من داخل السروال يا دولة الرئيس..
بقلم: د.فلاح العُريني
قام رئيس الوزراء الأردني بشر هاني #الخصاونة بزيارة إلى محافظة #معان، حيث دعا #الشباب الأردني إلى التفكير #خارج #الصندوق..
دولة الرئيس..
إن الصندوق الذي تتحدث عنه كسرتموه أنتم ومن سبقكم وعلى انقاضه زرعتم صندوق همة وطن الذي احتوى على مال الشعب بسيف الحياء وتحت ذريعة أن الوطن للجميع والصناديق لكم، أضف إلى ذلك الصناديق التي تم تفريخها وأطلق عليها لقب #ملاذات #آمنة.
دولة الرئيس..
الشباب الأردني ليس له صندوق ليفكر بداخله بعد أن ملأتم صندوقه بالكذب و #الوهم و #الوعود البالية والمشاريع الوهمية، وقد امطرتم شبابنا بالوطنية وانتم تعلمون ان كل شاب فيهم يمثل مدرسة حقيقية في الوطنية الصادقة، وليس الوطنية مدفوعة الأجر.
دولة الرئيس..
شبابنا اليوم ماعاد يطيق التفكير داخل الصندوق الأسود، شبابنا سيفكر في الميادين والشوارع، وسيفكر بصوتٍ عالٍ، وسيرتد له صداه على شكل حرية مطلقة، وحقوق مكتسبة بعيدا عن صندوقك الأسود.
دولة الرئيس..
عندما كنتَ انت في سن الثانية والعشرين من عمرك، وفي ريعان شبابك، لم يكن لديك وقت للتفكير لا داخل الصندوق ولا خارجه، فقد كنت مليء البطن وواسع المنكبين لرغد العيش الذي كنت (تتبغدد به) على راي أمي..
لقد كنت في الثانية والعشرين من عمرك ملحقا بالخارجية الأردنية.
دولة الرئيس..
مثلك ليس بحاجة للتفكير، اترك لنا نحن حرية التفكير..
اترك التفكير لمن كان وعمره اثنين وعشرون عاما يبيع العصير في اربد حيث جامعة اليرموك وبعيدا عن عيون مجتمعه، لعله يجمع فتات يومه..
اترك التفكير لمن باع ثلاجة والدته بثمن بخس، ليستطيع ان يدفع رسوم جامعته..
عن أي تفكير تتحدث، وأي شباب تخاطب وقد بلغت من العمر مايكفي لتنظر لشباب الأردن كأبناء لك وتخاطبهم كما تخاطب ابنك وحفيدك..
هل جربت يادولة الرئيس ان تجعل ابنك يفكر خارج الصندوق؟
هل ابنك يعتمد على نفسه في جلب قوت يومه، وقد يئس من الوظيفة الحكومية؟
دولة الرئيس..
اقبل لإبني ماتقبله لإبنك، فإبني هو الوطن وهو الضحية وهو حقل التجارب في حكومتكم..
ابني يادولة الرئيس هو ياء المنادى إن نادى الوطن حي على الجهاد..
إبني يابِشر هو ياء المنادى إن دعوتم الشعب للتقشف والتبرع ودفع الرسوم والضرائب..
بربك من أبنك؟؟
دولة الرئيس..
شبابنا اليوم يفكر من داخل الحمام، وفئة قليلة تسير على هدي الحكومة السابقة وتفكر من داخل السروال اقتداءً بشادي الذي زحل سرواله في مسلسل جن الجاثم على طور البتراء، تلك المدينة الوردية التي تشرفت بزيارتكم يادولة الرئيس يوم أمس..
دولة الرئيس..
أن وجدت في حروفي ما يجرح منصبكم ومقاومكم الوظيفي فعليك أن تعلم بأنك قد جرحت كل خلية من خلايا الوطن بهذا النداء الذي دعوت الشباب اليه، ولم تكتفِ بذلك فحسب، بل جرحت خلايانا التائية بمطعومك التائه، فقد جعلت من شبابنا العبد عنتر في المطعوم، والبطل عنتر في البطالة والجوع..
وعليك أن تعلم يادولة الرئيس أن مثل هذه النداءات لن تنزع فتيل انفجار قنبلة البطالة ، بل ستسرع من انفجارها، وحينها سيكون شبابنا هم عنوان النداء.
اللهم احفظ الأردن ورده الينا رداً جميلاً.