من انت ومن انا حتى نشهد النصر
د. #عبدالله_البركات
كل مسلم صحيح الايمان يحب أن يشهد نصرا باهراً للمقاومة. وهذا شعور صحيح مخبر عن ايمان صحيح. إلا ان استعجال النصر وربطه بمعركة واحدة او حتى حرب طويلة يخوضها جيل واحد يكشف عن نوع من الأنانية الخفية بل وضعف ايمان . خاصة إذا ترتب على تأخر #النصر شكوك في وعد الله او سننه.
فمن انت ومن انا حتى يكون من حظنا شهود الانتصار العظيم دون غيرنا ممن ماتوا او قتلوا على امتداد الصراع. خاصة اننا لم نسهم بالجها د إلا بتمني النصر للمجا هدين. بل ربما لم نقدم لهم طلقة او لقمة او حبة دواء.
لو حصل النصر الباهر اليوم لفرحنا ولنسينا كل شكوكنا وتساؤلاتنا عن تأخره. ولما أقلقنا ان الالف المجا هدين وأهليهم الذين قتلوا قبل مثل هذا النصر لم يشهدوا مكافأة جها دهم ولا سعدوا بشفاء صدورهم بانكسار من قتل ابناءهم. سنعتبر ذلك طبيعياً. ونقول لا يمكن ان يشهد النصر كل الساعين اليه. يكفي انه تحقق لاحقا. بل لعل ما تخفيه انفسنا هو شعورنا انه يكفي اننا نحن المراقبين على الارائك شهدناه.
من استشهد من المسلمين قبل بدر مثل آل ياسر لم يعش وافرحة النصر بل كان نصيبهم الإضطهاد والاستشهاد .
ومن مات قبل فتح مكة مثل سيد الشهداء حمزة لم يشهد تلك الجموع الهائلة تدخل مكة يتقدمها النبي صلى الله عليه وسلم خاشعا خافضا رأسه شكرا لله. لم يشهد ابو ايوب الأنصاري فتح القسطنطينية وكان حظه منها الدفن عند اسوارها. ولم يشهد ابو بكر ما حققه المسلمون في مشارق الارض ومغاربها.
فلماذا تفترض انت ان تشهد نصر المقا ومة.