقع لي في نادي الطيارين…ظننه لجة من الماء….فشمرت عن( عساقيلي)…كما نطلق عليها في قريتي…ولاول مرة اعرف ان هذا( سيراميك)…وكان هذا محور نقاش مطول مع العميد جويبر في قاعدة( جويبر)…الجوية…وحكيت له القصة ولاول مرة في حياتي من صبيحة ذلك اليوم ان يكون المبتغى( سعد)…رغم انني ومن صحبة( عافت)…احببت بل كان مناي( اللحاق بسعد)…

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى